"مرسي" يدعو قمة منظمة الدول الثماني النامية للتوسع في مجال التمويل الإسلامي

كتب: أحمد البهنساوي

 "مرسي" يدعو قمة منظمة الدول الثماني النامية للتوسع في مجال التمويل الإسلامي

"مرسي" يدعو قمة منظمة الدول الثماني النامية للتوسع في مجال التمويل الإسلامي

أكد الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أن التكامل والتعاون بين دول منظمة الدول الثماني الإسلامية النامية أمر هام ورئيسي، مطالبا بوضع استراتيجية واضحة للجهود المشتركة في تمويل التنمية، ومنها إقامة استثمارات مشتركة في دول المنظمة وتمهيد الطريق أمام البحث في البدائل التمويلية المتاحة، والتي تعُنى بتقديم المعونة والمشورة اللازمتين لدول المجموعة لتحقيق التنمية. جاء ذلك في كلمة الرئيس للقمة التي تُعقد بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد تحت شعار "الشراكة الديمقراطية من أجل السلام والرخاء"، والتي ألقاها نيابة عنه المستشار محمود مكي، نائب رئيس الجمهورية. ودعا مرسي دول المنظمة إلى القيام بخطوات واضحة في مجال التمويل الإسلامي، والوقوف على مختلف التجارب الثرية التي تمتلكها هذه الدول في بعض المجالات، مشيرا إلى خبرة ماليزيا في مجال الصكوك الإسلامية، وخبرة بنجلاديش في مجال تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وغيرها من تجارب هذه الدول والشعوب. وطالب باستغلال الإمكانات الهائلة التي تمتلكها دول المنظمة "لتوسيع آفاق تعاوننا، ليشمل مجالات نقل التكنولوجيا والاستثمار في البحث العلمي، التي هي قاطرة التنمية والتقدم في عالم تتسارع فيه الخطوات في هذا المجال الحيوي". ودعا مرسي أمانة المنظمة للنظر في إنشاء دار للمقاصة لتحديد مجالات التميز العلمي والتكنولوجي لمختلف دول المنظمة؛ بهدف إنشاء قاعدة معلومات لتحديد مراكز التميز في دول المنظمة وتحقيق نقل عملي للتكنولوجيا بين دول المنظمة، كما دعا إلى البدء في مجالات الزراعة والطاقة بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة؛ نظرا لأهمية مجال الأمن الغذائي وأمن الطاقة لدول المنظمة، كما طالب بتكليف وزراء الزراعة بدول المنظمة بعقد اجتماع للنظر في سياسات التكنولوجيا والبحث العلمي في المجالات المرتبطة بتحقيق الأمن الغذائي. وقال الرئيس إن التجمعات والتكتلات الدولية أصبحت واقعا أساسيا في تشكيل بنية النظام الدولي، وأداة هامة للدول في حماية مصالحها الوطنية والإقليمية والدولية وتطوير تفاعلاتها مع شركائها في التوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية. وأضاف: "مما لا شك فيه أن المحيط الدولي الذي نعيش فيه الآن يحتم علينا مزيدا من التكاتف وتوحيد الرؤى؛ لصياغة مواقف جماعية فيما يتعلق بالتحديات العالمية التي تنعكس آثارها بصورة أكبر علينا كدول نامية"، مشددا على ضرورة وجود مواقف جماعية ترسخ مكانة دول المنظمة كمنبر تنموي يضم عددا مهما من الدول النامية، يدعو إلى أن يكون للدول النامية صوتا مسموعا، خاصة فيما يتعلق بإدارة الاقتصاد الدولي والحوكمة الاقتصادية وإصلاح المؤسسات المالية والنقدية العالمية والحصول على حصص تصويتية عادلة للدول النامية عند اتخاذ القرارات الدولية في إطار المؤسسات الاقتصادية الدولية. وكان الرئيس النيجيري