"الوطن" تنشر نص كلمة "السيسي" أمام الأمم المتحدة

"الوطن" تنشر نص كلمة "السيسي" أمام الأمم المتحدة
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، كلمة مصر أمام اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليًا في نيويورك، أعلن فيها عزم مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة إطلاق مبادرة الأمل والعمل لمواجهة قوى التطرف والإرهاب بمشاركة شباب مصر.
وأكد أن إنكار المتطرفين حق الآخرين في الاختلاف تتنافى مع حكمة الخالق في التنوع، متابعًا: "لا شك أن أكثر من مليار مسلم يرفضون أن يتحدث التطرف باسمهم، وأشعر بأسى وحزن تجاه كل مسلم في العالم يواجه التمييز وإصدار الأحكام المسبقة".
وتنشر "الوطن" نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة..
"السيد الرئيس..
أود في البداية أن أعرب عن تهنئتي لكم ولبلدكم الصديق على توليكم رئاسة هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة.. وأن أعبر عن خالص التقدير لسلفكم وزير خارجية أوغندا الشقيقة لجهده المتميز خلال رئاسته للدورة السابقة.. كما أشيد بالدور البناء الذي يقوم به السكرتير العام للأمم المتحدة، وسعيه الدؤوب لتنفيذ مبادئ ميثاقها، والذي ظل دستورًا للعلاقات الدولية ومرجعًا لها طوال سبعين عامًا.
السيد الرئيس.. السيدات والسادة،
لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة.. ذلك الإنجاز الذي ينطوي على أبعاد تمس مجالات اقتصادية.. كالنقل والتجارة والخدمات.. وأخرى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص.. والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات.. لكنني لا أعتزم اليوم الخوض في تفاصيل كل تلك الأبعاد.. التي أثق أنكم تدركونها.. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزى ما تحقق على أرض مصر.. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب.. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.{long_qoute_1}
ولعلكم تتفقون معي على أن الأمل.. تلك القيمة المهمة.. هو القوة التي طالما حثت الأفراد والشعوب على السير قدمًا.. وعلى التطلع إلى غد أفضل.. وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص.. فإنهما يصبحان معا الضوء الذي يبدد ظلمة اليأس.. تلك الظلمة التي تخيم اليوم على منطقة الشرق الأوسط.. إن الأمل والعمل هما المثال الواقعي الذي تقدمه مصر إلى محيطها الواسع في أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط.. وهما اليد التي تمدها إلى منطقتها.. كي تساهم فى التغلب على تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل.
ومن منطلق إيماننا في مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا.. وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلى نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب.. تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة فى صياغته.. فإنني أعلن عزم مصر أن تطرح بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها مبادرة حول: "الأمل والعمل من أجل غاية جديدة"، أو "هاند" وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية.. وهي بالفعل اليد التي تمدها مصر.. كأحد أوجه مساهمتها في التغلب على قوى التطرف والأفكار التي تسعى إلى نشرها، ولكن من خلال العمل الإيجابي الذي لا يكتفى بالمقاومة فقط على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن، والتي تركز على الدفاع عن الحاضر.. إن علينا بالتوازي مع تلك الجهود القيمة، أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة.. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذي ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
السيدات والسادة،
لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالى.. نحن البشر.. بالعقل الذى كان وسيلتنا إلى التعرف عليه.. كما أن قدرتنا على الاختيار باستخدام هذا العقل هي أبلغ دليل على أن اختلافنا هو مشيئة إلهية تأبى على البشر أن يكونوا بلا إرادة.
إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها من شأنها أن تهدم كل دعاوى المتطرفين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم، لاسيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق في تفسير الإسلام.. ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين.. الذي لا يمكن أن يكون هو الإسلام بسماحته وعدله ورحمته.. لأن إنكارهم لحق الآخرين في الاختلاف هو إنكار لمشيئة الخالق.. فهم في واقع الأمر يسعون لتحقيق أغراض دنيوية وأغراض خفية.. ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أي مجال.. يتيح لهم فهم الدين الصحيح.{long_qoute_2}
لا شك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة، التي تدعي أنها تحتكر التحدث باسمه، بل وتسعى من خلال تطرفها وعنفها إلى إقصاء وإسكات من يعارضها.. وهو ما ينبغي أن يدركه العالم.. لكنني أشعر بأسى وحزن كل مسلم حول العالم.. عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم.. وهو الأمر الذي تعتبره قوى التطرف نجاحًا غير مسبوق لها.. حيث إن من بين أهدافها إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم، والعمل على توسيعها، واسمحوا لي إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغي أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض.. حتى يقتنع العالم أننا جميعا مسلمين وغير مسلمين.. إنما نحـارب نفس العدو.. ونواجه ذات الخطر؟.. كم من أبناء الدول التي تعاني ويلات الإرهاب ينبغي أن تراق دماؤهم.. حتى يبصر المجتمع الدولي حقيقة ذلك الوباء الذي تقف مصر في طليعة الدول الإسلامية.. وفي خط الدفاع الأول في مواجهته .. وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا لدحره في كل مكان
السيدات والسادة،
لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقة إلى منزلق خطير.. عندما أفصحت قوى التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافى مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية.. فلم يكن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا.. إلا نتيجة للتهاون فى التصدي لتمادى المتطرفين فى تحدى إرادة الشعب الليبي.. ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.. إن حرص مصر البالغ على مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.. وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح فى التوصل إلى اتفاق "الصخيرات" الذي ينبغي أن يكون علامة فارقة.. كي نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولى ووقوفه خلف إرادة الأطراف التي وقعت على الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية، وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها على دحره، قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد جوار ليبيا وتمتد إلى عمق أفريقيا.. وفى هذا السياق، فإنني أؤكد على ضرورة الاستمرار فى تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة بالتوازي مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.{left_qoute_1}
كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السوري المشروعة للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم فى إقصاء غيرهم، بل امتدت هذه المواجهات حتى فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا فى المغانم، حتى تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعانى خطر التقسيم في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.
