خيانة الزوج تبدأ من «التليفون».. وتنتهى بـ«الطلاق أو الخُلع»

كتب: دينا عبدالخالق

خيانة الزوج تبدأ من «التليفون».. وتنتهى بـ«الطلاق أو الخُلع»

خيانة الزوج تبدأ من «التليفون».. وتنتهى بـ«الطلاق أو الخُلع»

تبدأ الظنون والشكوك لدى الزوجة وتتبدل الحياة الزوجية من مرحلة هادئة إلى مرحلة مليئة بالمشاحنات والخلافات لا تعود بعدها الحياة إلى ما كانت مرسومة عليه فى فترة الخطوبة وأيام العسل الأولى، بعدما آمنت المرأة لمن ارتضته شريكاً للعمر المتبقى، فتستيقظ فى لحظة من غفوة قد تطول أو تقصر على «خيانة زوجها»، لتجد نفسها دون مقدمات أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن تنصاع لشهوات زوجها وتحاول بكل ما أوتيت من قوة ألا تعبأ بما يحدث، أو أن تطوى صفحتها معه وتنهى حياة كاذبة وترحل. {left_qoute_1}

كانت «س.ى» تعيش حياة أشبه بالمثالية مع زوجها بالغردقة، الذى ربطتهما معاً قصة حب امتدت لأكثر من 8 سنوات، منذ فترة الدراسة بالجامعة ساعدهما على المضى قدماً فى حياتهما والسعى لتكليل ذلك بالزواج، ما جعلها على معرفة وثيقة به ودراية كاملة بما يحب ويكره، وما يتمناه، ويدور بخاطره، إلا أنها فى العام الأول للزواج، وبعد انقضاء الشهور الأولى، شعرت بوجود بعض التغييرات فى تصرفاته ما جعلها تشك بأنه على علاقة بامرأة أخرى، إلا أنه نفى هذه الشكوك واستنكرها بشدة.

لم يشفع لـ«س» حملها فى ابنتها الوحيدة من «حب عمرها»، فكان يواعد زميلته الجديدة فى العمل، ويحاول استلطافها والحديث معها ليلاً، وهو ما شعرت به فى محاولاته إخفاء هاتفه المحمول والوجود خارج المنزل لساعات طويلة واهتمامه المبالغ فى مظهره أثناء ذهابه للعمل، فضلاً عن الكثير من التصرفات «اللى حسيته إنه متغير، قلب الست بيشك ودايماً بيكون فى محله»، بالإضافة إلى اتصال السيدة الأخرى المتكرر فى أوقات متأخرة من الليل «وكنت أحياناً برد عليها وتسألنى عن جوزى وتقولى مرة خليه يكلمنى، ومرة طمنيه إنى روحت خلاص، وحاجات كده»، وهو ما لم تعد تتحمله فقررت الانفصال وتركه بجوار عمله فى الغردقة والعودة لمنزل أسرتها فى القاهرة.

واستمر زوجها فى إنكار كونه على علاقة بزميلة عمله وخيانته لها واستعطافها للعودة إلى جانبه بصحبة ابنته الصغيرة التى لم تتجاوز أشهرها الأولى، إلا أن «س» لم تصفح عنه إلا بعد عام ونصف العام من الانفصال: «كتر الزن على الودان وتأكيده الكتير إن مفيش بينه وبين الست التانية حاجة وندمه الحقيقى اللى كان بيبان عليه وعلشان بنتنا كمان»، وبعد عودتها بالفعل إلى زوجها اكتشفت أنه تزوج زميلته فى الفترة التى انفصلا فيها دون علمها وإنجابه ولداً منها، ومن ثم قررت الانفصال عنه نهائياً. بينما كان الحال مع «ر.م» مختلفاً، فكانت تربطها علاقة قوية بزوجها «أ» منذ مرحلة الثانوية العامة، والتى سعى فيها بكل الطرق إلى نيل رضاها والوصول لحبها «وكان على استعداد يتشقلب فى الجو علشانى»، وسرعان ما تقدم لخطبتها، والزواج مبكراً فور انتهاء الجامعة ليثبت لها مدى حسن نيته ورغبته الشديدة فى إكمال حياته معها.

«وكانت بنت عمه (م) حلقة الوصل بينا واللى دايماً بتساعده وصاحبتى جداً فى نفس الوقت وكنت بحبها جداً هى وجوزها وأولادها»، وهو ما ساهم فى استمرار العلاقة بين الأسرتين، ولكن «برنامج تسجيل المكالمات» هو من لعب دور الوصل فى نهاية المطاف بالنسبة لـ«ر»، حيث اضطرت لتبديل هاتفها مع زوجها عدة أيام بسبب وجود عطل به، وعند استردادها لهاتفها وجدت العديد من المكالمات المسجلة بين زوجها وابنة عمه لتعلم بخيانته لها ووجود علاقة غير مشروعة بينهما، وهو ما فجر لديها كافة المشاعر المتضاربة: «وبقيت عاملة زى المجنونة ومش عارفة أعمل إيه، خصوصاً لما عرفت إنهم طول السنين دى بيضحكوا عليا وعلى جوزها وبيتقابلوا فى شقة بره».

