تماثيل مقلوبة فى معرض.. «قادر وتعدلها»

كتب: إلهام زيدان

تماثيل مقلوبة فى معرض.. «قادر وتعدلها»

تماثيل مقلوبة فى معرض.. «قادر وتعدلها»

«عالم مقلوب»، هو الاسم الذى أطلقه الدكتور صلاح شعبان، المدرس بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، على معرض النحت المقام حالياً فى المركز الثقافى المصرى، ويستمر حتى 9 من الشهر الجارى. المعرض الذى يضم 27 عملاً نحتياً بأحجام مختلفة من خامة الفيبر، يعبر عن حال المجتمع المصرى، حسب «صلاح»: «أحاول التعبير عن واقعنا وعن المواطن المصرى بأدواتى الخاصة كنحَّات، وبطل المعرض تمثال اسمه الوضع المقلوب، لأننا فعلاً عايشين فى عالم مقلوب فى كل القيم والمبادئ، سواء على مستوى مصر أو الوطن العربى أو حتى على مستوى العالم».

كل عمل يلامس جزءاً من الفكرة، فتمثال «الوضع المقلوب»، الواقف على يديه، رافعاً قدميه فى الهواء، يعبر عن مواطن يتحول لبهلوان كى يواصل حياته، ويقترب من الفكرة نفسها تمثال آخر باسم «المغلوب على أمره»، الذى يقف رافعاً يديه لأعلى وبطنه بارزة إلى الأمام ورأسه مائل إلى أحد الجانبين فى وضعية الاستسلام، وهو المواطن الذى يتعرض لابتزاز لتسيير مصالحه من عدة جهات كالمدارس، أو بعض الجهات الخدمية، وهو أيضاً المواطن الذى يتم تثبيته وضغطه: «البطن البارزة تعبر عن أن المصرى لا يمارس الرياضة وبعيد عن اللياقة، ويأكل بطريقة غير صحية، فطبيعى أن تكون بطنه بارزة».

يظهر تأثر «صلاح» بالفن المصرى القديم فى تمثال «القربان»، وهو عبارة عن قربان يحمله إنسان نصفه الأعلى امرأة والنصف الأسفل عبارة عن جسم سمكة بأرجل حيوان، وتتكرر مفردة السمكة فى الأعمال النحتية لترمز إلى الحياة والقوة والجنس، حسب «صلاح».

ويضم المعرض أيضاً تمثال «السرعة» وهو لحصان مرفوع الرأس فى وضعية القفز إلى الأمام بذيل سمكة كمحرك دفع، يسير على عجلات بدلاً عن أرجله: «السرعة الزائدة أفسدت حياتنا فى العلاقات الاجتماعية مثلاً أو فى التعليم وفى كل شىء، بعد أن أصبحت بديلاً عن الإتقان».

وهناك تمثال «الأوتوبيس» لـ«قطة» عابسة منكسة الرأس كسائق أوتوبيس، يركب على ظهرها بشر يشبهون المقاعد: «المصرى الدنيا واخداه، ممكن يركب أى حاجة مهما كانت غير آدمية»، أما تمثال «المتسلطة» فهو لامرأة تضع يديها على صدرها، وتمتطى ظهر ثور برأس آدمى: «التمثال ده بيعبر عن استبداد المرأة بالرجل»، بالإضافة إلى تمثال «الطفولة» لطفلة تركب على ظهر ذكر البط، و«العار» لرجل يركب حماراً بالمقلوب، و«الرفض» وهو تمثال لامرأة تمد يديها إلى الأمام، لتدفع شيئاً غير مرئى، تعبيراً عن الرفض.


مواضيع متعلقة