والدة أحد ضحايا الشابو تحكي كيف تحول من ملاك إلى شيطان بسبب المخدر

والدة أحد ضحايا الشابو تحكي كيف تحول من ملاك إلى شيطان بسبب المخدر

والدة أحد ضحايا الشابو تحكي كيف تحول من ملاك إلى شيطان بسبب المخدر

داخل منزل راقٍ بمنطقة حلوان بمحافظة القاهرة، جلست أم خمسينية وعلى وجهها علامات القلق، تُخفى دموعها وهى تنظر إلى صورة ابنها الوحيد التى تُزين الحائط. كل شىء داخل المنزل يبدو هادئاً. ولكن خلف الهدوء يوجد إعصار من الألم تُخفيه الأم بعدما علمت أن ابنها، الذى كانت تفخر به، مدمن «شابو».

الأم: حاولت أمنعه من شراء «الشابو» فجرح يده بـ«شفرة موس» وقطع يدي

بصوت مرتعش ودموع تحاول إخفاءها، تروى الأم المكلومة التى رفضت الكشف عن هويتها، قصتها المأساوية مع ابنها الذى تحول من شاب مُفعم بالنشاط والحيوية، والطموح، إلى أسير للإدمان، وتتحدث عن اللحظة التى بدأت فيها تُلاحظ تغيرات سلوكية على ابنها، بعد أن أصبح يميل للعصبية المُفرطة بسبب أبسط الأشياء. قائلة: «كان زى الملائكة، وفجأة لاحظت عليه تغيرات سريعة، زى العصبية الزايدة والأرق إللى ما بينتهيش».

«مدمن شابو»

لم يكن الأمر مجرد تغييرات بسيطة على نجلها ذى الـ18 عاماً، بل بدأت الأم تلاحظ أموراً أخرى أكثر خطورة. قائلة: «بدأت ألاحظ إن فيه حاجات من البيت بتختفى، ولو سايبه فلوس ألاقيها ناقصة، شكيت فيه لكن ماجاش فى بالى إنه يكون بيشترى بيها مخدرات أو إنه مُدمن، كنت فاكرة إنه بياخد الفلوس علشان يسهر مع أصحابه، خروجات عادية يعنى».

وأضافت، وهى تمسح دموعها: «فى العادى كان بينام بدرى، لكن فجأة بقى يسهر طول الليل، مفيش نوم خالص، بيدخل البيت وعيونه زايغة، بيتحرك بسرعة، بيتكلم بعصبية شديدة، وتحول لشخص عصبى بيصرخ فيا وفى أخته من غير أى سبب».

«كان بيتكلم مع نفسه وجسمه بيتهز وكأنه شايف حاجات قدامه».. وأسبوعان من إدمان المخدر كفيلان بتحويل الحياة إلى جحيم

مع مرور الأيام وتصاعد الأحداث، اكتشفت الأم الحقيقة المُرة، وهى أن ابنها وقع ضحية لإدمان مخدر «الشابو». تحكى الأم عن اللحظة التى واجهت فيها ابنها بالحقيقة، قائلة: «كنت براقبه، علشان ألاحظ تصرفاته، وفى يوم دخلت أوضته لاقيت جسمه بيتهز، وكان بيتكلم مع نفسه، وكأنه شايف حاجات قدامه فى الأوضة رغم إن مفيش غيره فى الأوضة».

وتتابع: «شكّيت فى البداية إنه مريض، حسيت إن صدمته بانفصالنا أنا ووالده كانت سبب فى الحالة النفسية دى، علشان كده فكرت أوديه لدكتور نفسى، علشان أطمن عليه». وتضيف الأم المكلومة: «لكن الموضوع تطور بسرعة، حاجات كتير اختفت، لدرجة إن الخاتم بتاعى اختفى هو كمان، ولما سألته، حسيت إنى قدام شخص تانى غير ابنى، مسخ، عينه، صوته، تصرفاته، كل حاجة فيه اتغيرت، فضل يصرخ ويزعق ويشتم فيا وينكر إنه أخد الخاتم، ولما صعبت عليا نفسى بكيت بحرقة، ومن هنا بدأ يعترف بكل حاجة».

