جامعو القمامة: لا وعودهم «بتصدق».. ولا زبالتهم «زى زمان»

كتب: رحاب لؤى

جامعو القمامة: لا وعودهم «بتصدق».. ولا زبالتهم «زى زمان»

جامعو القمامة: لا وعودهم «بتصدق».. ولا زبالتهم «زى زمان»

من مقلب قمامة لآخر، يلتقطون البلاستيك والورق الصالح لإعادة بيعه وتدويره، يتنقلون فوق عربة كارو يجرها حمار بحثاً عن الرزق، فى موسم الانتخابات تطاردهم دعاية المرشحين من كل اتجاه، تحثهم على المشاركة الانتخابية كغيرهم من المواطنين، لكنهم يتجاهلون الدعوة التى تتحول إلى «لقمة عيش» بعد انتهاء الانتخابات. بأحد مقالب القمامة، استقروا أخيراً، جلس طارق فتحى، فوق الكارو، (50 عاماً) إجمالى عمره لكنه يبدو أكبر سناً، فحياته مليئة بالشقا منذ الصغر: «أنا اشتغلت سواق ونجار وكل حاجة، بس خلاص الزبالة بقت طريقى، شغالها من أكتر من 20 سنة ورضينا بكدا، شغلة كلها وساخة صحيح، لكنها أحسن من وظايف كتير حرام ومن ناس تقول وعود ولا تنفذش منها حاجة».

{long_qoute_1}

عشرات الدعوات من حوله قبيل الانتخابات وخلالها لأجل حثه على التصويت، تارة بإغراءات مالية «هنديك 50 جنيه» وأخرى بوعود لا يصدقها: «كلام فى الهوا، أنا مليش دعوة بالمشاوير دى، أكل عيشى وبس، مش هايبطلوا كلام قبل الترشيح وبعده، كلها هيصة كدابة وزور فى زور»، لا ينتظر «طارق» من المرشحين أموالاً ولا وعوداً، حتى «زبالة الدعاية» التى تخلفها العملية الانتخابية لم تعد مفيدة كما كان فى السابق: «البوسترات الكبيرة شركة الدعاية بترجع تجمعها تانى، ولو سابوها ولا ليها لازمة، أما اللافتات البلاستيك والورق المطبوع بيكون خفيف ومستعمل من قبل كده وكله ألوان تقيلة، يعنى مفيش منه سبوبة حلوة وقلته أحسن، عكس زمان أيام اليفط القماش اللى كان مكسبها حلو».

جرح عميق بإصبعه، جعل أداءه أبطأ من شقيقته «إكرام» التى واصلت جمع القمامة بهمة المبتدئين، انضمت السيدة الأربعينية إلى شقيقها قبل شهر واحد فقط بصحبة أطفالها الثلاثة، السيدة التى لم تعرف طريقها إلى القمامة قط، إلا لترميها كأى ربة منزل، أصبحت تجمعها الآن، بعد أن تركها زوجها أخيراً ليتزوج بأخرى، لا تنتبه السيدة لأى من النداءات العديدة للمشاركة فى الانتخابات: «مبافكرش غير فى عيشة عيالى وأكلهم.

«إكرام» تتوسط أبناءها الثلاثة

 


مواضيع متعلقة