تامر أمين: «السيسى» يحمل «مرارة» ضدنا.. وعليه الترفع عن «الملاسنات»

12:59 ص | الخميس 05 نوفمبر 2015

«الحالة كلها فوضوية وليست مؤسسية، وتشعر أنك تجلس فى قعدة عرب»، بهذه الكلمات وصف تامر أمين، مقدم برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة»، حال الإعلام فى مصر بعد موجة النقد التى وجهها لهم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه قبل أيام، وأضاف فى حواره لـ«الوطن»: «واضح أن الرئيس فى حلقه مرارة من بعض الإعلاميين، وأعتقد أن الرئيس يشعر أنه يعمل بإحساس، إنه مموت نفسه شغل ومش بينام، ومتوقع كلمة تقدير أو دعم ومساندة فتلاقى على العكس هجوم أو تشويه». {left_qoute_1}

■ هل كنت تتوقع أن يتطرق الرئيس أثناء الندوة التثقيفية فى مسرح الجلاء لملف الإعلام؟

- تفاجأت بحديث الرئيس، وكنت أتوقع أن يكون لدى الرئيس ملاحظات على الأداء الإعلامى، لكنى لم أتوقع الإعلان عنها بهذا الشكل.

■ لماذا توقعت ذلك؟

- نتيجة ما أراه من ممارسات إعلامية، ومن الطبيعى أن يكون لدى الرئيس والحكومة حالة استياء من بعض التصريحات والمواقف الإعلامية، لكنى أرى أن على الرئيس أن يستوعب هذا، ويتعامل معه بالمنطق الهادئ، ويدير الأزمة بطريقة هادئة بعيداً عن العواصف، ولم أكن أرغب أن يفصح الرئيس بنفسه عن استيائه فى لقاء عام.

■ هل ما يقدم عليه الإعلاميون نقد لاذع أم تجاوز؟

- النقد اللاذع والتجاوزات موجودة، وهناك مواقف تتسم بالرعونة، وهناك من لديهم حسابات وأجندات يعملون وفقها، وهناك تجاوز غير مقبول من الإعلام ينم عن عدم فهم لطبيعة الإعلام، وأنا لا أميل لمن يطبلون للرئيس طوال الوقت، أو من يهاجمونه طوال الوقت، الرئيس يمثل الدولة الآن ويجب علينا مساندته، إما بالوقوف فى صفه ودعمه أو نقده بهدف الإصلاح وليس التشويه.

■ هل ترى أن تعامل الإعلام مع أزمة الإسكندرية يدخل فى مرحلة النقد غير البناء؟

- الرئيس ذكر بعض الحالات الخاصة، لكنى أتحدث عن الفهم الحقيقى لدور الإعلامى، وهو دور يشبه حديث النبى صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، فـ«مظلوماً» يعرفها الجميع، أما نصرته وهو ظالم فالبكف عن ظلمه، وحين تدعم الدولة فيجب أن تشير للإيجابيات وتصفق لها وتشير للسلبيات من أجل علاجها: «لكن ما أقولش انتو فشلة أو انتو ضايعين أو عجزة»، وهذا تشويه وليس نقداً. {left_qoute_2}

■ لماذا لم يستوعب الرئيس حالة الإعلام؟

- واضح أن الرئيس فى حلقه مرارة من بعض الإعلاميين، وأعتقد أن الرئيس يشعر بأنه يعمل بإحساس إنه مموّت نفسه ومش بينام ومتوقع كلمة تقدير أو دعم ومساندة فوجد على العكس هجوماً وتشويهاً، أعتقد أن هذا هو الإحساس الإنسانى الذى دفع الرئيس للتعبير عن استيائه على الملأ، لدرجة أن الرئيس قال جملة «وجعتنى جداً جداً»، وهى لما قال «انتو بتعذبونى عشان جيت هنا»، لأن الراجل ضحّى بنفسه ووقف بجانب مصر، ومن وجهة نظره أنه يؤدى الآن أقصى ما عنده.

■ هل تقصد بوجود أجندات توجهات أصحاب قنوات، أم أجندات خارجية؟

- هناك بعض رجال الأعمال يعتبرون الرئيس لا يعمل وفق هواهم، لم يصبح صورة كربونية من «مبارك» ولم يكن مثالاً جديداً لتزاوج المال بالسلطة، ويشعرون أن الصدام قادم بين الفساد ورأسمالية المحاسيب وبين الرئيس، وهذا جعل بعض الناس تُظهر العين الحمراء.

■ هل تتوقع صداماً قريباً؟

- أكيد.

■ كيف سيكون؟

- الصدام آتٍ لا ريب فيه.

■ ما أطرافه؟

- الرئيس ممثلاً للدولة، ومافيا النهب العام واحتكار ثروات البلد.

■ وهل تتوقع صداماً قريباً بين الرئيس والإعلام؟

- لا أعتقد ذلك، وعلى الدولة أن تلوم نفسها، لأن الإعلام هو المجال الوحيد فى مصر بلا قانون ينظمه، فنحن ألغينا وزارة الإعلام ونص الدستور على مجلس وطنى للإعلام، ولم يشكل ولم تصَغ لائحته التنفيذية.

