مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.. مهد المقاومة

كتب: أ ف ب

مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.. مهد المقاومة

مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.. مهد المقاومة

يقف الشبان الفلسطينيون الذين نشأوا في مخيمات للاجئين أقيمت لتكون مؤقتة وأصبحت الآن أشبه بمدن حقيقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الصفوف الأمامية خلال الاشتباكات اليومية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت المخيمات دائمًا البؤرة التي انطلقت منها أعمال المقاومة، من مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت إلى مخيم جنين الذي حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي في الانتفاضة الثانية وصولًا إلى مخيم بلاطة قرب نابلس الذي خرج منه العديد من منفذي الهجمات الانتحارية التي روعت إسرائيل في الانتفاضة الثانية.

ويوجد أكثر من مليوني فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) التابعة للأمم المتحدة أي حوالي نصف سكان الأراضي المحتلة.

ويقول محمود فنون قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيت لحم والذي وقف يستقبل المعزين في فتى قُتِل خلال المواجهات في مخيم الدهيشة معقل الجبهة الشعبية في مدينة بيت لحم، إنّ "النضال انطلق دائمًا من المخيمات سواء في الأردن ولبنان وسوريا أو في فلسطين لأن اللاجئين هم من يحملون القضية الفلسطينية في دمهم".

من جانبه، يقول حماد (65 عامًا) من مخيم عايدة للاجئين في بيت لحم والذي يعيش فيه 6 آلاف لاجئ: "نحن في المخيمات لا نملك بيوتًا جميلة ولا مشاريع كبيرة ولا أي شيء لنخسره، خسرت منزلي وأرضي في العام 1948. إنّها تبعد 10 دقائق بالسيارة عن بيت لحم ولكن السلطة الفلسطينية قالت لنا عبر توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 بأن ننساها".

وكان يفترض أن تؤدي اتفاقيات أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل في العام 1993 إلى قيام دولة فلسطينية العام 2000. دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 أي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في تلك الحرب في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

ويقول محمد (21 عامًا) الطالب الجامعي والذي يعمل في محطة صغيرة للوقود قرب مخيم عايدة "ليس لدينا ما نخسره".

ويضيف الشاب المولود بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، "كبرنا في مدارس وكالة الغوث. وفي منازلنا تنقطع الكهرباء كل الوقت ولا نجد عملاً. لا نحلم حتى بالذهاب إلى القدس. نرى الجدار (الفاصل) في كل مكان وفي كل بيت ولدى كل عائلة شهداء وجرحى وأسرى".

وكان 6 على الأقل من الذين قتلوا في موجة العنف الأخيرة من سكان المخيمات، منهم 3 من مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية المحتلة حيث يقيم 18 ألف شخص.

وأصيب العشرات بالرصاص الحي والمطاطي واعتقل العشرات منهم أيضًا.

وفي مخيمات بيت لحم أو رام الله، يسمع دوي الرصاص أثناء الجنازات. ويخرج رجال ملثمون يحملون البنادق ويطلقون النار في الهواء كتحذير مما سيحدث في حال قررت المخيمات حمل السلاح.

ويؤكد هشام (51 عامًا) وهو من عائلة لاجئة وهو يشاهد المواجهات في بيت لحم من مسافة بعيدة "أخرج في الصباح من البيت ولا أدري إن كنت ساعود. يمكن أن يتم اعتقالي أو قتلي في أي وقت على يد جندي أو مستوطن إسرائيلي".

وقال هشام الذي قضى وأخوته الخمسة فترات متفاوتة في سجون الاحتلال الإسرائيلية ولديه ابن اليوم في السجن "البارحة، قررت إدارة السجون إلغاء تصريح الزيارة".

وأضاف "ابناي الآخران من بين الذين يقومون بإلقاء الحجارة، ولكن كيف أقول لهم ألا يذهبوا؟ وأنا كنت مثلهم أرشق الحجارة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987".

وأشار إلى أنّ الوعود بالسلام ومبادرات السلطة الفلسطينية الدبلوماسية تدفعه إلى الابتسام ثم يغضب عليها قائلًا "خلال 22 عاماً، أرجعتنا أوسلو آلاف السنين إلى الوراء".

وتابع "هؤلاء الذين يتكلمون عن السلام، انظروا إليهم. إنهم يرتدون ملابس جميلة مع ربطات عنق أنيقة. هل تعتقدون بأنهم يشبهوننا؟".

وقُتِل 59 فلسطينيًا وعربي إسرائيلي واحد برصاص القوات الإسرائيلية منذ بداية شهر أكتوبر الجاري خلال مواجهات وعمليات طعن ومحاولات طعن قتل خلالها 6 إسرائيليين.

 


مواضيع متعلقة