الحكومة تتجاهل انهيار البنية التحتية.. و«المحليات» تكتفى بـ«سيارات الشفط»

09:07 م | الاثنين 26 أكتوبر 2015

مع دخول الشتاء تستيقظ الحكومة كل عام على كارثة تراكم المياه فى الشوارع، وتوقف حركة المرور وتعطل مصالح المواطنين، نتيجة انهيار البنية التحتية فى مصر، سواء فيما يخص بلاعات الصرف التى تغيب عنها الصيانة، وتشققات الطرق الرئيسية، وتآكل فواصل بعض الكبارى، فى ظل عدم وجود آليات فى الأحياء والمحليات لحل تلك الأزمات والمشاكل المتراكمة منذ سنوات، والاكتفاء بمحاولة إنقاذ مصر من الغرق بسيارات الشفط دون وضع خطة حقيقية لإعادة تأهيل البنية التحتية. وقال الدكتور خالد زكريا العادلى، محافظ الجيزة، فى تصريحات له أمس، إنه تم رفع حالة الطوارئ بكافة قطاعات المحافظة ومراجعة المعدات من سيارات شفط وماكينات تابعة للأحياء وشركة مياه الشرب والصرف الصحى وهيئة نظافة وتجميل الجيزة. وأضاف المحافظ أنه تم تجهيز 44 سيارة لشفط المياه، منها 13 سيارة تابعة للهيئة و12 تابعة لشركة مياه الشرب والصرف و19 سيارة تابعة للأحياء.

فيما أكد د. جلال مصطفى سعيد، محافظ القاهرة، أن كافة أجهزة المحافظة المعنية رفعت درجة الاستعداد القصوى لاستقبال موسم الأمطار الحالى وفصل الشتاء، وأن أعمال خطة المتابعة والتطهير والصيانة الدقيقة لشبكات تصريف بالوعات الأمطار تتم منذ أكثر من شهر بالتنسيق بين رؤساء الأحياء وشركة الصرف الصحى وهيئة نظافة وتجميل القاهرة للتأكد من صيانة وتطهير كامل لبالوعات الأمطار المنتشرة بشوارع وميادين القاهرة واستعداد عملها بكفاءة والتى يصل عددها إلى 15.881 بالوعة صرف.

{long_qoute_1}

وأكد المحافظ أنه تم الانتهاء خلال الموسم الحالى من إنشاء 1800 بالوعة أمطار جديدة وإقامة خطوط صرف جديدة بالمناطق المحرومة بنطاق 28 حياً بالقاهرة. فيما أعلنت وزارة النقل حالة الطوارئ القصوى بالسكة الحديد، ومترو الأنفاق، والطرق والكبارى، وكل الموانئ لمواجهة الآثار السلبية التى نتجت عن موجة الطقس السيئ التى تمر بها البلاد. وشدد الدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل، على كل رؤساء الهيئات بربط غرف عمليات المتابعة بغرفة العمليات المركزية بالوزارة لمتابعة الموقف أولاً بأول، ومواجهة الأعطال الطارئة فى أسرع وقت، خاصة بمرفقى «السكة الحديد» و«المترو». وقال اللواء عادل ترك، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى والنقل البرى، إن الهيئة رفعت درجة الاستعداد للقصوى خاصة فى المناطق التى من المتوقع أن تتعرض للسيول خلال الفترة الحالية، حسب التقارير الصادرة عن هيئة الأرصاد، وأشار إلى أن منهج هيئة الطرق والكبارى هو الحد من الآثار التدميرية للسيول على الطرق، إضافة إلى كيفية الاستفادة من المياه وتحويلها إلى وسيلة للتنمية. وأكد «ترك» أن الإنذار المبكر للسيول يأتى من الجهات المتخصصة فى التنبؤات الجوية مثل «الأرصاد» أو «الاستشعار عن بُعد»، وأيضاً وزارة الرى، وهى من المراحل المهمة لتقليل الآثار الناجمة عن السيول، وأشار إلى أن هناك توصيات رُفعت للجهات المختصة بضرورة إنشاء الحماية اللازمة للمنشآت ومراجعتها بمعرفة وزارة الرى قبل البدء مستقبلاً فى أى مشروع، وأوضح أنه كلف رؤساء المناطق التابعة للهيئة باتخاذ كل التدابير، والأعمال الواجب تنفيذها لحماية شبكة الطرق المتوقع اعتراضها لمسارات السيول، والتأكد من جاهزية المعدات، وتطهير وصيانة كل مخرات السيول وصيانة الأجزاء المتهالكة، وإعداد غرف عمليات لمواجهة أى أحداث طارئة، والتنسيق مع المحافظات لتوفير أعداد مضاعفة من سيارات «الكسح» لرفع أى تجمعات للمياه وتدعيم الحملات بالعمالة الكافية على مدار الـ24 ساعة يومياً، وأضاف أن الطرق التابعة للهيئة مصممة بميول هندسية بحيث لا تتجمع المياه عليها وتُصرف تلقائياً على جانبى الطريق، كما تقوم فرق من الهيئة بمعالجة الأماكن المنخفضة بالطرق التى تسبب تجمع المياه وإعاقة المرور لمواجهة أى أمطار أو سيول، خاصة فى محافظات الصعيد، وسيناء، والبحر الأحمر، وأشار إلى متابعة النشرات التى تصدرها هيئة الأرصاد الجوية، خاصة فى ظل عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، لتفادى الآثار والخسائر التى تنجم عنها.

وقال المهندس على فضالى، رئيس جهاز تشغيل مترو الأنفاق، إنه ضاعف عدد فرق الطوارئ على الخط الأول «حلوان - المرج»، لمواجهة حالات زيادة سقوط الأمطار مع إصدار تعليمات لغرفة التحكم المركزية بالجهاز برفع القطارات اليابانية البالغ عددها بالخط «23» قطاراً، أو تخفيضها حسب حالة الجو لتقليل احتمالية الأعطال، مع تجهيز 33 فرقة طوارئ بمعدل فرقة بكل محطة للتدخل السريع لمواجهة الأعطال المفاجئة، لافتاً إلى أن نوعية القطارات الفرنساوى العاملة بنفس الخط تتحمل العمل فى ظروف الجو السيئ.