القليوبية:تقارير حكومية تكشف تحول المجازر إلى مصدر رئيسى للتلوث البيئى

كتب: حسن صالح وأحمد إبراهيم

القليوبية:تقارير حكومية تكشف تحول المجازر إلى مصدر رئيسى للتلوث البيئى

القليوبية:تقارير حكومية تكشف تحول المجازر إلى مصدر رئيسى للتلوث البيئى

تكشف التقارير الرسمية الصادرة عن أجهزة وزارة الزراعة فى القليوبية عن أن نسبة كبيرة من المجازر بالمحافظة أنشئت منذ زمن طويل، ولم تشملها يد التطوير أو الصيانة، وأن دورها اقتصر على النواحى الفنية المتمثلة فى الكشف على اللحوم وتحديد صلاحيتها للاستهلاك الآدمى فقط.

{long_qoute_1}

والأخطر من ذلك ما أكدته تقارير هيئة «الخدمات البيطرية» التابعة لوزارة الزراعة عن مجازر المحافظة، فقد ذكرت التقارير أن معظم المجازر تحولت إلى «مصدر رئيسى للتلوث البيئى» نظراً لوقوعها داخل الكتل السكنية، خصوصاً فى ظل عدم وجود مياه نقية أو صرف صحى جيد بها، فضلاً عن افتقارها إلى وسيلة آمنة للإعدام الصحى والبيئى للمخلفات والإعدامات الناتجة عن الذبح، وعدم وجود وحدات تبريد أو معامل لإجراء الاختبارات الأولية للحوم، أو وجود وسائل للاستفادة من المخلفات مثل الدم والقرون والشعر إلى جانب عدم تبعية الجزارين و«السلاخين» للمجازر أو جهات حكومية أو مؤسسة خاصة، إضافة إلى غياب تفعيل قوانين نقل وعرض اللحوم.

ومع اقتراب عيد الأضحى، تجولت «الوطن» داخل مجزرين بالقليوبية، الأول فى بنها والثانى فى الخانكة، وكشفت الجولة عن أنه على الرغم من الاستعدادات التى تم الإعلان عنها لاستقبال الأضاحى فى العيد وزيادة حركة الذبح لدى الجزارين هذه الأيام، فإن المجازر فى حاجة ماسة للتطوير. ففى بنها، يعانى مجزر المدينة المعروف بـ«السلخانة» من تهالك شديد، حيث يتم الذبح على أرض ترابية وتعانى المنطقة من طفح مياه المجارى وتراكم المياه فى الحفر الموجودة فى حوش المجزر التى تؤدى إلى تراكم المياه والدم، فضلاً عن وجود أكوام القمامه بجانب الذبائح، فى الوقت الذى تمت فيه إقامة مجزر جديد لخدمة المدينة والمدن المجاورة ولكن إجراءات الترخيص الخاصة به ما زالت جارية ولم تنته بعد. من جانبه، يقول الدكتور ناصر أبوسنة، مدير عام إدارة المجازر والصحة العامة بالقليوبية، إنه يجرى الانتهاء من إنشاء أكبر مجزر آلى بناحية «ميت راضى» بزمام كفر سعد فى مدينة بنها بتكلفة 8 ملايين جنيه على مساحة 4000 متر مربع تقريباً لتوفير خدمة جيدة للجزارين واستيعاب عدد أكبر من الحيوانات وذبحها بالطرق الأمنة.

وأضاف «أبوسنة» لـ«الوطن» أن هذا المجزر صُمم ليكون بديلاً عن مجزر «السلخانة» الذى أصبح قديماً ويقع وسط الكتلة السكنية، موضحاً أن المشروع الجديد يتوقف دخوله الخدمة على استكمال إجراءات التراخيص الخاصة به للبدء فى تشغيله خلال الأسابيع القادمة.

أما فى الخانكة، فيقع مجزر المدينة على مساحة 5 أفدنة بالمدينة ويتكون من عنبرين لذبح الماشية والجمال، بالإضافة إلى مساحة واسعة لاستقبال الحيوانات التى يتم ذبحها يومياً داخل المجزر.

