جمال الغيطانى: رحيل "شاب عاش ألف عام"

09:32 م | الأحد 18 أكتوبر 2015

«جئنا إلى الدنيا وسنمضى عنها، وسنترك آخرين يأملون فى قدوم الأيام السعيدة»، هكذا كان يفكر جمال الغيطانى، وهو ينظر إلى العالم بعين فنان وقلب متصوف وعقل فيلسوف، كان الغيطانى وسيظل علامة فارقة فى تاريخ الأدب والثقافة العربية، تعددت روافد إبداعه بين الأدب والصحافة والتقديم التليفزيونى، ذاب فى عشق المكان واتخذه مدخلاً لقراءة البشر، استفاد من دراسته لفن العمارة واعتبرها أقرب الفنون إلى الرواية، فتعامل مع الأدب بعقل وحرفية البنّاء، وغاص فى قلب المبانى التاريخية بروح الأديب. مهمة شاقة يواجهها كل من يحاول الاقتراب من عالم «الغيطانى» وتوثيق خطوات مشواره، فمن الأدب وإسهاماته العديدة فى القصة والرواية والتى تمت ترجمتها إلى عدة لغات، وحصدت العديد من الجوائز فى المحافل الدولية، وتحول بعضها إلى أعمال درامية وسينمائية، مروراً بتجربته فى الصحافة الثقافية فى مصر، والتى أسفرت فى بداية التسعينات عن إصدار أول جريدة أسبوعية متخصصة فى الأدب، وحتى اهتماماته بالتراث وإصداره سلسلة «الخائر» التى اهتمت بإعادة نشر كتب التراث وأمهات الكتب فى طبعات شعبية، بجانب تجربته كمراسل حربى واهتمامه بأدب الحرب وتأسيسه مؤخراً لسلسلة خاصة بالجيش فى هيئة الكتاب، وأخيراً توثيقه البصرى للقاهرة القديمة ومعالم العمارة الإسلامية الرفيعة بحكاياته الفريدة التى نالت الكثير من الاهتمام. «أمرض عندما لا أكتب.. الكتابة عندى ليست مقاومة للنسيان، بل مُقاومة للموت».. يأتى الرحيل عقب رحلة 70 عاماً بعد تعرضه لوعكة صحية طارئة بسبب ضيق فى التنفس ودخول فى غيبوبة لمنع وصول الأكسجين إلى المخ، نقل على أثرها إلى مستشفى الجلاء العسكرى.