«الحجارة تصرخ».. مسيحيو «غزة» صامدون رغم الدمار

«الحجارة تصرخ».. مسيحيو «غزة» صامدون رغم الدمار

«الحجارة تصرخ».. مسيحيو «غزة» صامدون رغم الدمار

«حتى الحجارة باتت تصرخ فى غزة»، هكذا هو الوضع فى القطاع تزامناً مع حلول أسبوع الآلام، وكأن صراخ المسيح على الصليب ما زال يصدح فى أرجاء فلسطين، فيصف إلياس الجلدة، عضو مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية فى غزة، أوضاع هذه الأيام المقدسة، متذكراً كنيسة الروم الأرثوذكس فى قلب القطاع المنكوب، لم تسلم أرض الكنيسة من القصف، ولم تشفع لها قداستها أمام آلة الحرب، حيث سقطت الأرواح، واستُشهد الأطفال، وارتفعت الصلوات، لا طلباً للفرح، بل للنجاة فى ذلك المكان المقدس.

فى أسبوع الآلام، يتأمل المسيحيون حول العالم فى صلب المسيح وآلامه، فيما يعيش أهل غزة درباً طويلاً من الألم لا ينتهى، يقول «الجلدة» لـ«الوطن»: «الحرب المجرمة على غزة لم تفرّق بين مسلم ومسيحى، الجميع عانى، والجميع لا يزال يعانى.. قُصفت كنيسة الروم الأرثوذكس فى بداية الحرب، واستشهد قرابة 180 شخصا، معظمهم من الأطفال، كانوا يحتمون بجدران السلام، فجاءهم الموت من السماء»، وفى غزة، كما فى الجلجثة، يُصلب الأبرياء، وتُغرس الأشواك، ولا يُسمع غير صرخة صامتة وهى صرخة الحجارة كما صرخ المسيح من على الصليب: «إلهى، إلهى، لماذا تركتنى؟».

استُهدفت أيضاً كنيسة دير اللاتين، وقنص جنود الاحتلال سيدتين داخلها، وسقط آخرون فى حوادث متفرقة، بينما توفى البعض ببساطة لأن الدواء لم يعد يصل، والمستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد من الجرحى، والكنائس التى كانت معابد للطمأنينة، أصبحت اليوم ملاجئ للنازحين، ومساحات لصلاة مكتومة بالألم: «يعانى المسيحيون والمسلمون من أبناء الشعب الفلسطينى كل ويلات الحرب من الحصار الجائر ونقص الغذاء ضمن حرب التجويع الظالمة التى يتعرض لها الفلسطينيون».

يتابع «الجلدة»: «نعيش فى غزة عيد القيامة للمرة الثانية فى ظل الحرب، محرومين من مظاهر الفرح والاحتفال لا زينة، لا ترانيم، لا بهجة، اقتصر الأمر على الشعائر الدينية».

لم ينسَ «إلياس» أن يُحيى من وقف بجانب غزة فى محنتها، وبامتنان كبير تحدث عن مصر، قيادة وشعباً: «نتوجه بتحية تقدير لموقف مصر التاريخى بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى تصدى لمشروع التهجير، وضغط من أجل وقف العدوان، هذا الموقف أعاد الأمل لشعبنا بأن هناك من لا يزال يسمع أنيننا».


مواضيع متعلقة