افتتح أعمال القمة الثامنة وسلَّم الرئاسة للرئيس الباكستاني، آسف علي زرداري، الذي ألقى كلمة أكد خلالها أنه يتفهم أسباب غياب مرسي عن القمة، مضيفا: "نهنئ الرئيس مرسي برئاسة مصر كأول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير، وكنا نتمنى أن يكون معنا اليوم لكننا نتفهم أسباب غيابه". وأضاف زراداري أن باكستان تتشارك مع مصر مبادئ الديمقراطية والحرية، وتساندها في سعيها نحو الديمقراطية، مشيرا إلى إعجاب الشعب الباكستاني بالشعب المصري عندما توجه إلى ميدان التحرير قبل ما يقرب من عامين. وفي ختام أعمال القمة، وافق الزعماء ورؤساء الحكومات على إعلان إسلام أباد، وأقروا وثيقتين تاريخيتين هما الميثاق والرؤية الاستراتيجية العامة اللذان يمثلان حجر الأساس للانطلاق نحو المرحلة القادمة. ورحب إعلان إسلام أباد بضرورة أن تشمل اتفاقية تأشيرات رجال الأعمال جميع الدول الأعضاء، وأشار إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين نيجيريا وباكستان وتركيا وإندونيسيا وإيران وماليزيا، فيما يأمل أن تنضم للاتفاقية مصر وبنجلادش، ووافق على دعوة تركيا لاستضافة القمة التاسعة 2014. وكانت أعمال القمة تأخرت عدة ساعات عن الموعد المحدد لها في الثانية عشرة ظهر اليوم. ووصل المستشار محمود مكي إلى باكستان صباح اليوم، وكان في استقباله لدى وصوله إلى قاعدة نورخان في راولبندي وزير شؤون التدريب المهني والفني الباكستاني، وقاص أكرم، كما أقيمت مراسم استقبال رسمية لتحيته، واصطف حرس الشرف وعزف السلام الوطني المصري، كما كان في استقباله أعضاء السفارة المصرية وعلى رأسهم السفير سعيد هندام، حيث تعد هذه الزيارة أول مهمة خارجية لمكي وأول تفويض رسمي من الرئيس محمد مرسي لرئاسة وفد مصر. يأتي ذلك في الوقت الذي سادت فيه حالة من الاندهاش الأوساط الباكستانية، سواء الإعلامية أو الحكومية والشعبية، لعدم حضور الرئيس محمد مرسي للقمة بعد الإستعدادات التي تم اتخاذها لحضوره، خاصة أن إحدى الصحف نشرت ملحقا خاصا عن زيارته، ولم تُشر وسائل الإعلام الباكستانية إلى نبأ إلغاء الزيارة واكتفت بنشر خبر وصول نائب الرئيس مكي إلى باكستان، ثم حاولت الإذاعة الباكستانية تبرير غياب مرسي وقالت إنه اعتذر عن عدم الزيارة لوفاة شقيقته. وأعرب مسؤول بوزارة الخارجية الباكستانية عن دهشته لإلغاء الزيارة التي تم الإعداد لها منذ مدة واستعدت باكستان لها بشكل كبير. كما أعلن البرلمان الباكستاني إلغاء الجلسة الاستثنائية التي كان من المقرر أن يعقدها غدا، والتي كان الرئيس زرداري دعا إليها، وكان من المقرر أن يلقي مرسي كلمة أمام مجلسي الشيوخ والنواب الباكستانيين، كما أعلنت الجامعة الوطنية الباكستانية تأجيل منح مرسي الدكتوراة الفخرية نظرا لتأجيل حضوره لباكستان. وتحولت أنظار الإعلام الباكستاني، التي كانت تتركز على زيارة مرسي باعتبارها الأولى من نوعها منذ 29 عاما، إلى التركيز على زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، واهتمت بعرض مراسم استقباله وإذاعة تصريحاته لبعض وسائل الإعلام الباكستانية. وتُعقد القمة وسط إجراءات أمنية مشددة في منطقة القصر الرئاسي الذي يشهد أعمال القمة والفنادق التي تشهد إقامة رؤساء الدول والحكومات المشاركة فيها.