عمر هاشم عن "كسوة الكعبة": مستحبة.. وتعظيما لشعائر الله

كتب: زياد السويفى

عمر هاشم عن "كسوة الكعبة": مستحبة.. وتعظيما لشعائر الله

عمر هاشم عن "كسوة الكعبة": مستحبة.. وتعظيما لشعائر الله

"الكسوة الشريفة".. أحد أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة، وصناعتها التي برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، وتسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم.

من جانبه، يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، إن الحكمة من كسوة الكعبة، أن الأخيرة من شعائر الله التي أذن بتعظيمها، حيث قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"، وفي ضمن ذلك إرهابٌ للأعداء وإظهارٌ لعز الإسلام وأهله، وليس ذلك إحراما للكعبة، فإن الكعبة جماد لا تُحرم ولا تؤدي نسكا، وإنما يكسوها المسلمون تعبدا لله عز وجل، وشكرا له على منته أن جعلها قبلة يستقبلونها، وألّف بها بين قلوبهم على اختلاف الديار.

وأضاف هاشم، أن كسوة الكعبة المشرفة "مشروعة" أو "مستحبة" على الأقل، لأن ذلك من تعظيم بيت الله الحرام، لقوله تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ، وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"، وكانت الكعبة معظمة في شرائع الأنبياء السابقين، وجاء الإسلام والكعبة تكسى، واستمر الأمر على ذلك إلى يوم الناس هذا.

وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن كسوة الكعبة لا تنقص شيئا من أموال المسلمين وثرواتهم المهدورة في المشرق والمغرب، والمكدسة في المؤسسات الربوية اليهودية والنصرانية، وكان المسلمون يكسون الكعبة، ويجاهدون ويدعون ويعمرون الأرض، ويساعدون الفقراء، ولم يكن لديهم من المال ما لدينا اليوم، موضحا أن مشكلة فقراء المسلمين اليوم، لا يسدها ما تُكسى به الكعبة، أو ينفق في تشييد المساجد، فهذا لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا ينقص من ثروات المسلمين الطائلة ما ينفق في هذه الأمور، لكن المشكلة في تبذير المال وهدره في الحرام، وتهريبه ليكدس في البنوك وانتشار الفتن وتكالب اليهود على المسلمين ودينهم.

وأوضح هاشم، أنه من الطبيعي ألا يشارك الرسول صلى الله عليه وسلم في إكساء الكعبة قبل الفتح، وذلك لأن المشركين لم يسمحوا له بذلك، إضافة إلى انشغاله بصد الفتن التي حدثت في عهده ضد الدين، حتى فتح مكة، فأبقى صلى الله عليه وسلم على كسوة الكعبة، وكساها بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدين من بعده، أبو بكر وعمر بالقباطي، وعثمان بن عفان بالقباطي والبرود اليمانية، حيث أمر "يعلي بن منبه" بصنعها، فكان عثمان أول رجل في الإسلام يضع على الكعبة كسوتين، أحدهما فوق الأخرى، كما لم يكن للكسوة ترتيب خاص من قبل الدولة وبيت مال المسلمين، حيث كان الناس يكسونها بما تيسر لهم قطعًا مفرقة من الثياب، وبدون تقيد بلون خاص، بل حسب ما تيسر لأحدهم ، ولو بجزء وناحية من البيت.

 


مواضيع متعلقة