حرر نفسك من "كوكايين العصر".. "الإباحية إدمان"

كتب: سلوى الزغبي

حرر نفسك من "كوكايين العصر".. "الإباحية إدمان"

حرر نفسك من "كوكايين العصر".. "الإباحية إدمان"

{long_qoute_1}

"إدمان الإباحية"، مصطلح جديد مر على مسامع طبيب الأمراض الصدرية الدكتور محمد عبدالجواد منذ أكثر من عام مضى، فلم يكن يعرف أن للإباحية مدمنيها إلا من خلال تعليق أحد رواد المواقع المهتمة بالعلم الشرعي، يطلب فيها من الأعضاء حلا علميا يمنعه من الدخول على المواقع الإباحية، فنصحه عضو بمتابعة موقع feedtherightwolf.org، لشاب يدعى "أليكس" من الولايات المتحدة الأمريكية، كان مدمنا على الإباحية ثم تعافى، ويحكي فيه تجربته الشخصية ويساعد من خلاله مَن يعانون من الإدمان ذاته، ويقدم حلا عمليا لإدمان الإباحية، لكن كل مقالاته وأبحاثه بالإنجليزية.

"المصطلحات العابرة اليوم قد تكون محل اهتمام الغد"، فبعد مرور وقت على اصطدام عبدالجواد بالمصطلح الجديد، الذي ظل يراوده كما روى لـ"الوطن"، وجده وهو يتصفح الموقع الإلكتروني "coursera" الخاص بالدورات التدريبية المختلفة، وأثناء دراسته لدورة تدريبية خاصة به وجد "كورس" بعنوان "addicted brain"، فلفت انتباهه وعند البحث بداخله وجد فرع بعنوان "sex addiction"، فتلاقت الخيوط بين ما سمع عنه وما وجده على المواقع العلمية من وجود هذا الإدمان، وشعر أن الصدفة تلعب دورها حتى يساهم في علاج مدمني الإباحية، فدشن موقعا لهذا الغرض.

"حرر نفسك"، الشعار الذي اتخذه طبيب الأمراض الصدرية لموقعه الإلكتروني "علاج إدمان الإباحية" antiporngroup.com، الذي قدم من خلاله، ترجمة لمقالات "أليكس" وغيرها من المقالات من المواقع الغربية الأخرى المهتمة بعلاج هذا النوع من الإدمان، إلى جانب إتاحته موادا صوتية ومرئية، وتقديم جلسات علاجية سلوكية عبر "سكايب"، يتم تفعيلها قريبا، إضافة إلى فريق متخصص يقدم الدعم ويجيب على كافة الأسئلة.

"إدمان الإباحية" يطلق عليه الغرب "كوكايين هذا العصر"، يتخفى مدمنيه من المجتمع، ورغم ذلك وجد عبدالجواد تفاعلا كبيرا من الشباب، بعد سنة من تدشين الموقع الإلكتروني، منهم من كان مدمنا وهو الآن على طريق التعافي، ويشارك في إدارة الصفحة التابعة للموقع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وينقل خبرته العلاجية للآخرين.

"السرية أهم ما في الأمر، حيث تظل الرسائل المتبادلة بين فريق العمل والأعضاء في سرية تامة، احتراما لرغبة الكثيرين في عدم التعليق على ما يُكتب على الصفحة العامة أو الموقع خوفا من الشكل الاجتماعي"، طبقا لما أكده عبدالجواد.

العديد من متصفحي الصفحة الرسمية للموقع على "فيسبوك" طلبوا من مدشن الفكرة تغيير اسم الصفحة "علاج إدمان الإباحية"، لما فيه من إحراج للمشتركين فيها، لكن الطبيب الثلاثيني قال: "كان رأيي إن لازم يكون العنوان واضح لأن ده هو اللي بيميز فكرتنا، إحنا عاوزين نكسر الحاجز النفسي والخوف والحرج من المشاركة في نشر الفكرة وحلها، يعني مش لازم أكون بعاني علشان أساهم ممكن علشان أحمي نفسي واولادي والمجتمع، الفكرة جديدة في المجتمع العربي وتفتقر للاهتمام".

كونه طبيب أمراض صدرية رأى أن ذلك لا يعيقه عن العمل التطوعي، خاصة أنه درس الطب ويستطيع بسهولة فهم اللغة العلمية الطبية، وهو يساعده في فريق العمل أطباء نفسيين يستشيرهم في أي شيء يخص العلم النفسي، إلى جانب الشباب المتعافين ومن هم على طريق التعافي.

الإدمان من النوع السلوكي أو "السلوك القهري" أو "إدمان الإباحية"، يُعالجه عبد الجواد بتقديم دورات عبارة عن مجموعة مقالات متخصصة في فهم هذا النوع من الإدمان وسببه، ولماذا هو إدمان، وكيفية تغيير طريقة التفكير للتعافي منه، فضلا عن تقديم تقنيات جديدة تساعد الدماغ علی التخلص من عادات الإباحية، مثل تقنية التعرض ومنع الاستجابة، وقانون الثلاث ثواني، وكيفية التعامل مع الانتكاسة.

وأضاف "في المستقبل القريب سيتم عمل جلسات عبر (سكايب) وهي مهمة جدا للتعافي علی غرار زمالات المدمنين المجهولين، لكن لن يلتزم الموقع بنفس طريقتهم".

ولغير محبي القراءة، يقدم الطبيب الثلاثيني تسجيلات صوتية للمقالات بتكون أوضح على موقع "ساوندكلود"، وقال: "تم تسجيل 14 درسا بالفعل، إلى جانب عرض فيديوهات متعلقة بالموضوع"، ويطمح في المستقبل القريب في تقديم دورات للشباب وجها لوجه ويدشن مراكز للتعافي.

وأشار عبدالجواد إلى أن المقالات تغطي جميع أركان المشكلة، علميا وسلوكيا، وحتی علی مستوی الأزواج، قائلا "إذا اكتشفت الزوجة أن زوجها يعاني ماذا تفعل؟ كيف تتعامل معه؟ وكيف يتعامل الأب والأم مع ابنهم إذا اكتشفوا أنه يشاهد الإباحية؟".


مواضيع متعلقة