"البرد" يضرب خيام اللاجئين في ألمانيا.. وأحدهم: سنتجمد

01:25 م | السبت 17 أكتوبر 2015

يضرب البرد الشديد، خيم اللاجئين الذين يعيشون داخل خيام في ألمانيا، ما دفعهم إلى إطلاق صرخة استغاثة للسلطات، في تحد جديد يواجه الحكومة الألمانية، لإيجاد حلول لعشرات الآلاف من اللاجئين.

يروي شاب أفغاني (25 عاما) - رفض كشف هويته الحقيقية - إنه ينام منذ شهر داخل إحدى الخيم المحرومة من التدفئة، والتي نصبت على عجل في مدينة هامبورج، مضيفا، "يقولون إنهم سيفعلون شيئا ما، لكنهم لا يقولون متى، ربما عندما يتجمد الجميع".

وتابع الشاب، "خلال الليل لا نستطيع البقاء أكثر من ساعة تحت الخيمة، في هذا المرفأ الكبير في الشمال كما في سائر أرجاء البلاد، هبط ميزان الحرارة بشكل سريع، ليحول الليالي بدون تدفئة إلى كابوس، علما بأن الشتاء الألماني المعروف بقساوته لم يبدأ بعد"، وفي مقاطعة ساكس، قرع الصليب الأحمر الذي يشرف على 10 آلاف لاجئ، ناقوس الخطر.

وأوضح أحد المسؤولين عن رعاية اللاجئين كاي كرانيش، "في الخيم المحرومة من التدفئة، أصبحت المشكلة صحية، الناس يصابون بالمرض نتيجة البرد، وزعنا كل أكياس النوم والأغطية التي كانت لدينا لكن ذلك غير كاف".

وأوضح كرانيتش، "في الوقت الراهن، تم تسكين جميع اللاجئين في المنطقة في خيم مجهزة بالتدفئة"، لكنه لم يستبعد إمكانية استقبال لاجئين جدد في أماكن بدون تدفئة.

وفي هامبورج، حيث ينام 4 آلاف من أصل 30 ألف لاجئ في خيم، تظاهر بعضهم في الأيام الأخيرة للتنديد بظروف إيوائهم الصعبة، وكتبوا على لافتة "نعاني من البرد"، وفي الإجمال، هناك 42 ألف لاجئ من أصل 305 ألفا، تكفلت بهم 16 ولاية إقليمية، ما زالوا بدون سقف يؤويهم بحسب تقدير صحيفة "دي فيلت"، لكن مع نحو 800 ألف طالب لجوء متوقعين هذا العام، تواجه ألمانيا وضعا غير مسبوق إلى حد كبير يرغمها على الابتكار، مثل بناء قرى من الحاويات للسكن، ومصادرة ثكنات عسكرية، أو تحويل محلات مختلفة إلى مساكن.

أما في برلين، تم تحويل إحدى صالات العرض التي ستستضيف في يناير معرضا للزراعة، إلى مركز استقبال طارئ، وتكدس فيه نحو 1000 لاجئ، ينامون على أسرة بطبقات تفصل بينها ألواح خشبية، كما تمت مصادرة مراكز للرياضة، ما أثار غضب بعض الأهالي، الذين اعتبروا أن أبناءهم حرموا من التدريب على كرة السلة أو كرة الطائرة في هذا الفصل الخريفي القارس، الذي لا يسمح بأي أنشطة في الخارج، ووعدت المستشارة الألمانية بأن ذلك "ليس حلا دائما".

وشددت ميركل، في تصريح لصحيفة "بيلد"، بأن "رؤساء البلديات الذين أعرفهم، يفعلون كل ما بوسعهم كي يعاد استخدام هذه المراكز بأسرع وقت لأنشطة رياضية"، وجار حاليا صنع أكواخ خشبية تقي المهاجرين من قساوة البرد، وفي هامبورج أعطيت الأولوية لإسكان النساء والأطفال.

وقال زعيم الخضر في بادي فرتمبيرج وينفرد كرتشمان: "لا نستطيع إنشاء مساكن بعصا سحرية"، مضيفا خلال اجتماع لزعماء المقاطعة: "ما زلنا ندير الوضع حاليا، لكن ذلك سيزداد صعوبة".

وفي برلين، حيث تدنت الحرارة إلى ما بين 5 و6 درجات، لف مئات المهاجرين أجسادهم بأغطية لمقاومة البرد، خلال ساعات انتظار طويلة أمام البرد، الذي يجتاح اللاجئين المقيمين في الخيم بألمانيا، أمام المركز الرئيسي في انتظار تسجيل طلبات اللجوء.

ولتخفيف الضغط عن المركز، فُتح للتو مركز آخر للتسجيل، لكن كما يوضح مسؤول الشؤون الاجتماعية في المدينة: "كانت برلين تستضيف من قبل ما بين 1500 و2000 طالب لجوء سنويا، وهذا الرقم يمثل الآن عدد اللاجئين الذين يصلون كل يوم إلى هنا".

وتدفق منذ بداية العام إلى أوروبا، أكثر من 600 ألف مهاجر، بينهم عدد كبير من اللاجئين الهاربين من بلدان تعيش على وقع الحرب مثل سوريا وأفغانستان، مع تفاقم أزمة المهاجرين فجأة على الحدود المتوسطية في القارة.