«الفاتيكان»: جنازة البابا فرنسيس من كاتدرائية القديس بطرس السبت

«الفاتيكان»: جنازة البابا فرنسيس من كاتدرائية القديس بطرس السبت
أعلن الفاتيكان، مساء أمس، أن جنازة البابا فرنسيس ستُقام السبت المقبل (08:00 بتوقيت جرينتش)، حسبما ذكرت وكالة «رويترز»، موضحاً فى بيان مقتضب، أن الكاردينال جيوفانى باتيستا رى، عميد مجمع الكرادلة، سيرأس مراسم الجنازة فى ساحة كاتدرائية القديس بطرس.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إنه سيتم نقل التابوت إلى كنيسة القديس بطرس بعد القداس، ثم إلى كنيسة سانتا ماريا ماجورى للدفن، بناءً على طلب البابا فرنسيس، ومراسم نقل النعش من كنيسة سانتا مارتا إلى كنيسة القديس بطرس ستبدأ فى التاسعة صباح اليوم وبعد لحظة من الصلاة سوف يمر الموكب عبر ساحة سانتا مارتا وساحة بروتومارتى رومانى، ويخرج إلى ساحة القديس بطرس ويدخل إلى الكنيسة من الباب المركزى.
ومن المتوقع أن يحضر الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الجنازة، حسبما قال مصدر رئاسى لوكالة «فرانس برس». وأكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أنه سيحضر الجنازة، فيما قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه يُخطط للسفر إلى الفاتيكان لحضور جنازة البابا فرنسيس.
وقال مصدر بمشيخة الأزهر الشريف لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن مشاركة الوفد تأتى انطلاقاً من حرص الأزهر الشريف على تعزيز قيم التسامح والتعايش بين الأديان، وتكريس مبادئ الأخوة الإنسانية التى تم التأكيد عليها فى وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا الراحل خلال لقائهما فى أبوظبى عام 2019.
وكان الأزهر الشريف قد نعى البابا فرنسيس، فى بيان رسمى، مشيداً بدوره البارز فى دعم قضايا العدالة والسلام، وحرصه على مد جسور الحوار مع العالم الإسلامى.
كان الفاتيكان قد أعلن أمس الأول، وفاة البابا فرنسيس، بعد أزمة صحية ألمت به، لتنتهى مسيرة 12 عاماً قضاها على الكرسى البابوى، منذ انتُخب فى 2013، وهو أول بابا من نصف الكرة الغربى، والأول من أمريكا الجنوبية.
ومع إعلان وفاة البابا فرنسيس، أصبح العالم الغربى فى حالة تأهب قصوى، تحسّباً للحدث غير العادى المحتمَل، وهو رحيل راعى الكنيسة الكاثوليكية.
وتعود بعض التقاليد فى الفاتيكان إلى روما القديمة، لكن فى نهايتها سيتم اختيار زعيم جديد للكنيسة الكاثوليكية فى انتخابات يتنافس فيها الكرادلة التقدميّون والمحافظون على السيطرة على المؤسسة الدينية الأكبر بالعالم الغربى، التى تضم مليار كاثوليكى حول العالم.
وبوفاة البابا أعلن الحداد لمدة 9 أيام، بما يُعرف باسم «نوفينديالى» -عادة رومانية قديمة- وتعلن إيطاليا بدورها فترة حداد وطنى.
ومع دفن البابا تُقام صلوات يومية وقداديس جنازة فى كنيسة القديس بطرس وفى جميع أنحاء العالم الكاثوليكى، وفى هذه الأثناء، سيدخل الفاتيكان فترة انتقالية تُسمى «المقعد شاغر»، وخلالها يتم تسليم حكم الكنيسة مؤقتاً لمجمع الكرادلة، دون إمكانية اتخاذ قرارات رئيسية، حتى يتم انتخاب بابا جديد.
