الإسكندرية.. سقوط المال السياسى و«الشباب» يُغير «قواعد اللعبة»

08:11 م | الخميس 29 أكتوبر 2015

أسدلت اللجنة العليا للانتخابات بالإسكندرية الستار على المعركة الانتخابية فى انتخابات مجلس النواب بالمدينة، بجولتيها الأولى والإعادة، التى أسفرت عن فوز النواب الجدد بـ25 مقعداً فردياً و15 مقعداً للقوائم.

وأسقطت المعركة الانتخابية المال السياسى واستغلال الدين، وهما الوسيلتان اللتان اعتمدت عليهما القوى السياسية طيلة السنوات الماضية فى أى ماراثون انتخابى، حيث لم ينجح المال السياسى فى الفوز باكتساح، ولم تحقق التيارات الدينية ما كان متوقعاً، كما لم يحصد «الفلول» أصوات الناخبين كما كانوا فى السنوات السابقة على الثورتين.

وجاءت النتيجة التى أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات فى جميع دوائر محافظة الإسكندرية، بعد فرز جميع اللجان العامة والفرعية، مؤكدة ما سبق، حيث فاز بمقاعد الدائرة الأولى، «المنتزه أول»، أبوالعباس فرحات محمود، وعبدالفتاح محمد عبدالفتاح يحيى، وإبراهيم عبدالوهاب محيى الدين أﺑﻮأﺣﻤﺪ، وهند ﻗﺒﺎرى ﺧﻤﯿﺲ اﻟﺠﺒﺎلى، وفى الدائرة الثانية «المنتزه ثان» فاز كل من ﺣﺴﯿﻦ ﺣﺴﻦ محمد خاطر، وﺳﺎﻣﺢ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ ﺧﻠﯿﻞ إبراهيم، ومحمد أﺑﻮﻓﺮاج ﻋﻄﺎ ﺳﻠﯿﻢ.

{left_qoute_1}

وفى الدائرة الرابعة «محرم بك»، فاز هيثم أﺑﻮاﻟﻌﺰ الحريرى، مستقل، وﻋﻤﺮو ﻛﻤﺎل الدين اﻟﺴﯿﺪ ﺣﺴﻦ، مستقل، وفى الدائرة الخامسة، «سيدى جابر»، فاز بالمقعد طﺎرق اﻟﺴﯿﺪ ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻨﯿﻦ، وحسنى ﺣﺎﻓﻆ إبراهيم، وكيل نقابة الصحفيين، وﺳﻤﯿﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺤﺴﻦ ﺳﻌﺪ اﻟﺒﻄﯿﺨﻰ، ومحمد أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﯿﻦ، وفى الدائرة السادسة «كرموز» فاز كل من رﻣﻀﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎر، ومحمد ﻣﺠﺪى عفيفى.

أما فى الدائرة السابعة «العطارين»، ففاز إبراهيم ﻣﺴﻌﺪ إبراهيم ﺣﺴﻦ، وﻛﻤﺎل أﺣﻤﺪ محمد أﺣﻤﺪ، وفى الدائرة الثامنة «مينا البصل» فاز أﺷﺮف رﺷﺎد ﻋﺜﻤﺎن، ومحمد المتولى أﺑﻮاﻟﻌﯿﻨﯿﻦ، وفى الدائرة التاسعة «الدخيلة» فاز كل من مصطفى ﻣﺤﻤﻮد ﺟﻤﻌﺔ، وﺣﺴﻦ ﺧﯿﺮﷲ، وفى الدائرة العاشرة «أول العامرية وبرج العرب» فاز رزق راﻏﺐ ﺿﯿﻒ ﷲ، ومرشحا حزب النور أﺣﻤﺪ ﺧﻠﯿﻞ ﺧﯿﺮﷲ، وأﺣﻤﺪ الشريف، فيما قضت محكمة القضاء الإدارى بإعادة الانتخابات فى الدائرة الثالثة «أول الرمل».

واعتبر النشطاء والمراقبون أن فوز هيثم الحريرى، الناشط اليسارى نجل المرشح الرئاسى السابق أبوالعز الحريرى، بمقعد مجلس النواب فى دائرة محرم بك، وفوز كمال أحمد النائب المستقل، وحسنى حافظ وكيل نقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية ورئيس لجنة حزب الوفد بالمدينة، دليل على إسقاط ناخبى الإسكندرية لمرشحى المال السياسى واقتصار المنافسة على «التيار الدينى» و«الفلول».

وقال إيهاب القسطاوى، منسق حركة شباب من أجل التغيير بالإسكندرية، لـ«الوطن»، إن فوز «الحريرى» بمقعد دائرة محرم بك، على الرغم من المنافسة الشرسة التى خاضها ضد القيادى بالحزب الوطنى المنحل ممدوح حسنى، الذى استخدم المال السياسى فى المعركة الانتخابية، تدل على ضعف الحجج التى يسوقها البعض بأن الشباب لا فرص لهم فى المنافسة. وأضاف «القسطاوى»: تعلمنا درساً جديداً فى كيفية استغلال أنصاف الفرص لحصد مكاسب سياسية، عبر معركة خاضها بضراوة 3 مرشحين فى مواجهة مال سياسى تصعب مواجهته، وأشاد كريم محروس، الناشط والمحاضر فى شئون العدالة الانتقالية وحقوق الأقليات، بفوز المرشحين الشباب وغير المدعومين بثروات وأرصدة بنكية، فى مواجهة منافسين استخدموا المال السياسى على مرأى ومسمع من اللجنة العليا المشرفة على العملية الانتخابية بالإسكندرية.

أما جمعة محمود، الناشط بحركة حق الوطن، فيقول إن أفضل ما فى نتائج الانتخابات هو إسقاط نظرية الثنائية التى شكلها المشهد السياسى طوال عقود مضت من المنافسة بين التيار الدينى، سواء كان تنظيم الإخوان أو من بعده التيار السلفى وحزب النور من جهة، وأعضاء الحزب الوطنى المنحل.

وقال حسني حافظ، النائب الفائز في دائرة سيدى جابر، لـ«الوطن»: المواطنون أدركوا أن من يدفع لهم أموالًا اليوم، سيسرقهم غدًا، ولذلك قرروا إعطاء أصواتهم لمن يحترم عقولهم.

وتعليقاً على خسارة حزب النور فى الإسكندرية، وعدم حصوله إلا على مقعدين بدائرة العامرية للنائبين الجديدين أحمد خليل خيرالله، وأحمد الشريف، قال الدكتور عبدالله بدران، أمين الحزب فى المدينة، إن «النور» لا يتعامل بالقطعة مع المشهد السياسى المرتبك، مؤكداً أن قيادات الحزب يدرسون كل الموقف بشكل مفصل لتحديد الوضع بشكل كامل.