«التعليم العالي»: 26 مبادرة لاكتشاف المواهب

«التعليم العالي»: 26 مبادرة لاكتشاف المواهب
دشّنت وزارة التعليم العالى، خلال السنوات الماضية، 26 مبادرة لدعم رؤية الدولة فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى، بهدف تعزيز دور الابتكار وريادة الأعمال، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتعظيم دور الجامعات فى تطوير الاقتصاد والاستفادة من قدرات وإمكانات الشباب وتذليل جميع العقبات تجاههم، وتوفير مناخ محفّز لإنتاج المعرفة وتعزيز البحث العلمى، وزيادة التعاون بين الجامعات، ومجتمع الصناعة والأعمال، بما يُسهم فى دعم تنافسية الدولة إقليمياً وعالمياً، والاستفادة من البحث العلمى فى مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة.
الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، قال لـ«الوطن»: «نسعى لإنتاج المعرفة وتصديرها، وأن نصبح مركزاً إقليمياً للابتكار والإبداع استثماراً للقدرات البشرية التى تمتلكها مصر من المبدعين والمبتكرين، وعدد المبادرات التى جرى تدشينها حتى الآن بلغ 26 مبادرة عاملة، بخلاف المبادرات الرئاسية المشتركة وتشمل: (من البراءة للمنتج، معرض القاهرة الدولى السابع للابتكار، 100 يوم رياضة، تمكين الخدمة ورعاية الطلاب ذوى الهمم، سيارة مصر GATE نبوغ، ادرس فى مصر، تحالف وتنمية، المنح المصرية التعليمية EGY AID، المبادرة المصرية اليابانية، التمويل الأخضر، المنح القصيرة Stars، حاضنات تكنولوجية، تواصل، تحدى الألبان، دعم الزراعات الصحراوية، جسور، تحديث الصناعة بالشراكة مع شركة العربى، تحالف الأجهزة الطبية، تحالف الأجهزة المعملية، تحالف مركز التسويق الوطنى، المعامل الوطنية، مكاتب التسويق التكنولوجى، الملتقى القمى للمبادرات الطلابية بالجامعات والمعاهد المصرية، إعداد قادة الوطن العربى، رواد مصر الرقمية، ومبادرة شبكة مصر البحثية».
وأوضح أنّ الوزارة أسست 15 حاضنة أعمال، وتعاقدت على تنفيذ 635 مشروعاً، وأطلقت مجموعة من المبادرات لربط البحث العلمى بالصناعة، مثل مشروع «بدايتى»، البرنامج القومى للحاضنات التكنولوجية «انطلاق»، البرنامج القومى للتحالفات التكنولوجية، مؤكداً طرح مجموعة من برامج التعاون مع الدول الأجنبية للاستفادة من التجارب الدولية، ومن بينها الصين وإسبانيا واليابان وألمانيا وفرنسا، وطرح برنامج شباب الباحثين لدعم المشروعات البحثية لشباب الباحثين، مع تقديم الدعم الفنى لعمليات البحث العلمى من خلال المجلس الأعلى للمراكز والمعاهد والهيئات البحثية.
وكشف «عاشور» تفاصيل إطلاق «السياسة الوطنية للابتكار المستدام»، كإطار استراتيجى يهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفى مبتكر ومُستدام، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى، فى ضوء التوجّهات الاستراتيجية للدولة المصرية نحو دعم الابتكار وريادة الأعمال وربط البحث العلمى بالقطاعات الإنتاجية، وفقاً لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى. وأشار وزير التعليم العالى إلى أن «تحالف وتنمية» مبادرة رئاسية مقدّمة من وزارة التعليم العالى، تستهدف تعظيم مخرجات البحث العلمى كعامل فاعل لتنفيذ برنامج عمل الحكومة المصرية، ارتكازاً على تكوين تحالفات لتحفيز الإبداع وريادة الأعمال، بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، بحيث يعمل كل تحالف فى قطاع عمل محدّد واعد، ونمو اقتصادى مرتفع معتمد بالدرجة الأولى على التكنولوجيات البازغة، مثل الذكاء الاصطناعى، وينفّذ كل تحالف أنشطته فى نطاق جغرافى أو إقليم معين، لتعظيم الفائدة، ولكى يصبح كل تحالف محركاً للتنمية الاقتصادية، ومهداً للأفكار الإبداعية، والشركات الناجحة، ورائداً فى خلق فرص العمل، لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، وتبادل الخبرات المتراكمة، مما يكون له بالغ الأثر فى بناء الثروات، وتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية.
