مستشارة «الكرملين»: «داعش» يتراجع.. و«موسكو» تعيد التوازن على أرض سوريا

11:20 م | الاثنين 12 أكتوبر 2015

قالت الدكتورة يلينا سوبونينا، مستشارة رئيس «المعهد الروسى للدراسات الاستراتيجية» التابع لـ«الكرملين» الروسى، إن «العملية العسكرية الجوية الروسية هدفها مكافحة الإرهاب أولاً، وإعادة التوازن على الأرض فى سوريا من أجل تسوية سلمية فيما بعد يكون الرئيس السورى بشار الأسد طرفاً فيها».

{long_qoute_1}

وأضافت المحللة السياسية الروسية، فى حوارها لـ«الوطن»، أن «زيارة ولى ولى العهد السعودى وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا تؤكد أن موسكو والرياض يمكنهما حل الخلافات بينهما حول سوريا بالطرق السياسية والدبلوماسية»، مشيرة إلى أن العالم يتجه إلى نظام دولى متعدد الأقطاب.

■ تدخلت روسيا للقضاء على تنظيم «داعش» لكن رغم الغارات فإن التنظيم يتقدم فى حلب.. فما تعليقك؟

- غير صحيح، بالعكس المعلومات التى تنشرها وزارة الدفاع الروسية تؤكد أنه لا تقدم للتنظيم بل هناك تراجع. {left_qoute_1}

وليست فقط وزارة الدفاع الروسية وإنما بعض المسئولين العرب يؤكدون ذلك، فعلى سبيل المثال وزير الدفاع التونسى أكد أن مقاتلى «داعش» من التونسيين بدأوا يفرون من سوريا إلى ليبيا، تحت ضغط الغارات الروسية.

■ كيف تقرئين لقاءات «بوتين» مع وزير الخارجية الإماراتى وزيارة وزير الدفاع السعودى إلى روسيا؟

- هناك مفاوضات بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجية الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وولى ولى العهد السعودى وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، من أجل تقارب فى المواقف حول الصراع فى سوريا. ونعتبر أن زيارة محمد بن سلمان ووصول الوفد السعودى إلى روسيا مهمة للغاية، وكان هناك من يعتقد، ومنهم سعوديون، أن الزيارة لن تتم لكنها تمت.

■ هل نجح «بوتين» فى إقناعهما بتغيير موقفهما الرافض للغارات الروسية فى سوريا؟

- أولاً موقف الدول العربية من العملية الروسية غير موحد، فنحن نشعر فى روسيا أن دول الإمارات ومصر والأردن لديها موقف متفهم للموقف الروسى. أما عن موقف المملكة العربية السعودية، فهناك خلافات بالفعل. لكن زيارة محمد بن سلمان إشارة مهمة إلى أن «موسكو» و«الرياض» يمكنهما حل الخلافات بينهما عبر القنوات السياسية والدبلوماسية.

■ هل تولى روسيا زمام المبادرة فى سوريا وقضايا أخرى يعنى أن النظام الدولى أحادى القطب انتهى؟

- العملية العسكرية الروسية حين انطلقت كان واحد من أسبابها فشل السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط، وخاصة إدارة باراك أوباما، فى أكثر من قضية.

■ طرحت روسيا من قبل مبادرة لتحالف جديد للحرب على «داعش» تضم السعودية.. هل تعيد «موسكو» طرح المبادرة؟

- متأكدة أن الرئيس «بوتين» يناقش الأمر مع الأمير محمد بن سلمان. «موسكو» طرحت من قبل إنشاء تحالف جديد للحرب على الإرهاب غير التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة، وكانت فى البداية هناك شكوك فى مصداقية روسيا من تحالفها، لكن بعد الغارات الروسية فى سوريا، وبالنظر إلى مردودها مقارنة بغارات التحالف الدولى، تأكد أن «موسكو» جادة فى محاربة الإرهاب، وأنه لا بد من توحيد كل الجهود للقضاء على الإرهاب.

■ هل تعتقدين أن «موسكو» تدخلت لمساندة «الأسد» مؤقتاً إلى حين إيجاد حليف آخر بدلاً منه فى سوريا؟

- وهل ترون حليفاً آخر لروسيا فى سوريا غير «الأسد»؟ روسيا شنت عملياتها الجوية فى سوريا بالأساس لمكافحة الإرهاب، وثانياً لتغيير موازين القوى على الأرض فى سوريا. وذلك من أجل تسوية سياسية يكون لـ«الأسد» وحكومته دور فيها. العملية جاءت لكى يكون الحل ممكناً فى سوريا بمشاركة الرئيس بشار الأسد.