ولكم فى «التقسيط» حياة يا أهل مصر

ولكم فى «التقسيط» حياة يا أهل مصر
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم
نقسط كل شىء.. لم تعد الصيغة للمبالغة، فكل شىء بالفعل قابل للتقسيط، بعدما وجد النظام مكاناً له بين المصريين، سواء التجار والشركات أو المواطنين، لا فارق بين من يسعى للامتلاك، ومن يكمل عشاءه «تقسيطاً»، فقد جمع النظام الاقتصادى بين الاثنين على طاولة واحدة، حملت شعار «فيد واستفيد». لا يؤرخ تحديداً لبداية النظام فى مصر، بل إن كثيرين يربطون بينه وبين أنظمة شعبية قديمة، كالمقايضة والدلالة، قبل أن يصبح للتقسيط بنوك متخصصة وعروض فى أغلب الشركات والمحال وعلى كل السلع، بدءاً من جهاز العروسة والأجهزة الكهربائية والعقارات والسيارات وصولاً إلى خروف العيد وملابس المدرسة وشبكة العروسة وبدلة العريس، حتى الزواج والولادة والخطوبة وكل المناسبات الاجتماعية، أصبحت تخضع للنظام، بطريقة «مولنى وأقسطلك».
«الوطن» هنا ترصد، كيف توغل هذا النظام فى الاقتصاد وسيطر عليه، لتنحصر أمامه ثقافة الكاش، وكما تولدت بسببه وظائف وفرص عمل لوسطاء وشركات، سقط بسببه المواطن فى دوامة «الدين والشيكات والكمبيالات»، وأصبح النظام الأكثر رواجاً فى مصر باباً خلفياً للسجن فى قضايا الغارمين والغارمات.
{long_qoute_1}
«دخل قليل، ومنتجات بأسعار باهظة»، معادلة صعبة على البسطاء، استعانوا فى حلها بالدخول إلى عالم «التقسيط المريح»، القسط الذى تحول من أمر اضطرارى إلى شىء أساسى فى حياة غالبية الأسر المصرية، سواء تجهيز الأبناء، امتلاك سيارة، تأمين أثاث المنزل، أو أغراض أخرى، كلها أسباب دفعت المواطنين لأن تصبح حياتهم «قسط» تحت شعار «هنجيب الكاش منين؟».
تجربة ظاهرها «مريح»، لكن لا يعلم مخاطرها و«الصداع» النصفى العائد من ورائها إلا من كان له تاريخ «أسود» مع نظام التقسيط، ومن بينهم «إبراهيم محمد أحمد» الرسام الثلاثينى، الذى خاض تجربة السداد طويل الأجل لأول مرة واعتبرها الأخيرة منذ عام ونصف، عندما أراد امتلاك «كمبيوتر وسخان كهربائى» فلم يجد أمامه إلا التقسيط الذى نصحه به الجميع «كل الناس قالوا لى بدل ما تدفع المبلغ فى يوم وتحتاس بقية الشهر، ادفع قليل على كذا شهر وأنا بصراحة شفتها حاجة مريحة»، لم يصدق أن أحلامه ستتحقق بهذه البساطة، وأن الإجراءات التقسيطية لن تستغرق إلا دقائق، وخرج بعدها «إبراهيم» يحمل بين ذراعيه احتياجاته «إيه يعنى لما أدفع 100 أو 200 جنيه كل شهر فى الجهاز الواحد، وبعدين كل الناس ماشية بالتقسيط»، كان هذا ما يظنه الرجل الثلاثينى لأول 6 أشهر من سداد قيمة المشتريات بفوائدها «لقيت إنى بدفع الضعف، والشيكات بتبقى على بياض وكل شهر المبلغ بيزيد ومش عارف الزيادة جاية من إيه، ولو اعترضت فى الهواء لأنى ماضى على بياض».
