أعمال العنف تبلغ وسط إسرائيل وصدامات دامية في الضفة الغربية

كتب: أ ف ب

أعمال العنف تبلغ وسط إسرائيل وصدامات دامية في الضفة الغربية

أعمال العنف تبلغ وسط إسرائيل وصدامات دامية في الضفة الغربية

توسعت دائرة التوتر الشديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أمس، لتبلغ وسط إسرائيل (فلسطين المحتلة) وجنوبها، حيث قتل شاب فلسطيني واعتقل آخران، إحداهما فتاة أصيبت بجروح خطرة، إثر إقدامهم على طعن إسرائيليين، في حين أصيب 4 فلسطينيين بجروح في الضفة الغربية على أيدي مستوطنين وجنود إسرائيليين مستعربين.

وفي آخر حلقات مسلسل العنف أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أنّها اعتقلت شخصًا هاجم بسكين يهوديًا أمام مركز تجاري في بتاح تكفا قرب تل أبيب.

وقالت أجهزة الإسعاف إن الجريح (25 عامًا) وهو من اليهود المتدينين، وفقًا لصور وسائل الإعلام، نقل إلى المستشفى مصابًا بجروح متوسطة. وأشارت الشرطة إلى عمل "قومي" وهو مصطلح يتضمن عادة دلالات أيديولوجية.

والمهاجم فلسطيني في الثلاثين من العمر يعيش في منطقة الخليل، جنوب الضفة الغربية، واعتقلته الشرطة بعد أن تغلب عليه المارة، وفقًا لمتحدث باسم الشرطة قال إنّ الشاب وصل على متن حافلة إلى مركز تجاري، وطعن الشاب اليهودي فور نزوله منها.

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة أن عددًا من عناصرها اعتقلوا فتى (15 عامًا) كان يحاول طعنهم في حي أبو طور اليهودي العربي في القدس.

وفي بلدة كريات جات في جنوب إسرائيل، قتل شاب فلسطيني برصاص الشرطة الإسرائيلية بعد أن طعن جنديًا إسرائيليًا وأخذ سلاحه، بحسب ما أعلن الجيش والشرطة الإسرائيليان.

وقالت الشرطة والجيش إن الشاب طعن الجندي في ذراعه بسكين، وأخذ سلاحه ثم لجأ إلى بناية سكنية حيث قتلته الشرطة.

وبحسب مصادر أمنية فلسطينية، فإن الشاب يدعى أمجد حاتم الجندي (17 عامًا) من بلدة يطا في الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وكانت فتاة فلسطينية تدعى شروق دويات (18 عامًا) أقدمت في وقت سابق على طعن يهودي في ظهره في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة على مقربة من المسجد الأقصى، قبل أن يتمكن الرجل (35 عامًا) من سحب سلاحه وإطلاق النار عليها وإصابتها بجروح خطيرة.

 

وبذلك يرتفع إلى 9 عدد القتلى الذين سقطوا منذ الخميس، هم 4 إسرائيليين و5 فلسطينيين، وهم مستوطنان في شمال الضفة الغربية المحتلة وإسرائيليان في البلدة القديمة بالقدس، وشابان فلسطينيان قتلا بعد مهاجمتهما إسرائيليين بالسكاكين في القدس، وفلسطينيان آخران في الضفة الغربية خلال مواجهات مع جنود إسرائيليين، بالإضافة إلى الشاب الذي قتل اليوم.

وطلب نتنياهو، أمس، من الإسرائيليين أن يكونوا "في حالة تأهب قصوى" والتحلي بضبط النفس حيال أعمال العنف التي تهز القدس والضفة الغربية وامتدت إلى إسرائيل.

وقال بعد زيارة لمقر عام الشرطة في القدس "شهدنا فترات أصعب وهذه الموجة الجديدة من الإرهاب سنتخطاها بتصميمنا ومسؤوليتنا ووحدتنا".

وأصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة صباح أمس، بعد إطلاق مستوطنين إسرائيليين النار عليه في الضفة الغربية المحتلة، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني وشهود عيان.

وأصيب الشاب البالغ من العمر 18 عامًا قرب بيت ساحور ونقل الى قسم العناية المكثفة في المستشفى وحالته مستقرة، وفق مصادر طبية. وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أن الفلسطينيين ألقوا الحجارة في المنطقة ما دفع المستوطنين إلى إطلاق النار.

كما أصيب 3 فلسطينيين بجروح أمس، إصابة أحدهم خطرة برصاص أشخاص اندسوا بين راشقي الحجارة وانضم إليهم لاحقًا جنود إسرائيليون خلال صدامات في رام الله بالضفة الغربية المحتلة وفقًا لمراسلي "فرانس برس".

ولدى اندلاع الصدامات ظهرًا عند نقطة عبور بيت ايل قرب رام الله شاهد الصحفيون 4 رجال ملثمين كان أحدهم يحمل في جيبه شارة لحركة حماس، يلقون الحجارة. وفجأة انفصلوا عن مجموعة الشباب وأخرجوا مسدسات وأطلقوا النار على عدد منهم.

وأصيب أحد الشبان برصاصة في الرأس ثم أتى جنود إسرائيليون كانوا على مسافة عشرات الأمتار لمساعدة الأربعة في نقل 3 شبان جرحى إلى سيارات جيش الاحتلال. وقبل نقلهم تعرض اثنان من الجرحى للضرب على أيدي الجنود.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترسل دائمًا وحدات مستعربين يرتدون ملابس متظاهرين ويتحدثون العربية بطلاقة إلى التظاهرات للقيام باعتقالات.

من جهة أخرى، أعلن مسؤول إسرائيلي، أمس، أن نتنياهو أجّل زيارة كانت مقررة الخميس إلى ألمانيا بسبب الوضع الأمني.

وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "تم تأجيل الرحلة بسبب الوضع الأمني".

وكانت الزيارة المقررة ليومين تأتي في إطار اللقاء الوزاري السادس بين إسرائيل وألمانيا. وقرر نتنياهو في بادئ الأمر تقصير مدتها قبل تأجيلها تمامًا. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها قد تنظم مجددًا في نوفمبر المقبل.

ووصل التوتر اليوم إلى مدينة يافا الساحلية قرب تل أبيب حيث تظاهر عرب إسرائيليون دعمًا للمسجد الأقصى واندلعت اشتباكات عنيفة بعدها مع الشرطة الإسرائيلية.

ويشعر الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وزيادة الاستيطان في الأراضي المحتلة بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية.

وفي مسعى لتهدئة الوضع، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها رفعت القيود التي كانت فرضتها على المصلين المسلمين لدخول المسجد الأقصى منذ الأحد الماضي.

والتقى مسؤولون كبار من الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء نظراءهم من القوى الأمنية الفلسطينية في مسعى لتهدئة التوتر.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن الثلاثاء أنه لا يريد تصعيدًا عسكريًا وأمنيًا مع إسرائيل، مضيفًا "كل تعليماتنا إلى أجهزتنا وتنظيمنا وشبابنا وجماهيرنا أننا لا نريد التصعيد لكن نريد أن نحمي أنفسنا".

 


مواضيع متعلقة