تقول الأم المكلومة إنها لم تكن تدرك أن أسبوعين فقط كافيان لتحويل حياة شاب إلى جحيم. مؤكدة: «قرأت كتير عن الشابو واكتشفت أنه بيدمر خلايا المخ بسرعة رهيبة، وأن الجرعة الأولى بتكون فى الغالب بداية النهاية».

لم تقف الأم مكتوفة الأيدى، بل حاولت بكل الطرق أن تساعده، لكنها وجدت نفسها تواجه ما هو أكبر من طاقتها. قائلة: «فى يوم حاولت أمنعه من الخروج لأنى كنت عارفه إنه خارج يشترى شابو، لكنه فقد أعصابه تماماً، ومسك شفرة موس وجرح إيده فى محاولة للانتحار، ولما تدخلت وحاولت أنقذه، ومسكت الشفرة بإيديا منه لكنه شدها مرة واحدة بكل قسوة وعنف، فقطع إيدى، جريت على المستشفى وهناك الدكاترة قالوا لى إن الجرح وصل للأعصاب».

تحكى الأم عن لحظات ضعف ابنها التى تكشف عن صراع داخلى مرير، قائلة: «بعد إللى حصل قعد معايا يعيط بحرقة، وقال لى مش أنا الشخص ده أنا معرفش أنا مين، مكنتش عايز أعمل أى حاجة تأذيكى، لكن الشابو السبب، كنت عايز أنتحر علشان أخلصك من همى لأنى عارف إنى حمل تقيل عليكى دلوقتى، بس غصب عنى والله، أصحابى ضحكوا عليا، حاسس إنى بموت.. ساعدينى يا أمى».

موت ببطء

محاولات الأم المكلومة لإنقاذ ابنها دفعتها للتعرف على طبيعة مخدر الشابو، وكان من المعلومات التى توصلت إليها أنه «أحد أخطر أنواع المخدرات، وأنه مادة مُنشطة تؤثر على الجهاز العصبى المركزى وتؤدى للشعور بالنشوة والطاقة الزائدة، لكنه سريع الإدمان، ويؤدى لتغيرات خطيرة فى سلوك المتعاطى، تجعله أكثر عدوانية، وقد تصل به إلى حد ارتكاب الجرائم دون وعى».

وتضيف الأم: «لما عرفت كل ده كنت هموت من الصدمة، الشابو بيخلى الشخص معندوش وعى ولا إدراك، بيدمر خلايا المخ بسرعة، وبيخلى الإنسان يتحول لكائن آخر وده إللى حصل مع ابنى، ومش عارفة أتصرف إزاى، والواد صعبان عليا، ويومياً يترجانى أشوف له حل علشان مستقبله بيضيع، وهو مؤدب ومتربى لكن أصحاب السوء ضحكوا عليه وأقنعوه يجرب وإنه فى أى وقت ممكن يبطل عادى».

رغم الألم، تحاول الأم التمسك بأملها الوحيد: «علاج ابنها»، مؤكدة: «عرفت إن العلاج فى البيت مستحيل ينفع، علشان بييجى له نوبات عصبية مفرطة ومبقدرش أتعامل معاه، ولا أسيطر عليه، ومن بعد المرة الأخيرة بقيت أخاف أدخل معاه فى نقاش وهو فى حالة العصبية والنرفزة، بقيت أخاف على نفسى وعلى أخته». وتتابع: «حاولت أشوف مركز يعالجه، لكن التكاليف فوق طاقتى، لأنى مش بيتوفر معايا غير 1500جنيه شهريا بعد مصاريفى».

بعد محاولات يائسة، لجأت الأم إلى والده، بعد أن سبق وأخفت عليه الأمر خوفاً من أن يتهمها بالإهمال،

وشجعها إدراكها أن الأمور خرجت عن السيطرة: «مكنش قدامى غيره، كلمته، جه علطول، قعد معاه، وفهم منه إللى حصل، وإنه مكنش عايز يدخل فى السكة دى بدليل إنه اعترف علطول بالموضوع، والده وداه لكذا دكتور، علشان يشوف حل، وحالياً بنتابع معاهم علشان نشوف حل، بدل ابننا ما يضيع مننا».


مواضيع متعلقة