الأحزاب ترد على "هيكل": برامجنا تحمل رؤية للمستقبل.. ودفعنا بوجوه شابة في مختلف الدوائر

07:07 م | الجمعة 23 أكتوبر 2015

وصف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، في حواره مع الإعلامية "لميس الحديدي"، في برنامج "مصر أين؟ ومصر إلى أين؟"، على فضائية "سي بي سي"، حجم الإقبال على التصويت في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري بـ"الضعيف جدا"، مرجعا ذلك لحيرة الناخب في عالمه وبلده، مشيرا إلى أن تعدد الخيارات يجعل الأمر صعبا أمام الناخب في الاختيار، كما أنه لم يجد من يقدم أشياء مقنعة حول المستقبل ليختاره، وأنه لا يوجد أي قوة سياسية استطاعت أن تقدم للناخب ورقة تصور للعالم الجديد. {left_qoute_1}

"الوطن" استطلعت آراء عدد من قادة ورموز الأحزاب السياسية المصرية، حول ما قاله "هيكل" من تحليل وتفسير لضعف الإقبال في العملية الانتخابية، بداية يقول شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، والذي وصل منه ما يقرب من 65 مرشحا لجولة الإعادة في المرحلة الأولى، وفاز 5 من مرشحيه على قائمة "في حب مصر" بعضوية البرلمان، إن المشهد السياسي غابت عنه البرامج الحزبية، على عكس ما حدث مع حزب "المصريين الأحرار"، الذي قدم برنامجا شاملا، ويحمل رؤية مستقبلية، وحلولا للمشكلات الراهنة، مثلما قدمه الحزب من رؤية وحلول على برنامجه لمشكلات القطاع السياحي. {left_qoute_2}

وأكد وجيه أن الحزب لا يتفق مع وجهة النظر أو الطرح، التي تقول إن نسبة المشاركة في العملية الانتخابية كانت "محبطة ومخيبة للآمال"، بالعكس فهي نسبة معقولة، يمكن على أساسها بناء برلمان يستطيع أن يكون معبرا عن طموحات وآمال الشعب على حد قوله.

وفيما يخص ما قاله "هيكل" إن المرشحين في البرلمان كلهم تقريباً ينتمون إلى الماضي، قال وجيه: "أظن أن الخيارات كانت كثيرة أمام الناخبين، وكل دائرة انتخابية كان فيها عدد كبير من المرشحين، وأن الناخب لو وجد وجوها قديمة أو معتادة، فحرية الاختيار أو الرفض متاحة أمامه"، متابعا حديثه: "إن الخطوة الأولى والأساسية في العملية الانتخابية، أن يرى المواطن أحزابا جادة وقوية وبرامج مؤثرة، المواطن عندما يرى ذلك سيخرج ويصوت للمستقبل".

أما مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والذي ينافس على عدد محدود من المقاعد في العملية الانتخابية، فيرى أن الحديث عن ضعف الأحزاب وعدم قدرتها على التأثير، والتفكير في المستقبل دون النظر لما حولها من ظروف يمثل رؤية منقوصة، وحديث فرعي، مؤكدا وجود مشكلات رئيسية تعيق عمل الأحزاب السياسية في مصر، أولها انعدام الثقة بين المواطن والدولة وليس الأحزاب، فالملايين التي نزلت إلى الشارع لتطالب بـ"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، تشعر بأن ثورتها سُرقت منها.

وأضاف الزاهد، في حديثه لـ"الوطن"، أن الأحزاب السياسية تعمل في محيط مغلق، والنشاط الحزبي "مخنوق"، كما أن هناك قيودا كثيرة على الحريات، وعمل المجتمع المدني، وأكبر مثال على ذلك: "ما حدث مع شهيدة الورد شيماء الصباغ"، متسائلا: "كيف تعمل الأحزاب، وتظهر على الأرض، وتفكر في المستقبل، في ظل قانون التظاهر، وقوانين انتخابية تعدم فرص المنافسة، وتدعم صعود القوى التقليدية القديمة، كيف تكون المنافسة في ظل المال السياسي، ووجود قوائم تتحدث باسم الدولة، وإجراءات تشوبها العوار، ومواد في قانون تقسم الدوائر تخالف أحكام الدستورية العليا، كيف في هذا المناخ نلقي اللوم على الأحزاب، الانتخابات بدت وكأنها انتخابات مجلس أعيان، والمشهد الحالي يضعف الأحزاب". {left_qoute_3}

فيما قال المستشار بهاء الدين أبو شقة، نائب رئيس حزب الوفد الجديد، لـ"الوطن"، إن من يرى أن المرشحين لم يقدموا رؤية للمستقبل يطلع على برنامج حزب "الوفد"، الذي يتضمن معالجة ورؤية مستقبلية لكل الأمور، ونظام الانتخابات في العالم كله يقوم على وجود الأحزاب، والمادة 5 من الدستور المصري، تجزم بالتعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة.

وأكد أبوشقة أن حزب الوفد لديه برنامج ورؤية كاملة لكل مناحي الحياة في مصر، ولديه "حكومة موازية" وأشخاص على درجة عالية من الكفاءة، كل شخص لديه قدرة من الآن على تولي حقيبة في الحكومة، ولديه تصور كامل لإدارتها وحلول لمشكلاتها.

وفيما يخص الاعتماد على وجوه من الماضي لخوض العملية الانتخابية، قال: "حزب الوفد لديه وجوه شابة كثيرة تخوض العملية الانتخابية، وفي كثير من المواقع الأخرى لدينا شباب على قدر كبير من الوعي والخبرة السياسية، فنحن دفعنا بالشباب والمرأة والأقباط بشكل مناسب، ومتوسط عمر من طرحنا بهم في الانتخابات 43 سنة، والترشيح يتم بناء على دراسات وتحليلات، وعلى معيار الخبرة والكفاءة".