حي "25 يناير".. تم تسكينه منذ 4 أعوام ومحروم من كل الخدمات الأساسية

04:57 م | الجمعة 09 أكتوبر 2015

حي 25 يناير هو أحد أحياء مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد بمنطقة طريق الداخلة، والذي يضم أكثر من 40 عمارة سكنية، كل عمارة تضم أكثر من 16 وحدة سكنية بمساحات مختلفة، وتم تسكينه منذ حوالي 4 سنوات، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لا يزال الحي محروما من الخدمات الضرورية، فالحي بالكامل محروم من كل الخدمات والمرافق العامة، ويعيش السكان في عزلة عن المحافظة وعن مدينة الخارجة تماما، لأن الحي بلا مواصلات وبلا فرن للعيش وبلا مدرسة وبلا دور حضانة وبلا محلات تجارية وبلا أسواق وبلا مركز طبي ولا حتى حدائق للترفيه.

ما يعني أنك لو كنت لا تملك وسيلة مواصلات خاصة، فنصيحة لا تسكن بحي 25 يناير، لأن الحياة ستكون صعبة عليك، والمحافظة بدورها سلمت الوحدات للمواطنين وتركتهم في قلب الصحراء عرضة للذئاب والكلاب الضالة وللحشرات الناتجة عن مياه الصرف الزراعي التي تحيط بالحي من كل مكان.

ويقول محمود إبراهيم، مدرس لغة إنجليزية وأحد سكان الحي، "نعاني بشدة من نقص الخدمات، فهل تتصور أنني إذا أردت أن أحصل على خبز بجنيه واحد أصرف 10 جنيه أجرة للتاكسي، لأنه هو المواصلة الوحيدة التي تصل للحي، ويشترط أن يأخذ أجره أعلى من المقررة وهي 3.25 جنيه، ورغم ذلك يأخذ 5 جنيهات، ونحن مضطرون لذلك، لأنه هو وسيلة المواصلات الوحيدة التي تصل للحي.

وتابع محمود، أن الإقامة بالحي قصة عذاب لا تنتهي لأن المسافة بين الحي وبين المناطق السكنية الأخرى العامرة بالخدمات لا تقل عن 5 كيلومترات، وتقف سيارات السرفيس حتى الآن أمام قسم المرور الذي يبعد 3 كم عن الحي، لأن الوصول للحي لم يدرج ضمن خطوط سير سيارات السرفيس، وبالتالي تعود السيارات دون أن تصل للحي، والمسؤولون لم ينتبهوا إلى هذا رغم كثرة شكوانا.

ويضيف علاء إبراهيم، موظف بالكهرباء ومن سكان الحي، أن مشاكل الحي لا تنتهي، "فنحن نتكبد الكثير لوصول أبنائنا لمدارسهم، فيستيقظ الأطفال في الصباح الباكر مستهلين يومهم بمشوار شاق للوصول لمدارسهم، حتى أطفال رياض الأطفال أرهقتهم المسافات بين الحي وبين مدارسهم، فضلا عن أن الطرق الداخلية بالكامل غير مرصوفة، ولا تزال الأنقاض والمخلفات الناتجة عن عمليات الحفر لا تنتهي بالحي، كما أن خط الصرف الصحي بالحي به عيوب جسيمة في التركيب والتوصيل، جعلت به انسدادا، مما أدى لتراكم مياه الصرف الصحي على مدار اليوم، وتحويله لبرك للصرف الصحي، وأن مياه الصرف الصحي امتدت لمداخل العمارات والوحدات السكنية، واستغثنا مئات المرات بأجهزة الوحدة المحلية لكن دون جدوى، ونحن أشبه بسكان الصحراء، والحكومة نسيت إن فيه حي اسمه 25 يناير هنا.

وطالب علاء بإنشاء مخبز للعيش المدعم بالحي، وهي أبسط مطالب المواطن، فضلا عن إنشاء سنترال أو مكتب للبريد لإنهاء معاملات المواطنين البريدية أو المصرفية البريدية، خاصة صرف المعاشات لكبار السن والمرضى، مضيفا "هل تصدق أن حي 25 يناير لا يوجد به صندوق قمامة واحد؟ وعلينا أن نحمل الزبالة على أكتفانا ونسير بها لمسافات لإلقائها بالأحياء المجاوره للحي التي تبعد عنا 5 كيلومترات على الأقل.

ويوضح محمود علي حسن، مدير مدرسة ومن سكان الحي، أن الحي محروم من كافة الخدمات الطبية، فلا يوجد به أي مستشفى سواء حكومي أو خاص أو أي عيادة لأي طبيب، ولا حتى وحدات صحية، ولو حدث طارئ لأي شخص علينا السير على الأقدام لمسافات كبيرة للوصول لأقرب مستشفى، مشيرا إلى أهمية إنشاء نقطة إسعاف مزودة بسيارة لخدمة أهالي الحي لبعده عن المدينة، وإنشاء مركز طبي لتقديم خدمات الطفولة والأمومة لأهالي الحي، فضلا عن انقطاع مياه الشرب ليلا ونهارا بالرغم من إنشاء محطة تنقية متكاملة، لكنها لا تعمل باستمرار.

وطالب محمود بضرورة إنشاء نقطة شرطة لأن الحي يبعد عن المناطق السكنية والعمرانية بمدينة الخارجة، وتحول لمأوى للخارجين عن القانون، فضلا عن أن الحي محروم أيضا من الخدمات الثقافية والرياضية، فلا يوجد قصر للثقافة أو مركز شباب أو مكتبات عامة يمارس من خلالها الأطفال هواياتهم الرياضية والثقافية.

وأوضح أحمد عبدالعاطي عضو اللجنة العليا لمواقف سيارات الأجرة بالمحافظة، أن اللجان الفرعية بالمراكز تقوم برفع طلباتها للجنة العليا بالمحافظة، وتم رفع مذكرة من مركز الخارجة لتسيير خطوط جديدة للسرفيس، منها خط 25 يناير بالخارجة، على أن تكون الأجرة جنيها واحدا، نظرا لقلة كثافة الركاب بهذا الخط، وليست 75 قرشا مثل باقي الخطوط، وقام بعض أصحاب سيارات السرفيس بمدينة الخارجة بتجربة تشغيل هذا الخط دون تكليف من أي جهة، ولكن التجربة باءت بالفشل لأن السيارة كانت تنتظر طويلا دون وجود ركاب.

وأضاف أحمد، أنه خلال الأيام القليلة المقبلة سيتم اتخاذ قرار من اللجنة العليا بشأن تشغيل هذه الخطوط، على أن يبدأ التنفيذ فورا.

وأوضح اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد، أنه تم الانتهاء من بناء مسجد بالحي، وتمت الموافقة على إنشاء أول مدرسة للتعليم الأساسي، كما يجري العمل في إنشاء مخبز بالتعاون مع القطاع الخاص، وتم إنشاء محطة لتنقية مياه الشرب تسع لحوالي 300 متر مكعب/الساعة، وتم حفر بئرين للمياه الجوفية لتوصيل مياه الشرب النقية للسكان.