ويتم دفن البابا فى «كهوف الفاتيكان»، وهى المقابر التى تقع تحت كنيسة القديس بطرس، وهناك دفن ما يقرب من 100 بابا، بما فى ذلك البابا بنديكت السادس عشر، الذى استقال عام 2013، وتوفى عام 2022.
وفى مقابلة أجريت معه عام 2023، ذكر البابا فرنسيس أنه اختار كنيسة «سانتا ماريا ماجورى» فى روما، إحدى كنائسه المفضّلة والأكثر زيارة، كمكان راحة أخير له، مما يجعله أول بابا منذ قرن من الزمان يتم دفنه خارج الفاتيكان.
وكان البابوات السابقون يدفنون فى ثلاثة توابيت، واحد مصنوع من خشب السرو، وواحد من الزنك وثالث من الدردار، متداخلة داخل بعضها البعض، وأمر البابا فرنسيس بدفنه فى تابوت واحد مصنوع من الخشب والزنك.
وبعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من جنازة البابا، سيعقد مجمع الكرادلة اجتماعاً فى كنيسة «سيستين» لعقد اجتماع سرى، وهى عملية سرية للغاية لانتخاب بابا جديد.
ويحق لأى رجل كاثوليكى رومانى مُعمّد أن يتولى منصب البابوية، لكن على مدى السبعمائة عام الماضية، كان اختيار البابا دائماً يتم من مجمع الكرادلة، وكانت الغالبية العظمى من البابوات الـ266 الذين انتُخِبوا عبر التاريخ من الأوروبيين. والبابا فرنسيس، الذى وُلد باسم خورخى ماريو بيرجوليو فى الأرجنتين، هو أول بابا غير أوروبى، منذ 1300 عام.
وفى يوم التصويت، يتم إغلاق كنيسة «سيستين»، وحبس الكرادلة -الذين أقسموا يمين السرية- فى الداخل. بينما لا يحق سوى للكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاماً الإدلاء بأصواتهم، ويصوّت 120 منهم سراً لصالح المرشح الذى اختاروه، إذ يكتبون أسماءهم على ورقة اقتراع ويضعونها فى كأس فوق المذبح، وعلى عكس ما يحدث فى عالم السياسة، لا يقوم المرشّحون لمنصب البابا بحملات علنية من أجل المنصب، وإذا لم يحصل أى مرشح على أغلبية الثلثين المطلوبة، تُعقد جولة أخرى من التصويت، ويُمكن أن يكون هناك ما يصل إلى أربع جولات فى اليوم الواحد.
واستغرق المجمّع الذى انتخب البابا فرنسيس، عام 2013، نحو 24 ساعة وخمسة اقتراعات، لكن العملية يمكن أن تستغرق وقتاً أطول، إذ استغرق المجمع فى القرن الثالث عشر ثلاث سنوات، بينما استغرق آخر فى القرن الثامن عشر أربعة أشهر.
وفور فرز الأصوات، يتم حرقها فى موقد داخل كنيسة «سيستين»، الذى تم تركيبه مسبقاً من قِبل رجال الإطفاء فى الفاتيكان، بينما يحرق موقد ثانٍ مادة كيميائية تُرسل إشارة دخان عبر مدخنة إلى العالم الخارجى، الدخان الأسود يعنى أنه لم يتم اختيار بابا جديد، والدخان الأبيض يعنى أنه تم اختياره.
وفور اختيار البابا يقرأ ممثل عن مجمع الكرادلة الإعلان اللاتينى، الذى يعنى «لدينا بابا»، من الشُّرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس المطلة على آلاف المؤمنين المتحمسين.
وبعدها يخرج البابا المنتخب حديثاً، بعد أن اختار اسماً بابوياً -على الأرجح يكون اسماً تكريماً لقديس أو سلف له- وقد ارتدى رداءً أبيض اللون، إلى الشّرفة ليلقى خطابه الأول على الجمهور.