«قماش له هيبة».. حكايات وأسرار بين طيات الجلباب الصعيدي في أسيوط

«قماش له هيبة».. حكايات وأسرار بين طيات الجلباب الصعيدي في أسيوط

«قماش له هيبة».. حكايات وأسرار بين طيات الجلباب الصعيدي في أسيوط

في صعيد مصر، وتحديدًا في أسيوط، لا يبدأ الصيف إلا عندما تدب الحياة في محلات الأقمشة، وتبدأ الحكايات من بين طيات الجلابيب، حيث تُختار الأقمشة بعناية كأنّها تستعد لمشاركة صاحبها أفراحه وأحزانه، وحتى في تفاصيل يومه العادي.

الجلباب الصعيدي ليس مجرد زي تقليدي، بل هو قطعة من التاريخ، شاهدة على تراث يُتوارث من جيلٍ إلى جيلٍ، وبين لفائف القطن والصوف، تجد أسرارًا يرويها الباعة ممن حفظوا اللون والملمس، كما يحفظون أسماء الزبائن وطقوس المناسبات.

أسرار الجلباب الصعيدي وسر الإقبال على شرائها بأسيوط

عاطف ناجح، أحد بائعي الأقمشة في محافظة أسيوط، الذين يحفظون أسرار الجلباب الصعيدي، وسر الإقبال على شرائه، إذ قضى نحو عقد من الزمان في بيع الأقمشة الخاصة بصناعة الجلباب الصعيدي، لمختلف المناسبات، فهو جزءٌ لا يخرج من كلّ مناسبة وحكاية في أجواء الصعيد.

بيع الأقشمة لعمل الجلابية الصعيدي

أعيش في جلباب أبي وأجدادي

«أعيش في جلباب أبي وأجدادي».. هكذا يرى «عاطف» حياته بين أقمشة الجلباب الصعيدي في مركز البداري التابعة لمحافظة أسيوط، حيث جمال الأقمشة «البسيط» في الشكل، والثقيل في القيمة والمكانة لدى أهالي الصعيد، مشيرا إلى أنّه يحمل تراث سنوات كثيرة مليئة بالعزة والفخر الذي يشعر به الصعيدي، ما إن يرتدي القفطان والجلباب والشال الأصلي والطاقية، معبرًا عن تراث بلده.

بيع أقمشة الجلباب الصعيدي حكاية عشق

يعشق عاطف، مهنة بيع الأقمشة الخاصة بالجلباب الصعيدي، والذي يحمل الكثير من الأسرار بين طيات كل قطعة خاصة ذات قيمه كبيرة، بأنواعها المختلفة وشكلها المختلف عن جميع الأزياء، فلم يكن بائع أقمشة فقط، بل كان صاحب ذوق في اختيار الألوان من الأقمشة المختلفة التي تناسب كل مناسبة، سواء كانت للأفراح أو الجنائز أو المناسبات الخاصة أو حتى للاستخدام اليومي.

وبسبب حُبّه لبيع الأقمشة، تمكّن عاطف من بناء سمعة طيبة في محافظته بين أهل مركزه، وأصبح يسعى للمصانع لتوفير الأقمشة لجميع الأهالي، في كل نطاق الصعيد.

بيع الأقشمة لعمل الجلابية الصعيدي


وعلى جانبه يسانده محمد ناجح ببيع الأقمشة بأشكالها وأنواعها المختلفة التي تستخدم في عمل وإخراج الجلباب الصعيدي، ممسكا بين يديه قماش الصوف، باعتباره ثروة قومية كبيرة في فصل الشتاء.

ويفصل محمد الأقمشة على الرفوف على حسب لونها ما بين الداكن والذي يشتهر في مجالس العائلة والعزاء ولكبار السن، والألوان الشبابية التي يفضلها الشباب، والذي يتكون من الكلسون وهو طقم ملابس من تيشرت بكم وبنطلون يُرتدى أسفل الجلابية في الشتاء؛ ليكون الجسم كامل الدفاء.

ويحمل الزي الصعيدي الكثير من التفاصيل وفقًا لـ«محمد» فمنهم السروال وهو بنطلون قصير واسع يضاف إليه، وكان يرتديه المزارعون في أثناء العمل بالأرض، والتلفيحة وهي شال أبيض من قماش حريري مخلوط بالقطن، ويُلف بطريقة دائرية ويصنع منه العمة الصعيدية، ويمتاز بها كبار العائلات.

بيع الأقشمة لعمل الجلابية الصعيدي

لم يكن الجلباب مجرد «توب قماش» ولا قطعة وفقا لـ«عاطف»، بل جزءًا من التاريخ من أيام الأجداد، وبها أسرار كتير والشال حكاية، ويعرفها كل صعيدي، لأنّها تمثل تاريخ وعادات وتقاليد في جميع محافظات الصعيد.

محلات الأقمشة تستعد لاستقبال فصل الصيف

وأوضح محمود ثابت، مستشار الغرفة التجارية، لـ«الوطن»، أنّه مع اقتراب فصل الصيف تستعد محلات الأقمشة والجلاليب في أسيوط؛ لاستقبال الموسم من خلال توفير تشكيلة واسعة من الأقمشة القطنية والخفيفة التي تُناسب الأجواء الحارة، ويحرص التجار على تقديم عروض وتخفيضات لجذب الزبائن، خاصة مع زيادة الطلب على الملابس التقليدية التي توفر الراحة والتهوية الجيدة، مؤكدًا تعزيز المخزون بأنواع جديدة من الأقمشة ذات الجودة العالية؛ لضمان تلبية احتياجات المواطنين الذين يفضلون تفصيل الجلاليب بأنفسهم وفقًا لأذواقهم الخاصة.


مواضيع متعلقة