وفاة 717 حاجاً وإصابة 863 فى حادث تدافع بـ«مِنى»

كتب: محررو «الوطن»

وفاة 717 حاجاً وإصابة 863 فى حادث تدافع بـ«مِنى»

وفاة 717 حاجاً وإصابة 863 فى حادث تدافع بـ«مِنى»

أكد الدفاع المدنى السعودى، أمس، فى تغريدة بحسابه على موقع «تويتر» أن «فِرق الإنقاذ قد انتشلت حتى مثول الجريدة للطبع 717 حالة وفاة و883 إصابة، فى حادثة التدافع التى وقعت، صباح أمس، عند جسر الجمرات فى شارع العرب»، وقالت مصادر لصحيفة «سبق» السعودية إن «حالة الاستنفار القصوى مستمرة بين فرق الدفاع المدنى والفرق الإسعافية لاستقبال المصابين». ولا يزال مستشفى «منى الجسر» بمشعر «منى»، يستقبل أعداد الإصابات المتنوعة من اختناقات تنفسية وضربات شمس وإصابات خفيفة، بسبب التدافع الشديد الذى وقع بشارع العرب فى أثناء توجههم إلى منشأة «الجمرات» لرمى جمرة العقبة، وأغلبها من النساء وكبار السن. فيما أمر ولى العهد السعودى محمد بن نايف وزير الداخلية السعودى بفتح تحقيق عاجل حول الحادث.{left_qoute_1}

وروى شاهد عيان لـ«الوطن» أنه عند الساعة السابعة صباحاً كان رجال الأمن فى الشارع الذى وقعت فيه الحادثة، وسارعوا إلى تنبيه الحجاج بعدم دخول هذا الشارع الضيق، لكن استمر التدافع حتى فشلت جهود السيطرة على جموع الحجيج مما أدى إلى سقوط عشرات منهم تحت الأقدام.

وأكد عدد من المصابين أن التدافع الشديد وقع بشارع العرب بالقرب من الجمرات فى أثناء توجههم لرمى جمرة العقبة، ووصَف أحد الحجاج الحادثة بقوله: «فى أثناء السير فى اتجاه الجمرات، فوجئتُ بتوقف سير الحجاج بشكل غريب وغير معلوم، وما هى إلا دقائق حتى قدِمت دفعات من الحجيج من الخلف وحصل التدافع الشديد، وأخذت النساء يصرخن بصوت عالٍ، وكبار السن سقطوا على الأرض، وظلت الحادثة قائمة حتى تدخلت الجهات المختصة من فِرَق طبية وأمنية لإنقاذنا»، مضيفاً أنه تعرّض لإصابات مختلفة بالجسم من خفيفة إلى متوسطة بسبب دهس أقدام الحجاج له.

وذكرت حاجّة مصرية أنه «فى أثناء جلوسى بجانب شارع العرب لأخذ قسط من الراحة بسبب تعبى الشديد من طول المشى، شاهدت أعداداً كبيرة مقبلة من الحجاج بمختلف جنسياتهم يتجهون نحو الجمرات، وحين وصولهم بالقرب منى توقفوا عن المشى بسبب أعدادهم الكبيرة، وما هى إلا دقائق معدودة حتى قدمت دفعات أخرى وهى مَن سَبّب التدافع وسقوط الحجاج بعضهم على بعض»، مبيِّنة أنها تَعَرّضت لكدمات بالظهر والجنبين.

وأجرى المهندس شريف إسماعيل اتصالاً بالدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس البعثة الرسمية للحج للاطمئنان على أحوال الحجاج المصريين، وأكد وزير الأوقاف أنه يتابع تطورات الحادثة من خلال غرف العمليات الخمس التابعة لبعثة الحج المصرية، التى تم تشكيلها فور وقوع الحادثة، وهى غرف عمليات بعثة القرعة، وبعثة التضامن، وبعثة السياحة، وبعثة الصحة، بالإضافة إلى غرفة عمليات مجلس الوزراء.

وأكد أن غرف العمليات الخمس لم تتلق حتى مثول الجريدة للطبع، ما يفيد بوقوع ضحايا مصريين جراء الحادثة، مشيراً إلى استمرار متابعة الأوضاع ميدانياً من خلال البعثات النوعية الثلاث للحج، وكذلك الاتصالات المستمرة مع السلطات السعودية. وأكد اللواء سيد ماهر، مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية، أن المعلومات الأولية تشير إلى عدم وجود مصريين ضمن ضحايا الحادثة حتى الآن، مشيراً إلى أنه انتقل إلى مشعر منى لمتابعة الحادثة ميدانياً، وكذلك مواصلة اتصالاته مع السلطات السعودية للتأكد من وجود مصريين من ضمن ضحايا الحادث من عدمه.

