مصرع مواطن وزوجته وتهشم سيارتين فى انهيار عقار قديم بدمنهور

03:27 ص | الأربعاء 23 سبتمبر 2015

عند السابعة والثلث تقريباً من مساء أمس الأول الاثنين، والجميع يتابع مباراة القمة بين الأهلى والزمالك فى نهائى كأس مصر، فزع أهالى مدينة دمنهور على صوت ارتطام شديد، وانهيار الأجزاء الأمامية من عقار قديم بشارع «الزهور» بوسط المدينة وبالقرب من ميدان الساعة، لتسيطر عليهم حالة من الحزن والغضب، لاستمرار انهيار العقارات القديمة والمخالفة، والتى يروح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم. أهالى دمنهور صبوا جام غضبهم على مسئولى المحليات، لعدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة للعقارات المخالفة والآيلة للسقوط، والتى تشكل خطراً داهماً على حياة قاطنيها، متهمين إياهم بالفساد، وأنهم مسئولون عن استمرار تلك الكوارث.

{long_qoute_1}

منطقة شارع «الزهور» بوسط العاصمة البحراوية، مدينة دمنهور، اكتست بالسواد حزناً وألماً على مصرع شخصين فى كارثة انهيار العقار القديم المقام عام 1920، والمكون من 4 طوابق «دور أرضى وثلاثة علوى»، والذى تبين صدور قرار إزالة له من الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور، برقم 6/1990، وفقاً للمهندس سعد غراب، رئيس الوحدة المحلية، الذى تابع بأن مالك العقار عبدالمحسن عبدالكريم طعن على قرار الإزالة برفع دعوى قضائية رقم 2729/1996، على أثره قضت المحكمة بتعديل القرار بإزالة الدور الأخير وترميم باقى العقار.

وأشار «غراب» إلى أن الوحدة المحلية لم تقف مكتوفة الأيدى، بل أصدرت قرار إزالة آخر برقم 125 لسنة 2008، لكنه لم ينفذ، مضيفاً أنه تم تحرير محضر عدم تنفيذ قرار الإزالة لمالكه برقم 65 لسنة 2009، مشدداً على أنه سيتم إزالة العقار بكامله بشكل فورى، ومشيراً إلى أن الوحدة المحلية قامت بإرسال معدات ولوادر على الفور إلى مكان الحادث لرفع الأنقاض.

صبرى رضوان، محام، وأحد جيران العقار المنكوب، كشف لـ«الوطن» عن أن العقار كان آهلاً بالسكان، خاصة الطابقين الأول والثانى، ومقام منذ 95 عاماً وهو قديم جداً وآيل للسقوط، وكان يجب إزالته منذ سنوات طويلة، حيث إنه مبنى بما كان يسمى «الحُمرة» التى كانت تُستخدم فى ذلك الوقت فى بناء المنازل، وهى عبارة عن رمال مخلوطة بالمياه، إضافة إلى «عروق الخشب»، لافتاً إلى أن «الأسمنت» أصبح بديلاً لـ«الحُمرة» الآن.

وتابع «رضوان» بقوله: «القدر وحده أنقذ سكان آخرين من الموت المحقق بعد أن غادروا العقار قبل الكارثة بدقائق، وأن الزوجين اللذين لقيا مصرعهما فى الكارثة كانا دائماً ما يجلسان معاً فى شرفة العقار بالطابق الثانى»، مطالباً بمحاسبة مسئولى المحليات على عدم تنفيذ قرارات الإزالة للعقارات المخالفة والآيلة للسقوط، والتى تتسبب فى إزهاق أرواح الكثير من الأبرياء، قائلاً: «كفاية فساد لحد كده، أطالب السلطة الرقابية والتنفيذية بالقيام بمهامهم، لكشف الفساد وحماية أرواح الناس». كانت مدينة دمنهور شهدت كارثة انهيار عقار مأهول بالسكان بالطابق الأول والثانى علوى، وتبين انهيار الجزء الأمامى للعقار، وانتقل على الفور إلى مكان الواقعة، اللواء محمد عماد الدين سامى مدير أمن البحيرة، واللواء عزيز إدوارد نائب مدير الأمن، واللواء جمال متولى مساعد المدير للأمن العام، والمهندس سعد غراب رئيس مدينة دمنهور، والعميد جمال ياسين مدير إدارة الحماية المدنية، والمقدم حسن قاسم رئيس مباحث دمنهور.

أسفر انهيار العقار عن مصرع طه عبدالحميد الديب، 60 عاماً، بالمعاش، وزوجته انتصار توفيق الديب، 50 عاماً، ربة منزل، وهما من سكان الطابق الثانى علوى، كما حدثت تلفيات بسيارتين تصادف وجودهما أسفل العقار، وهما «س ص ن 6598» ملاكى، ملك أحمد محمد مطر، 52 عاماً، محام ومقيم بذات العنوان، و«ب ط س 6271» ملاكى، ملك الزوج المتوفى، والتلفيات عبارة عن تهشم بالزجاج الأمامى وتطبيق بالسقف والأبواب.