وقال الوزير إنّ خطة الوزارة تتضمّن تنفيذ الكثير من المشروعات التى تستهدف الاستمرار فى تطوير جميع جوانب العملية التعليمية فى مصر، مشيراً إلى أن هذه المشروعات تتطلع لإيجاد منظومة تعليمية وبحثية متكاملة تواكب احتياجات مصر فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار، فى إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى التى تتماشى مع رؤية مصر 2030، وهى رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز دور التعليم العالى والبحث العلمى فى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر.
وأشار «عاشور» إلى أن أولويات عمل الوزارة تتمثل فى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وتحويل مخرجات البحث العلمى إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية تسهم فى خدمة الاقتصاد الوطنى، ويتم ذلك من خلال توثيق التعاون بين الفاعلين فى المنظومة الجامعية والبحثية والمستفيدين عبر برامج ومبادرات تُنفّذها الجهات التابعة للوزارة، التى تُشكل الأذرع الفنية لها، مثل هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ.
ودشّنت الوزارة مبادرة «نبوغ» وهو برنامج يتيح للطلاب فرص دعم وتنمية المواهب المتنوعة عبر إثراء البيئة التعليمية من خلال أنشطة متنوعة، وتضع فى الاعتبار التباين والاختلاف بين الأطياف والأنماط الشخصية من خلال برامج تعليمية فردية مفصّلة، وكذلك دشّنت الوزارة مبادرة «تمكين»، بالتعاون مع حملة «مانحى الأمل»، العالمية للتوعية بحقوق وواجبات الطلاب ذوى الهمم داخل الجامعات المصرية، وكذلك أطلقت مبادرة «جينزى»، التى تُعد من أكبر البرامج الداعمة للأفكار الابتكارية لدى طلاب الجامعات والمعاهد المصرية فى مجال ريادة الأعمال، ويجرى تنفيذ فعالياتها بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ممثلة فى صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بدعم يصل إلى 100 مليون جنيه.
وتُعد مبادرة «فورميلا 2026»، أول مسابقة دولية للجامعات، وسيكون صندوق رعاية المبتكرين المسئول عنها، والغرض منها هو وضع مصر على خريطة العالم فى ما يخص صناعة السيارات الكهربائية، وكذلك البحث عن ميزة نسبية وتنافسية بشأن تصنيع مكونات السيارات التى يمكن الارتكاز عليها وإنتاجها.
وحسب وزارة التعليم العالى عمل صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ على تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار بين الشباب المصرى من خلال إطلاق الكثير من المبادرات والبرامج، بالتعاون مع الوزارة، ومن أهمها «أولمبياد الابتكار المصرى»، الذى يُعد أكبر برنامج داعم للابتكار وريادة الأعمال فى مصر، بإجمالى دعم وتمويل 100 مليون جنيه، و«المشروع القومى لاكتشاف ودعم المبتكرين فى المرحلة ما قبل الجامعية»، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، فضلاً عن إطلاق الصندوق مسابقة MOSAIC فى الابتكار والتعاون مع مجتمع الصناعة والجامعات والمراكز البحثية.
وقدّم الصندوق منحاً دراسية ممولة للعام الدراسى الحالى بالشراكة مع 9 جامعات مصرية متميزة هى «أسيوط، الجلالة، زويل للعلوم والتكنولوجيا، العلمين الدولية، المنصورة، المصرية اليابانية، المنصورة الجديدة، الملك سلمان الدولية، النيل الدولية فى مجالات العلوم الأساسية والتكنولوجيا»، بالإضافة إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع وزارتى التربية والتعليم والتعليم الفنى، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، لدعم الأفكار والمشروعات الابتكارية فى مجال كل وزارة.
