«الداخلية» تواجه «الشابو» بالذكاء الاصطناعي والحملات المكثفة.. وخبراء: المعركة ليست أمنية فقط

«الداخلية» تواجه «الشابو» بالذكاء الاصطناعي والحملات المكثفة.. وخبراء: المعركة ليست أمنية فقط

«الداخلية» تواجه «الشابو» بالذكاء الاصطناعي والحملات المكثفة.. وخبراء: المعركة ليست أمنية فقط

فى خضم الحرب العالمية على المخدرات، تُعد مصر ساحةً لإحدى أشرس المعارك ضد عصابات الجريمة المنظمة التى تستهدف استقرار المجتمع عبر تهريب المواد المخدرة أو تصنيعها، وعلى رأسها مخدر الشابو (الميثامفيتامين).

تتصدر وزارة الداخلية الصفوف الأمامية فى هذه المواجهة، عبر استراتيجيات أمنية متطورة تعتمد على التعاون الدولى، وحملات الضبط القوية، والذكاء الاصطناعى. هذا التقرير يرصد بالتفصيل جهود الوزارة غير المسبوقة فى كشف شبكات التهريب، وضبط كميات قياسية من «الشابو».

الشابو (الميثامفيتامين) هو مخدر صناعى يُحفِّز الجهاز العصبى، ويؤدى إلى إدمان فورى تقريباً، مع آثار مدمرة على الصحة العقلية والبدنية. انتشر فى مصر خلال العقد الماضى كبديل رخيص للمخدرات التقليدية، مستهدفاً بشكل خاص الشباب فى المناطق الحضرية والفقيرة. تبنى الوزارة خطتها لمواجهة هذا المخدر الخطير على محاور متعددة؛ منها: الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات، واستخدام أنظمة متطورة لرصد الحركة المشبوهة للشحنات عبر الموانئ، وتحليل أنماط الاتصالات المشفرة لشبكات التهريب.

وكشفت الإحصائيات الرسمية للوزارة عن نتائج ملموسة فى هذه المواجهة: ففى عام 2022 تم ضبط 2.3 طن من «الشابو» فى 56 عملية نوعية، أبرزها عملية «صائد الشبح» بالبحر الأحمر، حيث تم تفكيك مختبر سرى لتصنيع المخدر، وفى النصف الأول من 2023 تم إحباط 34 محاولة تهريب، مع ضبط ١ طن من «الشابو»، منها شحنة مخبأة داخل آلات صناعية قادمة من آسيا.

مصدر أمنى: ضبط 3.3 طن شابو وإحباط 34 محاولة تهريب وتفكيك مختبر سرى لتصنيعه خلال

وبحسب مصدر أمنى، فقد تمت زيادة الضبطيات بنسبة 60% بعد تعزيز القدرات البشرية والمعدات وتدريب 500 ضابط سنوياً على تقنيات كشف المخدرات المُخبأة، بالشراكة مع أكاديميات أمنية دولية، وتزويد نقاط التفتيش الجمركية بأجهزة الأشعة التلسكوبية والكلاب البوليسية المدربة على شم المواد الكيميائية.

جهود وزارة الداخلية المصرية فى مواجهة الشابو ليست مجرد عمليات ضبط، بل هى جزء من رؤية أمنية شاملة تهدف إلى تحصين المجتمع من الداخل، وقطع الطريق على الخارج. والنجاحات المتتالية -رغم التحديات- تؤكد أن الاستثمار فى التكنولوجيا وتأهيل الكوادر يُعطى ثماره. لكن حسبما يُجمع خبراء أمنيون فى مجال مكافحة المخدرات، فإن المعركة ضد المخدرات، ومن بينها الشابو، تحتاج دائماً إلى دعم مجتمعى عبر الإبلاغ عن التجار، وإعادة تأهيل المدمنين؛ لأن القضاء على الإدمان ليس مسئولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل هى معركة وطنية بامتياز.

ويوضح اللواء عادل عبدالعظيم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن مخدر الشابو هو مُخدر تخليقى خطير للغاية على القوى العقلية للشخص، فهو يصل إلى مركز التفكير بالمخ أسرع من أى مخدر آخر، وبالتالى وفقاً لما تم استنتاجه من الحوادث الإجرامية التى ارتبطت بهذا المخدر، فإنه يؤدى بمن يتعاطاه إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة، فضلاً عن كونه مؤثراً أيضاً على السلامة البدنية والقوى العقلية، ولا يترتب على تعاطى هذا المخدر حوادث القتل فقط، ولكن أيضاً «الخطف، وحوادث المرور»، فهو يجعل الإنسان فاقداً لجزء أو لكل عقله. ويشير «عبدالعظيم» إلى أن «الشابو» يتم جلبه من دول أجنبية، فضلاً عن إمكانية تصنيعه أيضاً فى مصر. مؤكداً «عبدالعظيم» أن هناك تركيزاً خلال الفترة الأخيرة على مواجهة وحصار المواد المخدرة بشكل كبير، وأنه تم ضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة على الحدود الشرقية لمصر، وأسيوط، والدقهلية، خلال الفترة الأخيرة فقط، كانت بنحو نصف مليار جنيه تقريباً. وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق أن مخدر الشابو منتشر بشكل كبير بين الشباب، والفئة الأقل اقتصادياً، لأن أسعاره حالياً الأقل بين أسعار المخدرات الأخرى، وبالتالى يلجأ كثيرون لتناوله، وطبعاً الطبقة الأقل والضعيفة اقتصادياً تلجأ لشراء الأرخص، وبالتالى تحدث الجرائم التى نسمع عنها فى الفترة الأخيرة فى أوساط هذه الطبقة.

وفى هذا السياق، فقد تقدمت أميرة صابر، عضو مجلس النواب، مؤخراً، بطلب إحاطة لكل من رئيس الوزراء ووزير الصحة، حول «انتشار الجرائم والتبعات الصحية الكارثية المتعلقة بتعاطى المخدرات، خاصة مخدر الشابو»، مشيرة إلى أن «الشابو» أصبح يشكل تهديداً خطيراً للأمن الاجتماعى والصحة العامة، خاصةً بين فئات الشباب. وأضافت النائبة: «رغم الحملات التى قامت بها وزارة الداخلية للقبض على تجار المخدرات والمُهربين، إلا أن الوضع لا يزال يتطلب المزيد من الإجراءات، ويجب على الدولة استخدام جميع الأدوات المتاحة للرصد والحد من الإدمان بشكل استباقى».


مواضيع متعلقة