الاكتئاب يحصد بهجة المصريين: «محدش مرتاح»

12:18 ص | الأحد 25 أكتوبر 2015

دراسة ألمانية حديثة نشرها موقع «بى بى سى» مؤخراً، أكدت أن سكان القاهرة الكبرى هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والضغط العصبى من بين عواصم العالم التى شملتها الدراسة، الازدحام المرورى والضوضاء والزحام وطرق كسب العيش الصعبة جعلت القاهرة تتفوق على الجميع لتحصد لقب «أكثر مدن العالم إزعاجاً وإنهاكاً لسكانها». {left_qoute_1}

«لو حاسس باكتئاب زيادة اليومين دول عن العادى ماتقلقش، دا اكتئاب الخريف، كلها شوية وتلاقى الشتا دخل علينا وترجع للاكتئاب العادى»، مقولة ساخرة تداولها عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فى إشارة إلى اكتئاب الشتاء أو ما يعرف بالاضطراب العاطفى الموسمى، أحمد عبدالعظيم شاب ثلاثينى، رأى فى المسألة كوميديا من نوع خاص: «يعنى إحنا ناقصين هم ونكد، الخريف بييجى يكمل، لا ومعاه السحابة السودا، أصلها ناقصة».

«عندنا زيادة حقيقية فى عدد المرضى النفسيين» يتحدث الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، مؤكداً أن نسبة المرضى النفسيين فى المجتمعات الطبيعية تتراوح بين 10 و12% إلا أن الدراسات التى أجريت فى مصر أظهرت تراوح النسبة بين 17 و30%، مشيراً إلى أنها أرقام متحفظة: «مش كل الناس عارفة إنهم مرضى، إحنا كأطباء نفسيين ملاحظين الزيادة الشديدة فى العدد». ليس الزحام وحده ولا الخريف والسحابة السوداء هى الأسباب الوحيدة للاكتئاب: «الفقر الذى يعانيه حوالى 44% من المجتمع بحسب التعريف العالمى، يعانون بدورهم من الاكتئاب، ناهيك عن الفقر النسبى الذى تعانيه نسبة أكبر بسبب وسائل الإعلام وما تعرضه من أسباب للرفاهية والكماليات فى الحياة لا يقدر عليها الكثيرون فيدخلون فى دوامات الاكتئاب، فضلاً عن الحالة العامة لغياب الإحساس بالأمان، بخلاف التدهور الأخلاقى الشديد فى السنوات الأخيرة».