الحرب على الإرهاب «مقدسة» مثل حرب 73

كتب: إمام أحمد

الحرب على الإرهاب «مقدسة» مثل حرب 73

الحرب على الإرهاب «مقدسة» مثل حرب 73

الشعر الأبيض الذى يضرب رأسه، سنه التى تجاوزت النصف الأول من العقد السادس، و42 عاماً تفصله عن ذكرى الحرب التى شارك بها، أشياء لم تمنعه من التوقيع على استمارة تطوع بالقوات المسلحة أطلقتها مبادرة شعبية لمساندة الجيش فى الحرب على الإرهاب: «مفيش فرق بين حربنا ضد العدو الإسرائيلى اللى خوضناها فى 73، وحرب النهارده اللى بنخوضها ضد العدو الجديد فى سيناء»، يقول «صبرى حسن» الذى شارك فى حرب أكتوبر، ولم يتردّد فى التوقيع على استمارة «تطوع» للاشتراك فى الحرب الجديدة، حسب وصفه.

انضم «صبرى» إلى القوات المسلحة، كمجند عسكرى 1970، كان واثقاً من أن الحرب مقبلة، وأن القيادة السياسية تحاول تعبئة وتوحيد الجبهة الداخلية من ناحية، وخداع جبهة العدو المحتل من ناحية أخرى، «كان يقينى جوايا أن مصر تستعد لحرب، وكنت أنتظر هذه اللحظة، بعض أصدقائى فى الوقت ده شككوا فى رغبة الرئيس السادات فى خوض المعركة، لكنى كنت على ثقة كبيرة، لأن القرار لم يصدر عن الرئيس السادات بالمقام الأول، لكنه قرار شعب»، مستدركاً: «الناس كلها كانت عايزة تحارب، الصورة كانت واضحة، والرئيس كان بيشاغل العدو مش أكتر».

{long_qoute_1}

الرجل الستينى كان ضمن الفريق الأول للعبور، يحكى عن تلك اللحظات، قائلاً: «كانت جوانا طاقة عمرى ما حسيت بيها، كأننا داخلين الجنة من فرط السعادة والحماسة والتركيز، عدينا الجبهة ونفّذنا المهام بنجاح غير متوقع»، العبور العظيم يشبهه «صبرى» بالعمليات العسكرية التى تنفّذها القوات المسلحة على نطاق واسع بسيناء تحت اسم «حق الشهيد» هذه الفترة: «أول مرة دخلنا قلب سيناء علشان نطرد العدو الصهيونى اللى عايز يحتل أرضنا، والمرة دى ننفذ عمليات لطرد العدو المتخفى فى الدين واللى عايز برضه يحتل أرضنا ويهد بلدنا زى بلدان تانية بالمنطقة، وبالتالى المعركة واحدة والشهادة واحدة.. ومصر قادرة إنها تنتصر زى ما انتصرت أول مرة».

معاش شهرى قيمته 1100 جنيه، هو كل ما يتحصل عليه «صبرى» الذى يعول أسرة من 5 أفراد: «الحمد لله، الأمور ماشية ومش بنمد إيدينا، وولادى بيشتغلوا وبيكسبوا كويس، والأخير فى الجامعة بكلية التجارة»، حياة بسيطة يعيشها الرجل وأسرته فى حى الهرم بالجيزة، لكنهم يشعرون بالرضا، ومتفائلون بأن القادم أفضل: «البلد بتتحسن، وبدأ يبقى فيه أمن وأمان، والرئيس بياخد خطوات اقتصادية وتنموية لكن محتاجة وقت، كان ممكن نبقى زى سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا، لكن ربنا كرمنا وقدرنا نصمد»، توقيعه على استمارة التطوع لم يكن عملاً شكلياً، فحسبه هو جاد فى اختياره: «لو الجيش يوافق ويقبل متطوعين جدد، هكون أول واحد ينضم للجيش، ولو هاموت يشرفنى أموت بالبدلة العسكرية».

 


مواضيع متعلقة