«درب الآلام».. مسار «رحلة المسيح» مزار ديني شاهد على ظلم الاحتلال

«درب الآلام».. مسار «رحلة المسيح» مزار ديني شاهد على ظلم الاحتلال

«درب الآلام».. مسار «رحلة المسيح» مزار ديني شاهد على ظلم الاحتلال

فى البلدة القديمة من القدس، هناك طريق لا يشبه غيره ضيّق، متعرج، محاط بجدران قديمة أنهكتها الأزمنة، لكنه يحمل فى الذاكرة العديد من الأحداث والأوجاع، إنه «درب الصليب» أو كما يعرفه أهل المدينة بـ«درب الآلام»، الطريق الذى سار فيه السيد المسيح فى ساعاته الأخيرة، حاملاً صليبه وسط ازدحام الظلم، إلى مكان صلبه، بدءاً من القبض عليه فى بستان الجثمانية، وجَلدهِ ومُحاكمتهِ، مروراً بصلبهِ، حتى موتهِ على الصليب.

وعلى امتداد هذا الطريق، 14 محطة، كل واحدة منها تحكى عن لحظة من لحظات الآلام، من لحظة الحكم على المسيح إلى لحظة سقوطه، إلى لقاء أمه، حتى لحظة الصلب.

هذا الطريق، الذى أصبح مزاراً دينياً وإحدى مراحل رحلات الحج المسيحى خلال أسبوع الآلام، تحوّل فى الوعى الفلسطينى إلى أكثر من مجرد ذكرى، وتحوّل إلى مرآة لما يمر به أبناء تلك الدولة من دمار وإجراءات تعسفية وقيود.

الزوار يحتشدون فيه لإحياء «أسبوع الآلام»

ففى المكان ذاته، وفى أسبوع الآلام، يحتشد الزوار لإحياء ذكرى أسبوع الآلام، حاملين صلبانهم، مرددين التراتيل، ويمشون بنفس المسار الذى سار فيه المسيح.

ولكن على جانب هناك من يسيرون هذا الدرب كل يوم، دون اختيار، دون شعائر، دون تراتيل، وهم الفلسطينيون، الذين يسلكون درب الآلام، دون حمل صليب من خشب، لكنهم يحملون فى قلبهم الخوف، فضلاً عن القيود، والتشريد، والحواجز.

فدرب الصليب الذى بدأ كحكاية عن فداء، صار اليوم رمزاً حياً لما يعيشه أبناء فلسطين فى كل محطة من محطاته الـ14، صورة مرآة لما يعيشه أهلها: طفل يُعتقل، أمّ تُمنع من الوصول، بيت يُهدم، وصلاة تُقاطعها صفارة إنذار. ففى زمن المسيح، كان الاحتلال يسحق كل صوت للحق، واليوم، لا يختلف المشهد كثيراً، فالمدينة ما زالت تحت وطأة احتلال آخر.


مواضيع متعلقة