مدينة كاملة على أطراف مشروع «كوم أمبو» تتحول إلى أبراج حمام

11:40 م | الجمعة 02 أكتوبر 2015

ضمن زياراته الميدانية، كان رئيس الحكومة السابق المهندس إبراهيم محلب على موعد مع جولة تفقدية لوادى كوم أمبو، وهو المشروع الذى ظل متوقفاً عن العمل لما يزيد على الـ16 عاماً، بعدما كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك قد افتتحه، بغرض استصلاح 220 ألف فدان. غير أن توقف المشروع لم يحكم على آلاف الأفدنة الممتدة فى محافظات أسوان والأقصر وقنا بالبوار فحسب، وإنما تعدى الأمر إلى عشرات المبانى التى دشنتها الحكومة بملايين الجنيهات دون استغلال، من بينها ذلك التجمع السكنى الواقع فى نطاق مركز نجع حمادى والمحاط بسور وبوابات لم يسكنه ساكن منذ سنين.

{long_qoute_1}

يفرك صديق عبدالساتر، المحامى، والمهتم بالشأن العام، كفيه وهو يتحدث عن ذلك التجمع السكنى المهجور بالكامل منذ حوالى 16 عاماً، فيقول: «وادى كوم أمبو بدأ منذ حوالى 20 سنة، لاستصلاح أكثر من 16 ألف فدان، فى زمام مدينة نجع حمادى وحدها بقراها، وتم بناء هذا التجمع السكنى كمكان مخصص للعمال فى المشروع وأسرهم، وللموظفين ولتشغيل المشروع بالكامل من مدارس ملحقة أو مخابز أو غيره، على غرار مشاريع الصالحية والنوبارية».

لا تزال العمارات والوحدات الملحقة بها متماسكة رغم مرور أكثر من 16 عاماً على وجود سكان فيها، غير أن الحمام والطيور صار هو الساكن الوحيد هنا، فضلات الحمام تغطى كل شىء، البوابات والسلالم وأسوار البلكونات، أبواب الشقق مفتوحة للجميع، ولا وجود لحراس لمنع الداخلين إلى الوحدات الفارغة.

خالف الواقع توقعات الحكومات المصرية المتعاقبة، إذ يصف «صديق» الوضع الذى آل إليه المشروع عموماً، والتجمع السكنى المهجور على وجه الخصوص بأنه «انعكاس لسوء الإدارة فى مصر»، مشيراً إلى أن المكان تحول إلى «خرابة ومكان للصوص، وحدثت تعديات عليه من البعض ولا يستبعد أنه يكون مأوى لبتوع المخدرات، المكان تكلف ملايين الجنيهات، والحكومة أدرى بما تم إنفاقه على هذا المشروع، وملحق بالمكان حوالى 8 آلاف فدان، الحكومة أعدتهم للاستصلاح لكن محطات الرفع المتتالية هى الأخرى لم يتم تشغيلها». الوحدات داخل المدينة المهجورة الواقعة فى نطاق مركز نجع حمادى فى محافظة قنا، تضم ما لا يقل عن 80 وحدة سكنية موزعة على عمارتين كبيرتين، فضلاً عن مجموعة من الوحدات السكنية المفردة (طابق واحد)، وملحق بها مسجد ومجموعة من الخدمات على مساحة لا تقل عن 5 أفدنة. وأمام هذا المشروع محطات رفع أمام قرية المراشدة التابعة لمركز نجع حمادى كانت مهمتها رفع المياه لحوالى 3 آلاف فدان لكنها متوقفة.

«لا يوجد غفراء فى محطات الرفع أو فى المناطق، أو على الأقل تم تعيين غفراء لكنهم غير موجودين فى أماكنهم ولا يقومون بعملهم، وبالتالى كان من السهل علينا الدخول والخروج من المبانى والمحطات دون أى اعتراض من أحد، والمشكلة أن هذا الانعدام الأمنى قد يعرض هذه الأماكن للسرقة، سواء سرقة المعدات أو تجهيزات الشقق والوحدات السكنية وبالفعل حدثت اعتداءات كثيرة سواء قبل 2011 أو بعد 2011» يقول صديق عبدالساتر.

اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، كان فى جولة مع رئيس الحكومة السابق المهندس إبراهيم محلب، لتفقد الأراضى التابعة لمشروع وادى كوم أمبو، والداخلة فى نطاق محافظته، وقتها عرض «الهجان» ضم أراضى وادى كوم أمبو إلى مشروع المليون فدان المزمع استصلاحها من الصحراء ضمن خطة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكانت المدينة المهجورة الواقعة قريباً من قرية المراشدة، فى زمام نجع حمادى ضمن خارطة الجولة الميدانية، حيث أبرز المحافظ المبانى السكنية ومحطات الرفع كبنية تحتية رئيسية تساعد على تقليص الإنفاق فى حالة ضم تلك الأراضى إلى المشروع الرئاسى.

قدمت حكومة «محلب» استقالتها، ولا يعلم المحامى والناشط القنائى صديق عبدالساتر، مآل المشروع ووضعه فى أجندة أعمال الحكومة الجديدة، الأمر الذى دفعه للمطالبة بـ«محاسبة كل من تسببوا فى فشل هذا المشروع وترك هذا التجمع السكنى على هذا الحال كله مهجور بهذه الصورة» بحسب قوله. مشيراً إلى أن إعادة إحياء المشروع «قد يساهم فى تشغيل آلاف المواطنين».