ويطالب عدد من المتعاملين مع المجزر ومنهم الحاج كرم الجمل «جزار» بتطوير المجزر من حيث الإمكانيات وتزويده بمعدات حديثة توفر الوقت والجهد على القائمين بعمليات الذبح بالمجزر، خاصة أن المجزر يستقبل عدداً كبيراً من رؤوس الماشية وخاصة فى المواسم مثل الأعياد والمناسبات العامة. فيما قال فهد علامة، جزار: «نحن نقوم بإحضار الحيوانات المراد ذبحها يومياً ويتم الكشف عليها بمعرفة الأطباء البيطريين وختمها من ثم تتجرى عملية الذبح فى يسر وسهولة دون أى معوقات، وإدارة المجزر توفر لنا جميع ما نحتاجه خلال عملية الذبح».

وعن عمليات «الذبح الآمن» وشروط التعامل مع الذبائح والأضاحى، قال الدكتور مرقص فكرى يعقوب، طبيب بيطرى المذبح، إنه «يتم الكشف الطبى على جميع أعضاء الحيوان الداخلية والخارجية وفحصها جيداً للتأكد من خلوه من الأمراض الوبائية والمعدية أو الديدانية، وعند ملاحظة أو اكتشاف أى من الأمراض فى أحد أعضاء الحيوان بعد عملية الذبح، يتم إعدام هذا العضو على الفور ويعوض صاحب الذبيحة بتعويض مادى، أما اللحوم الصالحة فيتم ختمها بالختم المناسب لكل حيوان حسب نوعه وعمره والحالة الصحية له».

من جهته، قال الدكتور مجدى رباع، مدير إدارة المجزر، إن «خطوات التعامل مع الذبائح تتمثل فى استقبال الحيوانات وتوقيع الكشف الطبى الظاهرى بمعرفة الطبيب وبعد ذلك يتم تحصيل الرسوم المقررة ثم ذبح الحيوانات المصرح بها داخل العنبر بمعرفة رئيس العنبر الذى يقوم بذبح وسلخ وتجويف وشط العجول، ومن ثم يقوم طبيب الكشف الداخلى بتوقيع الكشف الطبى البيطرى وعزل أى جزء به أمراض وهذه العملية تسمى الإعدام وبعد ذلك يتم ختم اللحوم بتاريخ اليوم ووضع العلامة السرية ثم نقل المذبوحات فى سيارات مجهزة لذلك بمعرفة الجزار صاحب الذبيحة، ويتم وضع الإعدامات بعد وضع مادة الفينيك عليها فى غرفة الإعدامات للتخلص منها صحياً، مع إبلاغ الإدارة الطبية والمديرية البيطرية بإعدام المذبوحات وبعد ذلك يتم توريد مبالغ الذبح إلى خزينة الدولة بمديرية الطب البيطرى بالقليوبية».

ولفت «رباع» إلى أن «المواطن لديه فكر واعتقاد خاطئ عن عمليات الذبح بالمجازر، فالمجزر لدينا مجهز من حيث المبانى وشبكات المياه الصحية، بالإضافة إلى شبكات الصرف الصحى وكذلك أدوات تشغيل المجزر مثل الروافع، فضلاً عن الأطباء البيطريين المتخصصين فى الكشف على اللحوم والفنيين والعمال»، محذراً من «الذبح خارج المجازر، لأنه يتسبب فى انتشار الأمراض الوبائية والمعدية التى تنتقل من الحيوان إلى الإنسان مثل مرض السل الرئوى وغيره».

وفى السياق، قال الدكتور عادل أنور، وكيل الوزارة للطب البيطرى بالقليوبية، إن «هناك خطة لتطوير مجازر المحافظة تباعاً وتحويلها من نقاط للذبيح إلى مجازر آلية عملاقة والبداية ستكون بمدينة بنها حيث تم الانتهاء من المجزر الآلى الجديد فى كفر سعد وسيدخل الخدمة قريباً بعد استصدار تراخيص تشغيله من إدارة مجازر المحافظة». وأضاف «أنور» أن «مجازر القليوبية مفتوحة أمام جميع المواطنين خلال أيام عيد الأضحى المبارك، لاستقبال الأضاحى وذبحها بالطريقة الشرعية بعد توقيع الكشف الطبى عليها من خلال الأطباء البيطريين»»، مشيراً إلى أن «رسوم الذبح ستكون بأسعار رمزية للغاية، فبالنسبة للأبقار والجاموس والجمال يكون سعر الرسوم من 30 إلى 35 جنيهاً للرأس الواحدة، أما الأغنام فسعر الرأس منها 11 جنيهاً».

 

 

 


مواضيع متعلقة