حب فى «المدرسة»

كتب: جهاد مرسى

حب فى «المدرسة»

حب فى «المدرسة»

عام دراسى جديد بدأ منذ حوالى أسبوع، حاملاً معه مناهج تعليمية وأنشطة طلابية، وأيضاًَ علاقات عاطفية، تولد وتزدهر داخل أسوار المدرسة، بفضل التكنولوجيا الحديثة التى أصبحت فى يد كل طالب، يتبادلون من خلالها الأحاديث والصور والمواعيد الغرامية، فى غفلة من الأهل، ورغم أنف الضوابط المدرسية الصارمة.

«الحب فى المدرسة»، مصطلح إن كان صادماً لكثير من الأسر، فهو أمر دارج ومتعارف عليه لدى الطلاب والمحتكين بالعملية التعليمية، فى ظل التراخى السائد فى معظم المدارس، وتجاهل كثير من الضوابط المدرسية، ما جعل الطالب لا يكتفى بحمل الكتب والسندويتشات المعتادة، إنما يتشبث بجهازه المحمول داخل حقيبته وعلى مقعده أمام مرأى ومسمع من الجميع.

«مابقتش مدرسة، دى جامعة، مواعيد وغراميات ولا تقدر تمنع طالب يعمل غير اللى فى مزاجه»، قالتها غادة مصطفى، معلمة فى مدرسة ابتدائية بمنطقة فيصل، تحكى عن مشاهد تراها يومياً فى الفصول وإلى جوار أسوار المدرسة: «كل طالب بييجى ومعاه موبايل أو آى باد، ولو دخلت معاه معارك عشان تمنعه، تفاجأ بولى الأمر يقف فى صف الطالب ويمنع أى مسئول من مصادرة الجهاز».

أكثر ما يقلق «غادة» هو كون المدرسة مشتركة، وكثيراً ما يقوم الطلاب بتصوير الطالبات ويتبادلون الصور فيما بينهم: «مش بس بيصوروا زميلاتهم، ده أحياناً بيصوروا المدرسة، السنة اللى فاتت مدرسة عاقبت تلميذ على خطأ ارتكبه، صورها فيديو وكان ناوى ينزله على الإنترنت».

خناقات مستمرة تنشب بين «أميرة على»، المعلمة بمدرسة إعدادى بنات بالهرم، وطالبات يحرصن على حمل «المحمول» داخل الفصل: «ولا فيه انتباه لدروس ولا احترام وتقدير للمدرس اللى واقف بيشرح، والطالبة بدل ما يبقى عينيها فى كتابها، بقى عينيها على شاشة الموبايل، وبتتعامل ببجاحة». على بعد خطوات من باب المدرسة تفاجأ «أميرة» بلقاءات العشاق، التى ولدت فى الفصل، وتوطدت إلى جوار السور، وللأسف كثير من أعضاء هيئة التدريس باتوا لا يعبأون بتلك المشاهد طالما تحدث خارج أسوار المدرسة.

«رولا إسماعيل»، والدة طفل فى الصف الخامس الابتدائى، وطفلة أقل منه بعام، تروى عن الأزمة النفسية التى مر بها ابنها «يوسف» حين قامت إدارة المدرسة بفصل البنين عن البنات: «كان متعلق بزميلته وهى كمان، لدرجة أزهلتنى، ولسه الإعجاب متواصل خاصة إنهم جيران».

سلوك الطلاب اختلف تماماً عن الماضى، حسب كلام «رولا»: «البنات بيروحوا لجنة الامتحان بماكياج وهما لسه فى إعدادى، وفى إيدها موبايل ماتعرفش بتكلم مين، عشان كده زوجى رافض يدى الولاد موبايل وهما فى السن ده». «رولا» باتت تخشى على ابنتها وهى ذاهبة للمدرسة، بنفس قدر خشيتها عليها وهى فى الشارع: «تجاوزات كتير بتحصل فى المدارس، مرة سألت مدرسة عن سبب فصل البنين عن البنات قالولى بتحصل مهازل».

{long_qoute_1}

تتعجب «إيمان محمد»، ولى أمر طالبة فى الصف الرابع الابتدائى، وطالب فى الثالث الابتدائى، من الحكايات التى يرويها لها صغارها فور عودتهم من المدرسة: «صاحبة بنتى كل يوم بتنزل صورها على صفحتها بالإنترنت، وعلى برامج الدردشة، وتتكلم مع طالب أكبر منها فى مدرسة جنبهم، والمواعيد قدام باب المدرسة فى المرواح، واتصدمت لما عرفت إن صاحب ابنى فى الفصل بيحب زميلته، وطول الوقت دردشة على الموبايل، ولا منتبهين لحصة أو للفصل». تترحم «إيمان» على مدارس زمان، وأخلاقيات الطلاب زمان: «لو كنا لابسين شراب أو توكة بلون مختلف بنتعاقب، والفصل له احترامه، وبنخاف من المدرس، ونتعامل بتحفظ وبراءة مع زمايلنا الولاد، لكن دلوقت ناقص يتجوزوا عرفى».

 


مواضيع متعلقة