«إبراهيم» رغم يقينه أن نظام التقسيط فى بداياته مريح، فإنه يعلم أن الاستفادة منه مؤقتة، «ساعات بابقى نفسى أشترى حاجة لكن بافتكر إن ورايا قسط فبحوش الفلوس، وبدل ما كنت هبقى فقير شهر بقيت فقير سنة ونص»، التقسيط الذى رفضه «إبراهيم» كان أسلوب حياة الحاجة «سيدة عبدالرحمن» الممرضة الخمسينية التى اعتادت شراء ملابسها بالتقسيط، لارتفاع أسعارها فى الأسواق، فمنذ أن كانت تتقاضى راتباً لا يتجاوز 1000 جنيه حتى وصل راتبها 2800 وهى ترتكن على التعامل بالتقسيط، لكن وفق شروطها «أنا مامضيش على شيكات ولا إيصالات أمانة، لكن أنا تقسيطى كلمة للمحلات التى بتعامل معاها»، حاجة أصحاب المحلات إلى «جر قدم الزبون» هى السبب الوحيد الذى يجبرهم على طرح أشكال متعددة من التقسيط، فالسيدة الخمسينية وضعت شروطها وهم أيضاً حصلوا على زيادة 25% إضافية على سعر السلع، الأمر الذى وجدته «سيدة» صفقة رابحة مكنتها من شراء احتياجاتها بأقل مقدم حجز وقسط شهر يجعلها تعود كل شهر خالية الوفاض «بلاقى نفسى راجعة بفكة تقضينى مواصلات التوكتوك اللى باخده من بيتى للمستشفى».
من «تجار الشنطة» إلى محلات المفروشات والملابس المستوردة تعاملت «سيدة»، فزواج ابنتها الكبرى كان سبباً آخر لجأت بسببه إلى تقسيط قائمة طلبات العروسة من ملابس بأنواعها ومفروشات حتى الأجهزة الكهربائية «بنتى زى أى واحدة فى سنها، نفسها فى الأحسن وأنا مأخرش عن بنتى حاجة وهى أول فرحتى».
{long_qoute_2}
2000 جنيه شهرياً من راتب الأم الخمسينية تتبخر فى الهواء، فالابنة تزوجت وتركت والدتها تسد بحراً من الأقساط، «التاجر من دول يزغلل عينيك بشىء وشويات، التركى واليابانى والصينى وغيره، وانتى غصب عنك بتسحبى على حس إنك بتدفعى على مهلك، والحقيقة المرة مانعرفهاش إلا كل أول شهر»، كلما حاولت «سيدة» الابتعاد عن الشراء بالقسط، جذبتها زيادة الاحتياجات التى لا تتماشى مع ثبات المرتب وغلاء الأسعار، بخاصة أنها على وشك تجهيز ابنتها الثانية للزواج فى الأشهر القليلة المقبلة، فالأسعار التى اشترت بها لابنتها الأولى لم تكن هى مع ابنتها الثانية: «كل دقيقة الحاجة بتزيد وظروف البلد خلتنا كلنا بنقسط أو مانشتريش خالص، لأنه دى دوامة كبيرة اللى يدخلها مايخرجش بالساهل».
منذ 2009 عرف محمود عبدالكريم، سائق التاكسى الخمسينى، معنى «التقسيط» الذى فرضته الحكومة آنذاك على سائقى «التاكسى الأبيض» ورفض البنوك المتعسف لسداد ثمنه كاش، فاضطر «محمود» أن ينصاع للإجراءات البنكية، التى انتهى منها العام الماضى «كان لازم أشتغل ليل مع نهار عشان أجيب حقها، يمكن الناس كلها بتشوف التقسيط دين، لكن أنا بشوف إن الشىء لزوم الشىء، عاوز عربية ومش معايا تمنها هاقسطه، وسنة ولاّ اتنين وهجيب حقها»، بنفس المبدأ استمر «محمود» فى الاستعانة بالتقسيط المريح فى كل متطلبات أسرته، الابن يحتاج إلى هاتف محمول، الزوجة تطلب «غسالة أتوماتيك» المنزل يلزمه مبرد هواء (تكييف) والابن الآخر يتمنى «موتوسيكل» كوسيلة للذهاب إلى العمل، عندئذ لا ينظر الأب الخمسينى إلا لطريقة تلبى كافة احتياجاته التى لم ولن تأتى إلا بالنظام الذى فرضته الدولة على شرائح المجتمع بداية من الحكومة نفسها قبل المواطن «الغلبان» فيقول الرجل الخمسينى مدافعاً عن فكرة التقسيط «إذا كانت الدولة بتقترض، أنا كمواطن هاقول لأ، ده نظام وماشى فى البلد، ولو كان الواحد مننا معاه اللى يدفعه كاش أكيد ماكانش اتحوج للقسط».
