مصرفيون: اختيار «عامر» محافظاً لـ«المركزى» استكمال لمسيرة «الإصلاح»

09:18 م | الأحد 25 أكتوبر 2015

رحّبت قيادات مصرفية بقرار رئيس الجمهورية تعيين طارق عامر محافظاً للبنك المركزى المصرى لمدة 4 سنوات تبدأ فى 26 نوفمبر المقبل، خلفاً لهشام رامز الذى قدّم استقالته أمس، واعتبروا أن القرار يُعَدّ حفاظاً على القطاع المصرفى وتماسكه، واستكمالاً لمسيرة الإصلاح التى بدأت فى 2004. وقال هشام عكاشة، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى، إن الإعلان عن اختيار طارق عامر محافظاً للبنك المركزى المصرى هو قرار حكيم يشير إلى توجهات نحو استكمال مسيرة الإصلاح المصرفى والحفاظ عليه كمنظومة قوية ومتكاملة تدعم الاقتصاد الوطنى.

{long_qoute_1}

وقال «عكاشة» إن أفضل ما حدث هو الإعلان المبكِّر عن محافظ البنك المركزى المقبل خلفاً لهشام رامز الذى تقدم باستقالته، ويُعَدّ رسالة لتهدئة السوق، لافتاً إلى أن «عامر» شخصية مصرفية تتمتع بمميزات وكفاءة عالية جداً، وهو شخصية معروفة على مستوى الأوساط المحلية والإقليمية والعالمية، ولديه اتصالات قوية بمؤسسات التمويل العالمية.

وتابع «عكاشة»: «لا ننسى أن عامر ورامز كانا ضمن فريق الإصلاح المصرفى بقيادة الدكتور فاروق العقدة المحافظ الأسبق للبنك المركزى، وأن تعيينه خلفاً لرامز يعنى أن الجهاز المصرفى محظوظ بوجود ثقافة مصرفية محايدة فى البنك المركزى والقطاع المصرفى». وأوضح أن «عامر» يمتلك مقومات كبيرة أهّلته لمنصب محافظ البنك المركزى المصرى، فبخلاف مساهمته فى إصلاح البنوك فإنه قاد فريق العمل وأعاد هيكلة البنك الأهلى المصرى الذى كان يعانى مشكلات كبيرة، ودفعه إلى مكانة محلية رائدة وإقليمية متميزة، مشيراً إلى أن هشام رامز تولى مسئولية البنك المركزى فى فترة صعبة فيها تحديات سياسية واقتصادية شديدة جداً، وعمل على الحفاظ على استقلالية الجهاز المصرفى بعد توليه منصبه فى 2013، مشيراً إلى أن البنك الدولى أشاد فى آخر تقاريره بقوة الجهاز المصرفى المصرى.

من جهته، قال ماجد فهمى، عضو مجلس إدارة بنك التعمير والإسكان، إن «عامر» كان من أبرز الشخصيات المصرفية التى قادت عملية الإصلاح المصرفى التى تمت بقيادة الدكتور فاروق العقدة فى فترة صعبة كانت البنوك تعانى فيها شبح التعثر، وهو ما حال دون إفلاس عدد من البنوك.

وأشار إلى أن تاريخ «عامر» فى العمل المصرفى وخبراته المحلية والدولية تؤهّله لقيادة المنصب بنجاح خلال الفترة المقبلة، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التى تواجه «عامر» فإنه يمتلك الأدوات والخبرة لتخطيها. ولفت إلى أنه سجّل «قصة نجاح» فى أثناء رئاسته البنك الأهلى المصرى، وصعد بأرقامه وميزانيته، مما وضعه فى مكانة متقدمة بين البنوك، كما أنه يمتلك حساً وطنياً وسياسياً، ولديه القدرة على التفاعل مع المشكلات الموجودة، مضيفاً: «هو من أصلح الشخصيات للمرحلة الحالية خلفاً لرامز».

وأوضح «فهمى» أن أبرز التحديات التى تنتظر «عامر» هى سوق الصرف واستكمال مسيرة الإصلاح المصرفى ورسم استراتيجيات مصرفية بما يخدم الاقتصاد، ومحاربة التضخم والإسهام فى تحقيق الاتزان النقدى وسعر الصرف. وأضاف أن «عامر» يتميز بشخصية جيدة تستطيع التواصل مع الناس، وظل محبوباً حتى بعد خروجه من الجهاز المصرفى واستقالته من البنك الأهلى فى نهاية عام 2012، قائلاً: «هو شخصية محبوبة، ويستطيع تحقيق التعاون والتنسيق بشكل أفضل خلال الفترة المقبلة مع المجموعة الاقتصادية الوزارية والسوق ككل».

وقال عدنان الشرقاوى، نائب رئيس مجلس إدارة البنك العقارى المصرى العربى، إن «رامز» عمل فى فترة صعبة وحقق نتائج إيجابية على الأرض، وإن تعيين «عامر» خلفاً له دليل على استكمال الإصلاح المصرفى، لأنه أفضل القيادات المصرفية على الساحة، وواحد من جنود ثورة الإصلاح المصرفى. وأضاف أن «عامر» من الكفاءات المصرفية المشهود لها بالكفاءة والخبرة والنزاهة، لأنه نجح فى إعادة هيكلة القطاع المصرفى والبنك الأهلى المصرى، أكبر البنوك الحكومية، كما أنه يمتلك خبرات كبيرة فى التعامل مع الأزمات، ووفقاً للظروف الحالية فإن عامر يواجه تحديات كبيرة، لكنه سينجح فى التغلب عليها وتحقيق التوفيق والتناغم بين السياسات النقدية والمالية.

وقال أكرم تيناوى، رئيس بنك ABC: «إن القرار جاء فى توقيت مناسب جداً فى ظل الترقب والقلق فى السوق المحلية»، لافتاً إلى أن طارق عامر شخصية مصرفية محترفة ولديها كفاءة وخبرات عالمية ومحلية ودراية كبيرة بمجريات الأمور المصرفية. وتوقع «تيناوى» أن يكون الدولار واستكمال الإصلاح المصرفى من بين أبرز الملفات التى سيقوم بها «عامر» خلال المرحلة المقبلة بما يخدم الاقتصاد الوطنى.

وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً جمهورياً بتعيين طارق عامر محافظاً للبنك المركزى المصرى لمدة 4 سنوات، بعد انتهاء فترة هشام رامز رسمياً. ويعد طارق عامر من القيادات المصرفية التى ساهمت فى برنامج الإصلاح المصرفى خلال عهد الدكتور فاروق العقدة المحافظ الأسبق للبنك المركزى.