صاحبة أجمل ابتسامة

كتب: سيد المليجى

صاحبة أجمل ابتسامة

صاحبة أجمل ابتسامة

 

سألتنى زوجتى عن مقدار حبى لها، فنظرت إليها.. وبدلاً من البحث عن إجابة.. وجدت نفسى مشغولاً بتلك الابتسامة الجميلة التى تزين وجهها، الزوجات عادة ما يطرحن الأسئلة من باب الفضول أو النكد، لكن زوجتى تلقى الأسئلة وكأنها ملاحظات عابرة، وتترك لى حرية الإجابة.. بالكلام أو الصمت، وفى كلا الحالتين لن تحرمنى من ابتسامتها الساحرة.

التقيت «فريدة» لأول مرة قبل 3 سنوات وشهرين، شاهدتها بصحبة صديق مشترك خلال زيارتها للقاهرة، صحفية جزائرية.. نشيطة، كانت تلاحق الربيع العربى فى تونس ومصر، جلستنا الأولى كانت ثقيلة على قلبينا، وكل منا غادرها بانطباعات سلبية، جلستنا الثانية كانت كفيلة بكشف زيف هذه الانطباعات، جلستنا الثالثة انتهت باتفاق على ضرورة استمرار تواصلنا كأصدقاء.

مضت أيام قليلة قضيناها فى مناقشات ليلية تمتد للصباح، تحدثنا فى أشياء كثيرة.. الثورات والأنظمة.. الخير والشر.. المتدينون والملحدون، العاشقون والمجاذيب، وحين شعرت أن المسافات تلاشت بيننا.. قررت زيارة الجزائر.

ذهبت إليها لأتخلص من إعجابى بها، لكنها كانت أكثر ذكاء، ووضعت علاقتنا فى المسار الصحيح، تجولنا فى الشوارع والحدائق، جلسنا فى المقاهى ومحلات الآيس كريم، دخلنا السينما ومعارض الفنون، صعدنا الجبال وجلسنا على الشواطئ، زرنا المساجد والكنيسة الوحيدة الموجودة فى الجزائر.

اللقاء الأهم فى حياتى كان داخل محل آيس كريم فى شارع ديدوش مراد فى الجزائر العاصمة، طلبت «فريدة» نوعين من المثلجات ومنحتنى فرصة تذوقهما لاختيار ما يناسبنى، وحين جاءت المثلجات سألتنى.. تختار إيه؟

نظرت إليها دون أن أنطق بأية كلمة.. كانت ابتسامتها تزين وجهها، لا أعرف كم مضى من الوقت وأنا تحت تأثير هذه الابتسامة، لكن المؤكد أننى كنت مضطراً للاعتراف بحبى لصاحبتها.

حين قلت «أحبك» ازادت فريدة توهجاً، وحين عرضت عليها الزواج، انتزعت ورقة وقلماً من حقيبتها المستندة على المقعد المجاور، وطلبت أن نحدد خطواتنا لنتمكن من تحقيق حلمنا.. فى أقل وقت.. وبأقل عقبات، وبعد 30 يوماً تحقق لنا ما أردنا.

دخلت عش الزوجية وفى جيبى 30 جنيهاً، ولا يزال أمامى 30 يوماً لأستلم راتبى، وحين أخبرت زوجتى بذلك.. كان ردها ابتسامة جعلتنى أشعر بأننى أغنى رجل فى العالم.

مضت 3 سنوات على زواجى.. تذوقت خلالها طعم السعادة، والسبب «فريدة» طبعاً، لأنها فريدة فى كل تصرفاتها، امرأة تعرف واجباتها.. وتؤديها برضا.

تغلبنى الرغبة أحياناً فى النظر إلى وجه زوجتى وهى نائمة، أفعل ذلك مرات كثيرة.. وأشعر أن ابتسامتها تمنعنى حتى الآن من اكتشاف ملامحها، رغم إيمانى بأنها أجمل نساء الأرض.

سيد المليجى

 


مواضيع متعلقة