وأعلنت السلطات السعودية حالة الطوارئ بمشعر منى، إذ أعلنت وزارة الصحة السعودية مشاركة 4000 طبيب ومسعف للتعامل مع الحادثة ومحاولة إنقاذ المصابين. وأكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن وزير الصحة المهندس خالد الفالح يتابع لحظة بلحظة عملية استقبال الحالات من المصابين فى التدافع، وذلك بمستشفى «منى الطوارئ»، مضيفة أنه تمت إقامة فِرَق الإنقاذ فى منطقتين للفرز الطبى بين الإصابات الخطيرة والمتوسطة والطفيفة. كما أشارت الوكالة إلى أن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل يقف على عمليات الإنقاذ والإسعاف لحادثة التدافع، وتابع أيضاً عمليات الإنقاذ وفرز الحالات فى الموقع، موجهاً ببذل أقصى الجهود فى عمليات الإسعاف والإنقاذ، ومن جهته، أكد السفير عادل الألفى، القنصل المصرى العام فى جدة، فى اتصال هاتفى بـ«الوطن»، بعد ساعات قليلة من الحادثة، أن القنصلية شكلت فريق بحث ميدانياً لمتابعة حادثة مقتل وإصابة مئات من الحجاج أمس، موضحاً أن «بين بعثة الحج وغرفة عمليات القنصلية العامة فى جدة من جهة، والسلطات السعودية والوزارات المعنية فى القاهرة من جهة أخرى، تنسيقاً مستمراً من أجل مساعدة الضحايا المصريين إن وجدوا، لأن الحادثة لا تزال فى مراحلها الأولى ولم يتبين بعدُ حجم الضحايا من المصريين». وتابع «الألفى»: «شكّلنا فريق بحث منتشراً فى كل النقاط الميدانية لمتابعة الحادثة من موقع الأحداث على الأرض لا نقلاً عن آخرين، وحتى الآن هناك أكثر من 717 وفيات، والإصابات 863 على الأقل معظمهم من جنسيات أفريقية وآسيوية، وتَعذَّر الوقوف على البيانات بالكامل لأن السلطات فى حالة تعامل مباشر مع الأزمة ولم يتبين بعد مدى وجود مصابين أو متوفين مصريين، والفريق الخاص بنا يتابع الأمر بالمستشفيات للاطمئنان على سلامة المصابين وتلقيهم العلاج اللازم إن وُجدوا». وأوضح السفير أن السلطات السعودية تحقق فى الحادثة لكشف ملابساتها، وما إذا كان بسبب التدافع فقط، أم بسبب عدم تطبيق تعليمات الأمن والسلامة المعتادة، مؤكداً أنه يقوم بالتنسيق بين غرفة العمليات التابعة للقنصلية فى جدة وفريق العمل الميدانى وبعثة الحج والسلطات فى القاهرة والسلطات السعودية أيضاً.

وصرح خالد سلطان، رئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية المصرية، بأن بين صفوف حجاج الجمعيات الأهلية فى منى 3 حالات وفاة، بسبب هبوط حاد فى الدورة الدموية، هم: ألفت شهوان أحمد عبدالمنعم من حجاج المستوى الثالث بمحافظة الجيزة، وتوفيت فى منى فور وصولها بسبب هبوط حاد فى الدورة الدموية، والحالة الثانية هى آمال محمد عوض من حجاج محافظة القاهرة، وتوفيت داخل الأوتوبيس الذى كانت تركبه من عرفات إلى مزدلفة، والحالة الثالثة هى هدى مصطفى محمد من حجاج المستوى الاقتصادى بمحافظة الدقهلية، وتوفيت أيضاً بهبوط فى الدورة الدموية.

وأعلن «سلطان» فى تصريحات صحفية، أنه صدرت تعليمات لجميع مشرفى حجاج الجمعيات الأهلية بأن يتم توكيلهم من قبل الحجاج لرجم الجمرات لهم، بخاصة الحجاج كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة، وذلك لعدم تزاحم الحجاج.

من جهته حذّر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج المصرية، رؤساء البعثات الثلاث المنظِّمة للحج هذا العام (السياحة والقرعة والجمعيات الأهلية) من التحدث إلى الصحفيين أو إصدار أى بيانات حول حادثة تدافع الحجاج بشارع 204 بمنى بالقرب من جسر الجمرات، وكشفت مصادر ببعثة الحج لـ«الوطن» أن قرار الوزير يأتى لمنع التضارب بين الجهات الثلاث فى حصر عدد وفيات وإصابات الحجاج المصريين إن وُجدت، فضلاً عن عدم إثارة القلق لدى الأسر المصرية، بخاصة أن عدد حجاج مصر الرسميين تَعدَّى 65 ألف حاج، لافتاً إلى أن جمعة سيصدر بياناً تفصيلياً عن الحادثة وعدد وفيات ومصابى الحجاج المصريين. وواصل الحجاج المصريون مناسك الحج رغم وقوع الحادثة، فوفرت السلطات السعودية طرقاً بديلة للوصول إلى جسر الجمرات بعد الحادثة، ورمى الحجاج جمرة العقبة الكبرى أمس فى أول أيام عيد الأضحى المبارك.

 

 


مواضيع متعلقة