«الوطن» تنشر أول تقرير للأمم المتحدة يطالب بمواجهة تأثير تغيرات المناخ على «الزراعة» فى مصر

كتب: محمد أبوعمرة

«الوطن» تنشر أول تقرير للأمم المتحدة يطالب بمواجهة تأثير تغيرات المناخ على «الزراعة» فى مصر

«الوطن» تنشر أول تقرير للأمم المتحدة يطالب بمواجهة تأثير تغيرات المناخ على «الزراعة» فى مصر

أصدرت الأمم المتحدة، ممثلة فى الصندوق الأخضر، تقريراً عن أول مشروع للتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية فى مصر ومواجهتها، الذى تضمّن 11 توصية تتعلق بإطار العمل، وإصلاح وبناء قدرة خدمات الإرشاد والخدمات البيطرية والجمعيات التعاونية الزراعية فى 5 محافظات هى «أسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان».

وطالب التقرير، الذى تنفرد «الوطن» بنشره، بمدّ فترة عمل المشروع (بناء مرونة نظم الأمن الغذائى فى صعيد مصر) دون تكلفة لمدة عام واحد على الأقل فوق المدة المخطط لها، وكذلك بالتوثيق العلمى الدقيق للأغراض البحثية، والتوثيق التعليمى للأغراض الإرشادية والتدريبية، وتوثيق حشد الدعم لأغراض كسب التأييد ودعم صانعى القرار، ووضع خطة تسليم مفصّلة للمرحلة النهائية للمشروع بهدف تحقيق أكبر استدامة للنتائج والأنشطة، داعياً إلى بناء استراتيجية شاملة للتوسع والانتشار يضعها خبراء مؤهلون بدرجة عالية تنعكس على خطط الأعمال خلال السنوات المقبلة، وبناء القدرات المؤسسية للمنظمات غير الحكومية الشريكة فى المشروع.

{long_qoute_1}

وأشار التقرير إلى أن المشروع نجح فى تحسين القدرة التكيفية لصعيد مصر فى مواجهة الانخفاض المتوقع فى الإنتاج الغذائى الناجم عن التغيرات المناخية، وزيادة المرونة، حيث تم زيادة الإنتاجية الزراعية، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق التنظيم المجتمعى، وتوفير المياه، وزيادة الوعى المجتمعى بقضايا الظاهرة.

كما وضع خبراء الأمم المتحدة عدداً من الحلول لتوفير المياه، كإدخال أصناف موفرة للمياه وزراعة المحاصيل على المصاطب، وتسوية التربة بالليزر، وتوحيد زراعة المحاصيل فى كل منطقة، وجدولة الرى بالنظم الحديثة، فضلاً عن تطهير القنوات من الحشائش، والرى بالقطاعات. كما أوصى التقرير ببناء مرونة للتكيف فى مجالى الإنتاج الحيوانى والداجنى باختيار أنواع من الماشية تتحمل الحرارة، من خلال تعاقد الجمعيات الزراعية للثروة الحيوانية لتوريد ماشية تتسم بتلك الصفات، وإنشاء شركات محلية صغيرة، تتعاقد مع مؤسسات تربية ماشية ومعاهد لتربية السلالة المطلوبة عالمياً. وطالب الخبراء، من خلال التقرير، بتوفير الرعاية البيطرية الوقائية بدلاً من مجرد التلقيح والرعاية فى حالة المرض، وتوفير موارد مستدامة لأجور وانتقالات الأطباء البيطريين، وتوفير العلاج فى القرى والنجوع من خلال وحدات بيطرية ثابتة ومتنقلة.

قال الدكتور سيد خليفة، رئيس جهاز العون الغذائى بوزارة الزراعة، إن مصر على قائمة الدول الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، طبقاً لتصنيفات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنها تعانى من فجوة كبيرة بين إنتاج الغذاء واستهلاكه، حيث تستورد ما يقرب من 5 ملايين ونصف المليون طن قمح سنوياً لسد الفجوة الغذائية، لافتاً إلى ضرورة التحرك السريع للحد من آثار التغيرات المناخية على الإنتاجين الزراعى والحيوانى، خاصة فى مناطق الصعيد التى أثبتت الأبحاث والدراسات هشاشتها فى مقاومتها.

{long_qoute_2}

وأضاف «خليفة»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن العام الحالى شهد ارتفاعاً غير مسبوق فى درجات الحرارة، ما أثّر على إنتاجية المحاصيل الزراعية خلال الموسم الصيفى الحالى، التى انخفضت إلى النصف فى بعضها، من بينها «الطماطم» التى ارتفع سعر الكيلو منها إلى 15 جنيهاً بسبب التزهير المبكر للنبات، وكذلك انخفضت إنتاجية «القطن، الموز، الذرة، البلح»، ما كبّدها خسائر فادحة، معرضة للتكرار بشكل أكبر خلال الأعوام المقبلة، كما أنه أمر سيتكرر فى المحصول الشتوى المقبل فى حال عدم التكيف مع الوضع الحالى من خلال التدريب وإنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر ينفذها الشباب والمرأة، خاصة فى الصعيد، باعتباره الأكثر تعرضاً للتغيرات المناخية.

وأوضح رئيس جهاز العون الغذائى أن الوزارة أنشأت 19 وحدة للإنذار المبكر بمشاركة الجمعيات الأهلية، ودرّبت 1040 طالباً وطالبة بالمدارس الثانوية الزراعية على آليات التصدى للتقلبات الجوية، وتوحيد الحيازات المفتتة فى مساحات من الأراضى بلغت فى بعض المحافظات 500 فدان، ونشر أصناف من قصب السكر أكثر إنتاجية وتوفيراً للمياه وتحملاً لـ«العطش»، كما تم مشاركة المرأة الريفية فى برامج التوعية التى يتم تنفيذها بنسبة بلغت 35%.

 

وقال الدكتور محمد عبدالمجيد، رئيس مجلس القطن بوزارة الزراعة، إنه تم تشكيل لجنة من مركز البحوث الزراعية لفحص أسباب تراجع إنتاجية محصول القطن بمحافظتَى «دمياط» و«كفر الشيخ» إلى 4 قناطير للفدان. وأضاف «عبدالمجيد»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن اللجنة التى تم تشكيلها من معهد بحوث القطن ومديريتى الزراعة بمحافظتَى دمياط والغربية، أكدت فى تقرير أوّلى لها أن أسباب تراجع الإنتاجية تعود إلى زراعة الفلاحين لقطن جيزة «45» و«78»، باعتبار أن تلك الأصناف تجود زراعتها فى المناطق الشمالية فقط، حيث تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة، لافتاً إلى أن ارتفاع درجة الحرارة خلال العام الحالى تسببت فى التزهير المبكر للقطن، وأدت إلى ثمار ضئيلة الحجم، حيث بلغ وزن «اللوزة» من 2 إلى 3 جرامات فقط، فى حين أن الوزن الطبيعى لها يصل إلى 5 جرامات، مشيراً إلى أنه سيُصدر تقرير آخر عقب انتهاء الجنى الثانى للمحصول، يوضح أكثر ما إذا كان التأثير كبيراً، وكيف يمكن معالجة الأزمة فى الأعوام المقبلة إذا تكررت الظاهرة.

 


مواضيع متعلقة