■ ومَن المسئول عن هذا؟

- الدولة.

■ لكن الرئيس أصدر أكثر من 350 تشريعاً، برأيك لماذا تأخر إصدار قانون الصحافة والإعلام الموحد؟

- الرئيس يشتكى من ممارسات الإعلام، ويا سيادة الريس لا تلوم إلا نفسك والدولة، لأن انت اللى سايب الوضع بدون قانون ولائحة، أنا دلوقتى إعلامى لو غلطت مين يحاسبنى، فيه حاجة اسمها دولة وحاجة اسمها قانون، وشُفنا مصر لما مشيت 4 سنين من بعد الثورة بدون قانون حصل إيه، انت بتتكلم عن مجال استثنائى وحيد بدون قانون يحكمه. {left_qoute_3}

■ كيف يمكن للرئيس أن يشتكى الإعلام للشعب؟

- فى رأيى أن الجملة تحمل قدراً من الاستشهاد بالناس على أداء الإعلاميين وربما يقصد إن المرة دى قلت وقائع بس، المرة الجاية هقول بالأسماء، وأنا رأيى إنه عليه أن يترفع عن الملاسنات مع أحد، لأنه أكبر رأس فى الدولة، وإلا يتحول لمذيع فى توك شو مثلى، دورى أن أقول وأن يستوعب هذا، ولو بنتقد يتعلم من نقدى، ولو أخطأت يعاقبنى من خلال قانون وليس بطريقة شخصية.

■ هل تعتقد أن الرئيس يمكن أن يسعى لنزع غطاء الشعبية وتقليب الرأى العام ضدكم؟

- ما حدث جزء من هذا، عندما يشتكى الرئيس فهذا نوع من أنواع فضح الممارسات الإعلامية السلبية من وجهة نظره.

■ البعض قال إن الإعلام لم ينتقد الرئيس فى السابق، وإن هذا سبب ضيقه من النقد، خاصة فى أزمة غرق الإسكندرية الأخيرة؟

- لا أوافق على هذا الرأى، اتفقنا أن جزءاً منه لم يكن نقداً، لكنها تجاوزات لا أحد يرضى بها بمن فيهم الرئيس، لكن هذا نقيض ما حدث، ودعم الرئيس ليس للنفاق أو التشويه، وهنا تسأل عن المهنية ومن يجلس على الكرسى ويعمل مذيعاً.

■ الرئيس اتهمكم بالجهل؟

- الرئيس يقصد عدم مهنية، إحنا المفروض بنقدم وعى، لكن جزء مما يقدم جهل، لكن التعميم خطأ، وأعتقد أن قصده أنه فى حالة نقص المعلومة وعدم البحث عنها يبقى ما تقوله جهلاً وليس علماً، أنا من أنصار قول الحقيقة، وكنت سأنتقد الإعلاميين اللى تجاوزا مع «السيسى»، ليس لكشفهم، لكن كلام عن ضبط المنظومة، لأنه ليس من دورنا تشويه الرئيس، ولا من درونا ننافق الرئيس.

■ هل نسبة الإعلاميين الذين يتعاملون بعدم مهنية كبيرة؟

- تتخطى الـ50%.

■ ألا تستغرب أن الرئيس يشكو رغم عدم وجود إعلامى معارض لـ«السيسى» بشكل واضح؟

- محل استغراب طبعاً، وهذا يدل على العبثية، وأعتقد أن الرئيس يتمنى وجود إعلامى معارض مهنى وموضوعى، وهناك بعض الإعلاميين زى «الدبة» اللى قتلت صاحبها، لو مش مدرك هتعك، والعك أخطر من المعارضة الموضوعية.

■ هناك ما يقارب من 40 مذيع «توك شو»، كم منهم غير مهنى؟

- 20 أو 25 نتيجة عدم فهم وعدم مهنية، ولأن معظمهم دخلاء على المجال، ويتعاملون وفق أهوائهم الشخصية.

■ لماذا انقطعت اللقاءات الدورية التى كان يعقدها الرئيس مع الصحفيين والإعلاميين؟

- الرئيس «مقموص»، وهذا واحد من روشتة العلاج، بعقد لقاء عاجل بين «السيسى» ومسئولى برامج التوك شو، ويجب أن يجلس معنا ويمدنا بالمعلومات فى كل المجالات والملفات.

■ هل تعتقد أن مساحة نقد الرئيس يمكن أن تقل بعد كلام «السيسى»؟

- ممكن، وأوجه كلامى للرئيس وأقول له إنك لا تلوم إلا نفسك، لأنك ابتعدت عن الإعلاميين شهوراً ففقدت حلقة التواصل، وفى يدك التشريع ولم تسن لنا قانوناً ينظم عملنا، وهقول له إن انت اللى غلطان، واللى هيخاف وعلى راسه بطحة هيقلق بعد كلام الرئيس.