الأحذية المستوردة «تدهس» آلاف الورش فى الغربية

كتب: رفيق ناصف وأحمد فتحى

الأحذية المستوردة «تدهس» آلاف الورش فى الغربية

الأحذية المستوردة «تدهس» آلاف الورش فى الغربية

حالة من الغضب تسيطر على عشرات الآلاف من عمال وأصحاب ورش الأحذية، فى محافظة الغربية، بسبب تجاهل الدولة لمشاكلهم، وعدم الاهتمام بدعمهم أمام غزو المنتجات التركية والصينية للأسواق المصرية، ما يهدد بغلق ورشهم وقطع أرزاقهم.

وأكد أبوالفتوح الشناوى، صاحب ورشة أحذية فى طنطا، أن السوق المصرية مليئة بالمنتجات الصينية والتركية، ما أصاب المنتج الوطنى بحالة من الركود، وأجبر غالبية أصحاب الورش على غلق ورشهم وفتح محلات لبيع الأحذية المستوردة، بعد أن تعرضوا لخسائر فادحة.

وقال مسعود الدسوقى، صاحب ورشة: «نحن كأصحاب ورش أحذية وشنط مصابون بحالة ذهول من موقف المسئولين فى الدولة، الذين فتحوا سوق استيراد الأحذية، وأبرموا اتفاقيات مع دول أوروبية، وآسيوية مثل الصين لاستيراد الصناعات الجلدية منها، فى حين أن مصر بها ورشاً منتجاتها تفوق تلك المنتجات المستوردة». وأضاف أنه كثيراً ما طالبنا الدولة بأن تساعدنا على فتح أسواق خارج مصر لتصدير منتجاتنا، لكنها تجاهلت مطالبنا لها.

وأشار إلى أن منطقة «سيجر» بطنطا وحدها تضم قرابة 500 ورشة صغيرة لتصنيع الأحذية، ويعيش بها نحو 2000 عامل، كانت المهنة تدر لهم فى السابق دخولاً كبيرة، أما الآن فأصبحت تكبدهم خسائر، بسبب تجاهل الدولة لصناعتهم.

من جهته، قال سعد الملاوى، رئيس شعبة صناعة الجلود بالغرفة التجارية بالغربية، إن صناعة الأحذية تعانى من تجاهل الدولة وعدم اهتمام المسئولين بالعاملين فيها، ما يهدد باندثارها، وغلق الورش وتشريد أسر العاملين بها، مشيراً إلى أن محافظة الغربية فقط بها عشرات الآلاف من العمال وأصحاب الورش يعملون بتلك المهنة، التى ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.

وأضاف أن «صناعة الأحذية المصرية تتعرض للانهيار، بسبب المنتجات المستوردة، التى تعتمد على خامات رديئة وجلود مصنعة وليست طبيعية، ويتهافت عليها المواطنون؛ لأنها تتميز بالتشطيب الجيد، رغم أن سعرها أغلى من سعر المنتجات المصرية، فالحذاء الذى يستورده أصحاب مكاتب الاستيراد ويبيعونه بـ150 جنيهاً، لا تتعدى تكلفته الحقيقية 60 جنيهاً، لكن المواطن دائماً يفضل المظهر والشكل عن الجودة».

وأوضح «الملاوى» أن المشكلة الرئيسية تتلخص فى أن نظام الورش نظام فاشل لم يعد يواكب تطورات العصر، التى تتعامل بها الدول الصناعية الكبرى، فنظام المدن الصناعية المتخصصة يوفر ما يسمى بتناسق الصناعات وتكاملها مع بعضها البعض، فتجد فى الدول الصناعية الكبرى مثل الصين وكوريا مصنع الإكسسوارات والخيوط وكل الصناعات المغذية لتلك المهنة موجودة فى نطاق واحد، بل تجد مصنع الملابس فى المنطقة نفسها، وينسقون فيما بينهم لتصبح منتجاتهم على الموضة، وبالتالى فهم يحددون خطوط موضة العام، وهو ما يغيب عن الصناعة المصرية.

وأوضح أن محافظة الغربية بها مئات الورش لو تجمعت فى منطقة واحدة وتوافر للعاملين بها ماكينات حديثة ودعم فنى وتكنولوجى يواكب الدول الكبرى لكان حجم صادرات مصر من تلك الصناعة ملايين الجنيهات سنوياً، كما أنها ستوفر الآلاف من فرص العمل سنوياً، ويمكن للأسرة أن تشارك فى تلك المهنة وهى داخل منزلها لأن بعض إكسسوارات هذه المنتجات تعتمد على الصناعات اليدوية المنزلية.

 


مواضيع متعلقة