كسر خاتم الصياد.. كل ما تريد معرفته عن الطقس التقليدي لوفاة بابا الفاتيكان

كسر خاتم الصياد.. كل ما تريد معرفته عن الطقس التقليدي لوفاة بابا الفاتيكان
أصدر الفاتيكان الوثيقة الرسمية لوفاة البابا فرنسيس وكسر خاتم الصياد إعلاناً لدخول الفاتيكان في مرحلة «شغور الكرسي الرسولي» وهي فترة دقيقة تُدار بطقوس صارمة وإجراءات تقليدية تحمل رمزية كبيرة، من أبرزها تدمير خاتم الصياد، الذي يُعتبر واحدًا من أقوى الرموز البابوية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
ما هو خاتم الصياد؟
وخاتم الصياد هو ذلك الذي يُلبس في الإصبع الأيمن لكل بابا جديد، لا يُعد مجرد قطعة ثمينة، بل يحمل معنى عميقًا في السلطة الروحية، إذ يعود استخدامه إلى قرون مضت، وتحديدًا منذ عهد البابا كليمنت الرابع، بابا الفاتيكان، ويُزين الخاتم بنقش يصوّر القديس بطرس وهو يلقي شباكه لصيد السمك، في إشارة إلى دوره كصياد للنفوس، وهو ما يرمز بدوره إلى مهمة البابا بصفته خليفة بطرس الرسول، كما ينص بروتوكول دولة الفاتيكان.
في العصور السابقة، كان يُستخدم خاتم الصياد كختم شخصي للبابا، يحمل توقيعه ويُطبع على الوثائق السرية والخاصة، وخصوصًا ذات الطابع الرسمي أو الشخصي، وكان يُختم عليها بعبارة لاتينية شهيرة «sub anulo piscatoris»، أي «تحت خاتم الصياد»، للدلالة على أنها مصادق عليها شخصيًا من الحبر الأعظم ولا يمكن الطعن فيها.
ويتم تصنيع خاتم الصياد خصيصًا لكل بابا جديد، وهي عادة ما تكون مصنوعة من الذهب ، ويحمل نقش اسم البابا وصورة القديس بطرس الرسول وهو يلقي الشباك لصيد السمك، ويسمى صياد السمك، لأن بطرس هو الصياد الرسول الذي، بعد أن آمن بكلمة يسوع، سحب شباك الصيد المعجزة من السفينة إلى الشاطئ، لكن البابا فرانسيس غيّر التقليد وأراد أن يكون مصنوعًا من الفضة المذهبة، وبدلاً من الشباك اختار أن يكون عليه مفاتيح، من تصميم إنريكو مانفريني، بحسب الموقع الرسمي للفاتيكان.
لماذا يكسر خاتم الصياد؟
ومع وفاة كل بابا، يبدأ طقس تقليدي صارم يقوده الكاردينال كاميرلينجو، إذ يُزال الخاتم من إصبع البابا الراحل، ويتم كسره أمام ممثلي مجمع الكرادلة، في مشهد رمزي يُعلن رسميًا نهاية الحبرية السابقة، ويمنع استخدام الخاتم في أي مراسلات قد تُزيف أو تُساء استخدامها، ليُفتتح بذلك رسميًا زمن الكرسي الشاغر، بحسب البرتوكول الخاص بوفاة بابا الفاتيكان كما هو منشور على الموقع الرسمي للفاتيكان.
تدمير الخاتم لا يحمل فقط طابعًا أمنيًا أو إداريًا، بل يُمثل لحظة انتقال روحانية وتاريخية، تفصل بين عهدين، وتُمهّد الطريق لبدء الاستعدادات لانتخاب بابا جديد يقود الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة جديدة من تاريخها.