محافظ شمال سيناء: توافق واضح في الرؤى بين مصر وفرنسا منذ بداية حرب غزة

محافظ شمال سيناء: توافق واضح في الرؤى بين مصر وفرنسا منذ بداية حرب غزة
أكد اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن إعلان قصر الإليزيه قبل إقلاع طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من باريس بأن هدف الزيارة هو دعم جهود مصر في وقف إطلاق النار بغزة وبدء إعادة الإعمار، يعكس وجود توافق واضح في الرؤى بين مصر وفرنسا منذ البداية.
تغيير وجهات نظر المسؤولين بعد زيارتهم للعريش
وقال مجاور، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج مطروح للنقاش، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية: «عندما تكون المعلومات مستمدة من غرف مغلقة يختلف الأمر تمامًا عن رؤية الواقع عن قرب، وهذا ما لمسته في معظم زيارات المسؤولين الأجانب لشمال سيناء، إذ تتغير وجهات نظرهم كثيرًا بعد مشاهدة الواقع والاطلاع على حجم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية».
وأشار إلى أن ماكرون، خلال زيارته بدا متأثرًا للغاية بما رآه على الأرض، مضيفًا: «كنت قريبًا من الرئيسين السيسي وماكرون خلال الجولة، ولاحظت بدقة لغة جسد الرئيس الفرنسي وتعاطفه الكبير من خلال الأسئلة التي طرحها، وعكست اهتمامًا بالغًا بالوضع الإنساني القائم».
ماكرون يزور مخازن الأدوية في العريش
وأوضح المحافظ، أن الوفد الرئاسي توجه بعد ذلك إلى مخازن الهلال الأحمر المصري؛ إذ جرى تقديم عرض تفصيلي حول آلية إدارة المساعدات الإغاثية، والصعوبات اللوجستية التي تواجهها مصر، لا سيما في فترات إغلاق معبر رفح، مؤكدا أن ماكرون أبدى اهتمامًا بالغًا وطرح أسئلة دقيقة حول تفاصيل العمليات، ثم تفقد أيضًا مخازن الأدوية.
وفي ختام الزيارة، شارك إيمانويل ماكرون في مؤتمر موسع حضرته بعض المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة واليونيسف، واستمر وقتًا طويلاً وشمل نقاشات موسعة وأسئلة تفصيلية؛ الأمر الذي يؤكد أن الرئيس الفرنسي أراد أن يُثبت للعالم أن الرؤية المصرية دقيقة وواقعية، وهو ما عكسه بنفسه من خلال مشاهداته الميدانية وتصريحاته الداعمة.
رفض مخططات التهجير
وقال محافظ شمال سيناء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث في أربع مناسبات عن مخططات لتهجير الفلسطينيين، وصرّح في إحدى المرات نصًا: «لديّ فكرة لتهجير سكان غزة إلى الأراضي المصرية والأردنية، وسأتحدث مع الرئيس السيسي بشأنها»، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حاسمًا في الرد، حيث أعلن عبر جميع وسائل الإعلام رفض مصر القاطع للمشاركة في هذا الظلم، مؤكدًا أن مصر لن تكون طرفًا في تهجير الأشقاء الفلسطينيين، كما سبقت هذه التصريحات بيان رسمي من وزارة الخارجية المصرية يرفض هذه الطروحات بشكل قاطع.
وأشار محافظ شمال سيناء إلى أن معظم دول العالم رفضت تلك الأفكار، مؤكدًا أنه «لا توجد دولة واحدة وافقت على هذا التوجه، سواء إسبانيا أو ألمانيا أو جميع الدول العربية والإقليمية، لما يحمله من تداعيات أمنية خطيرة على أمن واستقرار الشرق الأوسط».
وتابع مجاور: «لكن حين يأتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ممثلًا لدولة تُعد من أكبر خمس قوى عالمية، وذات ثقل كبير داخل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، ويعلن تأييده الكامل للرؤية المصرية، بل ويزور شمال سيناء لتأكيد ذلك ميدانيًا، فإن لهذا الموقف تأثيرًا بالغ الأهمية في دعم مصر وتثبيت الموقف الدولي ضد أي محاولات تهجير أو زعزعة استقرار المنطقة».