وإزاء ذلك الوضع المتدهور.. دعت مصر القوى الوطنية السورية للاجتماع فى القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية ذات السيادة على كامل ترابها، وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها ويحترم تنوع مكوناتها ويصون انتماءها القومي.. إن تلك القوى الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة فى كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة يحقق تطلعات الشعب السوري.
السيدات والسادة،
إن دعم مصر السياسي والعسكري لليمن الشقيق.. ومشاركتها فى الخطوات التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية.. قد جاء استجابة لطلب اليمن.. وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه صيانة الأمن القومي العربي أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته.. وفي إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيه.. وتحث مصر الأسرة الدولية على بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.{left_qoute_2}
وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة العراقية .. ونأمل فى أن تساعد الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقي الشقيق.. والمضي قدما على طريق المصالحة الوطنية.
إن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة تؤكد ما سبق أن نادت به مصر بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات والتصدي لظاهرة الإرهاب التي تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة.. وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل .. وربط الهجرة بالتنمية.
إن مصر تستضيف أعدادا متزايدة من اللاجئين كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصري ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التي تقدمها الدولة.. رغم ما ينطوي عليه ذلك من أعباء اقتصادية على كاهل الدولة.. وتأمل مصر فى إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء على المدى القصير لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الصراع.{long_qoute_3}
السيدات والسادة،
لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها، كما أجد من منطلق المسؤولية التاريخية كرئيس لمصر التي تقف في قلب تلك المواجهة.. أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.
إن تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية سوف يقضي على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة.. وإحدى أخطر الذرائع التي يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب.. ولعلكم تتفقون معي على أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء.. حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا.. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها.. وأن ما يشهده القدس والحرم القدسي الشريف لدليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.{left_qoute_3}
السيدات والسادة،
إننا في مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخرى بجانب دحر التطرف والإرهاب.. لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة .. ويعد انتفاض الشعب المصري ومطالبته بالتغيير.. تعبيرا عن الوعى بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها.. وصولا إلى تلك الأهداف.. وإذ نعي أن ما حققناه ليس إلا خطوات على مسيرة ممتدة .. فإننا عازمون على استـكمالها رغم ما نواجهه من عقبات.
وسوف يشهد العام الحالي إجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل، ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم فى الرقابة والتشريع فى المرحلة القادمة، التي ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين في الحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.
وفى هذا السياق، لابد لي أن أشير إلى إطلاق الحكومة المصرية "استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030" فى مارس من العام الحالي بالتزامن مع الحراك الدولى للتوصل إلى أجندة طموحة للتنمية الدولية لما بعد عام 2015، والتي نأمل فى اعتمادها على نحو يأخذ فى الاعتبار المسئولية المشتركة في مواجهة التحديات والتفاوت فى القدرات والموارد والتباين فى الإمكانيات والتنوع الثقافي.. فالتنمية حق من الحقوق الأساسية وإتاحته وتيسيره، خاصة للدول النامية وأفريقيا هو مسؤولية جماعية لاسيما على الدول المتقدمة.
السيدات والسادة،
إن الرؤية التي تطرحها مصر هي امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنساني ذاته.. أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر على أرضهم.. فكان إسهامهم الذى ما يزال حاضرا فى شتى مجالات الحياة .. واليوم، تتطلع مصر لمزيد من المشاركة فى إرساء السلام والاستقرار على المستوى الدولى.. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين.
إن ثقتكم فى دور مصر ستكون بإذن الله فى موضعها .. لأن مصر تقدر المسؤولية التي تتحملها في هذا المنعطف المصيري.. تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية.. بل وشعوب العالم ككل.. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التي توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
لقد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولى لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها.. كما ظلت مصر على مدى حقب طويلة.. مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب.. ورغم ما مرت به مصر فى مراحل أخرى من صعاب.. وما عانته من كبوات.. يتوق شعبها اليوم أن يكتب التاريخ من جديد.. وإنني لعلى يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين.. سيكون بمقدورهم تحقيق أسمى تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم ومن أجل منطقتهم بل ولخير العالم أجمع.
وتحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر".
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة
- الأمم المتحدة
- أزمة اللاجئين
- إجراء الانتخابات
- السيسي
- التنمية المستدامة
- قناة السويس الجديدة