إحدى مؤسسي "بصمة" تروي لـ"الوطن" كواليس "ملصقات التوعية ضد التحرش بالمترو"

05:10 م | الأحد 01 نوفمبر 2015

زحام شديد داخل عربات مترو محطة الشهداء، تدافع الرجال والنساء وتسرعهم في النزول والصعود قد يخلق أجواء تساعد على الاختلاط الزائد والتلامس، الذي يتيح المجال للذئاب البشرية التحرش بالفتيات أمام كل هذه الجموع، ليستوقف أحدهم تجمهر الرجال أمام ملصقات كبيرة، تحتوي على قصص مصورة ضد التحرش الجنسي لتوعية المواطنين بخطورته، ومدى الضرر النفسي والجسدي الذي تتعرض له الفتاة.

علقت حركة "بصمة" بعض الملصقات للتوعية ضد التحرش الجنسي بمحطة الشهداء داخل مترو الأنفاق، تقول نهلة سليمان، مسؤولة البرامج عن الحركة، إنه تم تأسيسها منذ 2012 على يد عبد الفتاح الشرقاوي (25 سنة) وهو مستشار برنامج الأمم المتحدة للمرأة، وبدأت أول حملة مع الاعتداءات الجماعية التي حدثت في ميدان التحرير "كنا شغالين في مجموعات بنساعد البنات اللي اتحرشوا بيها جسديا".

تنظم الحركة الآن حملات للتوعية بخطورة التحرش الجنسي على المجتمع ككل، وكان لديهم دوريات توعية وتأمين في الأعياد كما كان الحال في المظاهرات، ودوريات توعية بالمترو، واجتماعات لطلاب الجامعات، حيث ذهبت الحركة لجامعة المنوفية، ومرسى مطروح، وجامعة القاهرة، توعية الشباب بخطورة التحرشي الجنسي ولإرشاد الفتيات عن كيفية التعامل مع الموقف. ولم تقم حركة "بصمة" على قضية التحرش الجنسي فقط بل إنها حركة اجتماعية أولًا تهدف لتحقيق المساواة واحترام الآخر وحق الجميع في ممارسة جميع الحريات دون ضرر مجتمعي.

جاءت فكرة حملة "هتعمل إيه؟" بتعليق قصة مصورة في مترو الأنفاق، واختيار المكان لعرض ملصق الحامل يرجع إلى أن المواصلات العامة هي أكثر الأماكن التي يحدث بها تحرش، حيث إنهم لم يستطيعوا الوصول والتأثير بشكل واسع من خلال فترة توعية المواطنين في الشارع، والتي لا تتعدى الثلاث ساعات في الأسبوع "لاقينا رقم شركة الإعلانات حاطة رقمها في كل مكان بالمترو كلمناهم واتفقنا معهم عن كيفية وضع إعلان مطبوع".

تضيف سليمان: تم البحث عن مصممين ورسامين لتوصيل محتوى التحرش الجنسي في قصة مصورة، ووقع الاختيار على أحمد الناجي، الذي شارك في كتابة ورسم القصة، لأنه كان مهتما جدًا بعمل مشروع عن قضية التحرش الجنسي.

وتم اختيار محطة الشهداء لأنها الأكثر ازدحاما، وبها معظم خطوط اتجاهات القطار للتبديل، ووضعت الحركة خطة لتوزيع المصلقات على أربع محطات، لكل شهر، أولها محطة الشهداء، ومحطة محمد نجيب، ومحطة العتبة، ومحطة السادات، لأن هذه الأربعة الأكثر كثافة وإقبالا.

لم تأخذ حركة بصمة أي تصريح من أي جهة حكومية، كلها مجهودات شخصية، حيث خصصت شركة الإعلانات مساحة بجدران المترو للحملة، دفع التكلفة مؤسس الحملة عبد الفتاح الشرقاوي "لما الأمن لاقى زحمة قدام البوستر ده، كان هيشيله".

تابعت سليمان: كانت المشروعات التي أقامتها الحركة من قبل عن قضية التحرش روتينية، تحتوي على إرشادات وكلمات للتوعية، لذلك تم اختيار القصة المصورة لأنها فكرة جديدة "كنا عايزين فكرة جديدة تأثر في المجتمع كله، وتوصل قصة التحرش من أولها لآخرها".

ترى مسؤولة البرامج عن حركة بصمة، أن "الإقبال على البوستر جيد جدا، كل ما أعدي على مكان البوستر ألاقي ناس واقفة بتتفرج"، لكنها وجدت بعض التعليقات السخيفة المكتوبة على ملصقات الحملة مثل "حافظ على مراتك وقعدها في البيت" و"لبسوا البنت كويس وماحدش هيتحرش بيها".

تحاول الحركة توصيل فكرة أن التحرش الجنسي ليس أمرا عاديًا ولكنه قضية مجتمعية تهدد المجتمع ككل، ولا يجب للفتاة أن تسكت عن حقها، ويجب أن يفعل قانون التحرش بالتصدي عن طريق تحرير محاضر ضد المتحرشين في الأقسام.