محمد محسن أبو النور: ترامب يرغب في تفكيك البرنامج النووي الإيراني

محمد محسن أبو النور: ترامب يرغب في تفكيك البرنامج النووي الإيراني
علق الدكتور محمد محسن أبو النور، خبير السياسات الدولية المُتخصص في الشؤون الإيرانية، على التقرير الصحفية التي تتحدث عن تحسن مٌؤشرات الاقتصاد في إيران منذ الإعلان عن المُفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ضغوطات على العملة الإيرانية بعد العقوبات الأمريكية
وقال أبو النور، في تصريحات مع الإعلامية بسنت أكرم، مقدمة برنامج «الصحافة العالمية»، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إن التقارير تُبرز العلاقة بين السياسة والاقتصاد، مشيرًا إلى أن العملة الإيرانية تأثرت بشدة بالعقوبات الأمريكية منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018، ففي عام 2017 كان الدولار يٌساوي حوالي 4000 تومان، أما اليوم فقد تجاوز حاجز الـ100,000 تومان، وهو انهيار كبير يعكس الضغط الاقتصادي الهائل الذي تعاني منه إيران، ويعزز الربط بين التقدم في المفاوضات وتحسن العملة.
وتطرق الدكتور أبو النور إلى اختلاف طبيعة مفاوضات مسقط الحالية عن مفاوضات 2013، التي كانت واضحة في أهدافها ومبنية على تبادل بين البرنامج النووي الإيراني ومكاسب اقتصادية.
ترامب يسعى هذه المرة لتفكيك البرنامج بالكامل
وأوضح أن ترامب يسعى هذه المرة لتفكيك البرنامج بالكامل، وهو ما ترفضه إيران بشدة، خاصة أنها استثمرت مئات المليارات في هذا المشروع منذ عهد الشاه حتى اليوم، إذ تضمن طلب ترامب بأن يكون التفكيك على النظام الليبي، عندما طالب جورج بوش الابن معمر القذافي بالتخلي عن برنامجه النووي.
إيران تقدم عرضا اقتصاديا ضخما لواشنطن
كشفت الصحف الإيرانية عن عرض اقتصادي ضخم قدمته طهران لواشنطن، يشمل استثمارات أمريكية حصرية داخل إيران بقيمة 4 تريليونات دولار، وهو عرض غير مسبوق في تاريخ العلاقات الأمريكية بالشرق الأوسط.
وأشار أبو النور إلى أن هذا العرض قد يكون كافيًا لتغيير موقف ترامب المعروف بتقلباته، لافتًا إلى تراجعه في ملفات سابقة مثل إلغاء التعريفات الجمركية، مضيفًا، أن إيران تحاول اللعب على وتر الاقتصاد، وهي تعلم أن ترامب رجل أرقام وصفقات، لذلك فإن هذا الطرح قد يُعيد خلط الأوراق في ملف البرنامج النووي.
وفي سياق موازٍ، أكد أبو النور أن الولايات المتحدة لا تزال تمارس أقصى درجات الضغط على إيران من خلال فرض عقوبات جديدة وتحريك حاملات الطائرات في المنطقة، ما يشير إلى استراتيجية مزدوجة بين الترغيب والترهيب.
واعتبر أن واشنطن تستخدم إسرائيل كأداة ضغط، كما فعلت تاريخيًا مع دول الشرق الأوسط، لكن هذه المرة ترامب يسعى لتوظيف عدوانية نتنياهو للضغط على إيران قبل الجلوس على طاولة المفاوضات.
واختتم، بأن طهران تدرك هذا المخطط، وتسعى إلى كسب الوقت والاستفادة من المفاوضات عبر إظهار تماسك داخلي، خاصة مع اعتراف الرئيس الإيراني بأن بلاده تمر بظروف صعبة، ما يتطلب وحدة وطنية قبل بدء جولة الحوار المرتقبة في مسقط.