مقار المرشحين: شقق عادية بس الاستقبال «5 نجوم»

11:17 م | السبت 10 أكتوبر 2015

{long_qoute_1}

لم يصدق عينيه وهو يمر إلى جوار المكان الذى كان يعج بالقمامة قبل أيام، محيط مجلس مدينة حى العمرانية على غير عادته، الأنوار لم تنطفئ مطلقاً الساعات الماضية، الأرض ممهدة وفى أبهى صورها، المشهد الذى استوقف أحمد عبدالواحد، للسؤال «هو إيه اللى حصل؟!»، حتى جاء الصوت من خلفه: «اتفضل ده مقر الخدمات لمرشحك، تعالى اشرب شاى»، الصوت كان لمسئول الإعلام بحملة المرشح نفسه. بين يوم وليلة تحول العقار المهدم غير الآدمى إلى جنة الله فى الأرض، مقر ملون تعلوه لافتة كُتب عليها «المقر الخدمى لمرشحكم الخدوم»، دنا من المقر المفتوحة أبوابه لاستقبال الزوار، وصعد سلالمه، حتى وصل إلى صالة الانتظار التى لا يخلو فيها مقعد، الجميع ينتظر حول طاولات مستديرة، أو يجلس فى استقامة، «تعجبت من الزحام وانتظرت دورى لعرض مشكلات كتير بقى لها سنين شايلها لوحدى وساكت». ساعات الانتظار داخل مقر المرشح كان يتخللها أغان وطنية، ومشروبات دافئة وباردة، وتقديم الحلويات، كل ما يخطر فى بال أى مواطن، «المكان ده كان شقة عادية أصحابها كانوا بيشكوا بسبب انقطاع الكهرباء والمياه»، يقول «أحمد» الذى يعرف أصحابها البؤساء، «لو كانوا يعرفوا إنه مكانهم بقى مشهور كده أكيد ما كانوش سابوه ورحلوا»، ورقة فارغة دوَّن عليها «أحمد» الشكاوى لحين وصول النائب المستقبلى «المياه بتقطع طول اليوم وعايزين مدرسة إعدادى قريبة وكمان نقطة شرطة لمنع السرقات». المرشح استقبل بعد دقائق الفوج الأول من أبناء الدائرة الانتخابية، «نوَّرتونى!»، يقول يحيى سالم، أحد مرشحى القوائم بالدائرة ذاتها، وعلى وجهه ابتسامة لا تفارقه، يجمع الشكاوى الورقية ويستقبل كل مرشح على حدة، لسماع طلباته، يقول أحمد عبدالواحد عنها، «مش مصدق الاستقبال ده، والترحيب كله، وبقى حد بيسمعنا فى شكوتنا، بعد المسئولين ما طردونا من مكاتبهم، وسنين من غير برلمان».