الحالة العامة التى فرضت نفسها على «محمود» وغيره من اللاجئين لنظام التقسيط، هى الحل الوحيد الذى يسد احتياجات كل أسرة، ورغم ذلك يتمنى السائق الخمسينى عودة زمن «الكاش الجميل»، وفق قوله، ليس لمصلحته الشخصية وإنما أيضاً حتى يستعيد البلد قوته من جديد «كلنا مديونين وفلوسنا فى جيوب بعض، وقبل ما تقسط احسبها صح عشان متلاقيش نفسك مشرف وراء القضبان».
أنهى بكالوريوس الزراعة، حاول أن يجد له وظيفة فى مجال دراسته لكن لم يكن الحظ حليفه فقرر «إسلام محمد كامل» أن يتحول من المهندس الزراعى إلى «تاجر الشنطة»، يسافر من البحيرة إلى الغربية، ذهاباً وإياباً، محملاً بالبضائع على ظهره، بين مكاتب الموظفين فى الإدارات التعليمية والمستشفيات والمدارس، يأخذ دورته يحاول أن يقنع الجميع بشراء المنتج ولو بالتقسيط الذى تجبره عليه معظم المصانع التى يأخذ منها بضائعه رغماً عنه «بقالى 10 سنين باشتغل تاجر شنطة ومن سنتين بس بدأت أشتغل بالقسط، ثورة وقعّت الاقتصاد، ورواتب فى النازل لازم ننّزل سقف طموحنا عشان نبيع ونشترى وإلا مش هنلاقى اللى يعبّرنا». على «بياض» هو الخطر الوحيد الذى يخشاه «إسلام محمد كامل»، فى أثناء تعامله مع بعض المصانع التى لا تطلب سوى توقيعه على مجموعة من الشيكات الموقعة سلفاً دون أن يضع مبلغاً معيناً ضماناً للبضاعة التى يسرح بها التاجر الثلاثينى يومياً، «بلفّ زى النحلة، والمرتجع بياخدوه منى واللى حصلته بروح أحطه فى جيوبهم»، أكثر الجمل إزعاجاً التى تتكرر فى رحلة «إسلام» بين مكاتب الموظفين هى «ليك ويبقالك وعليك بالصبر»، تلك العبارات التى يمهّد له الزبون بها أنه على وشك اللجوء إلى القسط المريح الذى كان السبب فى تعجيز «إسلام» شخصياً وقبوله الأخذ من المصانع بالتقسيط، «ما انا لو كانت فلوسى حاضرة ماكانش زمانى باوقّع على شيكات فى يوم وليلة ممكن تحرمنى من ولادى، وأنا راجل أرزقى يوم حلو ويوم وحش، وأغلب أوقاتى فوت علينا أول الشهر، ويا ريت القسط بفايدة لكن الموظف من دول أحاسبه على الحاجة بـ100 جنيه يرد الفلوس بعد شهرين بنفس المبلغ ولو زيادة تبقى 10 أو 20 جنيه، وأنا اللى بخسرهم بس عشان الزبون يتعامل معايا تانى باضطر أوافق»، كنموذج يقسط للزبائن وتقسط له المصانع التى يتعامل معها استطاع «إسلام» أن يستوعب أن كلا الشخصين فى استفادة، لكن المقسط له أكثرهم استفادة، لأن «أنا لما آخد الحاجة بالقسط، بتبقى الحاجة فى إيدى ملكى من قبل ما أسدد فلوسها، يعنى أنا المستفيد، الدور والباقى على اللى رامى أجهزته ومفروشاته فى إيد بنى آدم لا يعرفه ولا شافه وممكن نوصل للمحاكم وماياخدش منى حق ولا باطل.. فاحنا الاتنين فى نفس الكفة».
«حياتى كلها بقت بالتقسيط» عبارة اختتم بها «إسلام» حديثه عن نظام القسط فى مصر الذى بات يشمل كل متطلباته فى الحياة، بدءاً من الحاجات الأساسية إلى الكماليات، وصولاً إلى عمله والحقيبة التى يحملها على ظهره المعبأة بالملابس أول النهار عائداً بها فارغة هى وجيوبه.
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم
- أثاث المنزل
- أسلوب حياة
- أصحاب المحلات
- إيصالات أمانة
- ارتفاع أسعار
- الأجهزة الكهربائية
- الأسر المصرية
- الإدارات التعليمية
- التاكسى الأبيض
- آدم