وحرصت هيئة العلوم والتكنولوجيا والابتكار على دعم البحث العلمى وتعزيز ثقافة الابتكار فى مصر، من خلال إطلاق الكثير من المبادرات والبرامج، حيث بلغ عدد المشروعات الممولة 849 مشروعاً خلال عام 2023، كما استفاد 12539 باحثاً ومبتكراً من برامج صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، وتأهيل 409 مشروعات وشركات ناشئة، وتمويل 125 مشروعاً لطلاب الدراسات العليا بقيمة 20 مليون جنيه، وتمويل 1202 مشروع نفذتها أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا منذ عام 2014 حتى 2022 بمبلغ 2 مليار جنيه، وتمويل 318 مشروعاً للذكاء الاصطناعى بمبلغ 730 مليون جنيه، وتمويل 43 حاضنة بمبلغ 130 مليون جنيه، وتخرج 200 شركة للسوق ضمن البرنامج القومى للحاضنات التكنولوجية «انطلاق»، وإنشاء 185 مركزاً للتميز وبناء القدرات خلال المرحلة الأولى بتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتطوير 13 مركزاً خلال المرحلة الثانية.
ولفت إلى تقدّم مصر 5 مراكز فى المؤشر العالمى للمعرفة لعام 2023 لتصبح فى المركز 90 عالمياً بدلاً من المركز 95 فى عام 2022، وتقدّمت مصر 15 مركزاً فى النشر الدولى لتصبح فى المركز 24 عالمياً فى عام 2022، بدلاً من المركز 39 عام 2013، وتقدّمت مصر 35 مركزاً فى التعليم الفنى والتأهيل المهنى لتصبح فى المركز 46 عالمياً بدلاً من المركز 81 عام 2022، كما تقدّمت مصر 3 مراكز فى مؤشر الابتكار العلمى لتصبح فى المركز 86 عالمياً بدلاً من المركز 89 فى عام 2022، كما شهد مؤشر الابتكار العلمى تقدّماً ملحوظاً وبشكل خاص فى المؤشر الفرعى للبحث والتطوير، حيث تقدّمت مصر 9 مراكز عن العام الماضى، بنسبة تقدّم بلغت 23%. ويُعد هذا التقدّم دليلاً قاطعاً على التزام مصر الراسخ بدعم البحث العلمى والابتكار، وتعزيز ثقافة الإبداع بين الشباب، كما تقدّمت مصر فى النشر الدولى لتُصبح فى المركز 25 عالمياً لعام 2022، مقارنة بالمركز 26 عام 2021 والمركز 28 عام 2020، وجاءت مصر فى المرتبة الـ35 عالمياً والأولى أفريقياً لعام 2022 فى نسبة الإنفاق على البحث والتطوير، وفقاً لـ«جلوبال إيكونوميكس». وجاءت مصر فى المرتبة 55 عالمياً فى المؤشر الثانوى للبحث والتطوير بالتصنيف العالمى للابتكار، وحلّت مصر فى المرتبة 73 عالمياً فى المؤشر الثانوى للإنتاج المعرفى بالتصنيف العالمى للابتكار.
بدوره أكد الدكتور حسام عثمان، نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمى، أنه لأول مرة فى تاريخ منظومة التعليم العالى والبحث العلمى، سيتم تنفيذ أهداف ومحاور السياسة الوطنية للابتكار المستدام التى تضم مجموعة من السياسات الفرعية والبرامج والمبادرات التى ترتكز على أربعة محاور رئيسية، وهى «إتاحة المواهب، ونقل التكنولوجيا، وإتاحة التمويل، وتحسين بيئة العمل»، إلى جانب ثلاثة محاور أساسية، وهى «بناء قدرات البحث والتطوير، وإزالة الفجوة بين البحث والتطوير والابتكار، وبناء قدرات الابتكار»، بهدف تحويل مصر إلى مجتمع معرفى مبتكر ومستدام، وذلك ضمن تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى.
وأكد «عثمان» أن المبادرات الجامعية تُسهم فى توفير الدعم اللازم للطلاب والباحثين وتحفيزهم على الابتكار والمشروعات الصغيرة، وكذلك التحفيز على أن يكونوا رواد أعمال منذ التحاقهم بأول يوم جامعى، مشيراً إلى أن التعليم الجامعى المصرى شهد خلال السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة فى مختلف المجالات.