لم تتمكن «ر» من البوح بهذا السر لأحد سوى صديقتها فى العمل الأكبر سناً، والتى نصحتها بنقل تلك المكالمات على «سى دى» ومواجهة زوج «م» الذى قال لها: «مراتى أحسن من أى حد وأنا واثق فيها»، موجهاً لها الكثير من الإهانات، وهو ما دفعها لإرسال جزء من تلك المكالمات المسجلة له «علشان أوريله مراته بتعمل إيه» إلا أنه لم يحرك ساكناً معها، كما واجهت زوجها «أ» بنفس الكيفية، والذى أبدى ندمه الشديد على أخطائه مؤكداً لها أنه لن يكررها مرة أخرى، لذلك قررت الاستمرار معه وعدم الانفصال من أجل أولادها الثلاثة، مضيفة: «بس بعد فترة رجعت ريما لعادتها القديمة ورجعوا يتقابلوا وأنا مجبر أخاك لا بطل علشان أولادى».

وعلى خلافهما لم تجمع «م.س» علاقة بزوجها قبل الزواج، حيث كان زواجاً تقليدياً تماماً، على حد وصفها: «عريس كويس، وأهله محترمين، ومستواه كويس، وشغال فى مكان حلو، زى أى واحد ممكن الأهل يشوفوه لقطة لبنتهم»، وبالفعل تمت الخطبة وسعت لمعرفة حياته الشخصية أكثر فوجدته يحمل قلباً طيباً جعلها تشعر بالأمان معه، ومن ثم تزوجته وأنجبت منه ولدين، واستمرت تجمعهما علاقة طيبة لم تجعلها تتوقع يوماً أن يؤذيها أو يجرحها، إلى أن تلقت اتصالاً يخبرها بوجوده فى المستشفى بسبب حادث، لتهرول سريعاً إليه للاطمئنان عليه، لتجد أمام باب غرفته سيدة أخرى ذات ملابس ممزقة لا تعرفها، وتكتشف أنها كانت مع زوجها «م» فى السيارة أثناء الحادث.

«وفجأة لقيت الست بتبصلى وقعدت تعيط وتقولى كنا هنموت، وأنا ماليش ذنب هو اللى قالى وطلب منى».. وهى الجملة التى وضعت النهاية للحياة المثالية التى كانت تتوهم «م» أنها تعيشها، لتكتشف أن زوجها ذو علاقات عابرة ومتعددة مع العديد من النساء ويتردد على بيوت للدعارة بين الحين والآخر بصحبة أصدقائه، فى لحظة فارقة فى عمرها تمنت وقتها أن يسلب الله روحها، أثناء اعتراف زوجها وهو فى غرفة العناية المركزة طالباً منها السماح والمغفرة، إلا أنها لم تمتلك القدرة على الرد من هول المفاجأة ما تسبب فى فقدانها للكلام وعدم تحريك يدها اليسرى لعدة أشهر بعد وفاة زوجها: «اللى مش عارفة أسامحه ولا أقول حسبى الله بعد ما ضيعلى عمرى فى وهم كبير وسابنى مش عارفة راسى من رجلى لحد دلوقتى».

وباختلاف حالات الخيانة والأضرار العديدة التى تلحق بالنساء بعدها، تتنوع أسبابها، والتى أوضحتها الدكتورة منال زكريا، أستاذ الطب النفسى، أنها ترجع فى بعض الأحيان إلى السمات الشخصية للرجال ووجود دوافع لديهم مثل القابلية للاستهواء وعدم القدرة على مواجهة الإغراء، حيث تتباين الصلابة الشخصية لدى البشر، بالإضافة لتأثير الأطراف المحيطة الناتجة عن ضغوطات الطرف الثالث الذى يبحث عن نقاط ضعف الرجل للتأثير عليها وجذبه، فضلاً عن نقص الوازع الدينى فى الفترة الحالية، ما يسمح بوجود مبررات للخيانة لعدم شفافية واتزان السلوك مع النفس والآخر، ما يحدث خللاً فى إدراك الحلال والحرام، وهو ما يحتاج إلى إعادة تأهيل الشخص.

وأكدت «زكريا» أن الكذب والخيانة أفعال لا تبرر، وتأتى نتيجة ضعف ونقص فى الشخصية، مشددة على أن المرأة لا علاقة لها بالأمر: «واللى بيقولوا علشان الست مقصرة أو هى السبب، أو خلاص مش قادر أكمل» هى مجرد أسباب واهية غير حقيقية. وتابعت: على المرأة أن تتحلى بالهدوء والذكاء والفطنة فى تعاملها مع الرجل منذ البداية، وأن تضع شروطاً واضحة وأساسية للعلاقة تتيح لهما التعامل بوضوح وشفافية.

 


مواضيع متعلقة