محمود محيي الدين: العالم يودع النظام الاقتصادي القديم ويدخل عصر الحروب التجارية

محمود محيي الدين: العالم يودع النظام الاقتصادي القديم ويدخل عصر الحروب التجارية

محمود محيي الدين: العالم يودع النظام الاقتصادي القديم ويدخل عصر الحروب التجارية

علّق الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية 2030، على الاضطرابات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، في ضوء السياسات الحمائية التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن العالم بات رسميًا في خضم حرب تجارية عالمية، دون مواربة أو تلاعب بالألفاظ.

وقال محيي الدين، خلال مداخلة عبر «سكايب» في برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON: «جميع قواعد الحرب التجارية باتت هي السائدة، والنظام الاقتصادي العالمي الذي تأسس عقب الحرب العالمية الثانية بدأ في التآكل منذ أزمة 2008، والآن في عام 2025، يمكننا القول إننا نشهد نهاية هذا النظام بالشكل الذي اعتدنا عليه».

العالم ينتظر ميلاد نظام دولي جديد

وأشار إلى أن العالم ينتظر ميلاد نظام دولي جديد، لا تزال ملامحه غير واضحة، وسط تساؤلات حول القوى التي ستتبوأ الصدارة فيه، سواء من حيث النفوذ أو الحجم الاقتصادي.

وأضاف: «ما نراه حاليًا في الأسواق المالية قد يبدو محفزًا للمستثمرين، لكن الأخطر مما يحدث في الأسواق هو ما نشهده في الاقتصاد الحقيقي: من ارتفاع معدلات البطالة، وتباطؤ النمو، وتراجع فرص العمل، وزيادة مستويات المديونية، خصوصًا في الدول النامية»

وشدد محيي الدين على أهمية التركيز على التأثير العميق لهذه المتغيرات على اقتصاديات الدول النامية، والعربية والإفريقية على وجه الخصوص، موضحًا أن الحروب التجارية لم تعد مقتصرة على الرسوم والإجراءات الجمركية، بل امتدت إلى وسائل الإعلام والتصريحات المتبادلة التي قد تُحدث تقلبات حادة في الأسواق العالمية.

تراجع أسعار النفط

وفي تعليقه على تراجع أسعار النفط، قال محيي الدين إن الأمر لا يجب أن يُحتفى به بشكل مبالغ فيه، موضحًا: «قد يشبه الأمر إطلاق صاروخ يضيء السماء للحظة، ثم يسقط على رؤوس الضحايا».

وتابع: «هناك من يشعل فتيل هذه الحروب ويشعر بنشوة الانتصار المؤقت، لكنه يغفل عن الخسائر التي قد تطاله لاحقًا. وهذا ما نراه الآن، حيث يتقن البعض تسويق الانتصارات الزائفة».

واختتم محيي الدين بالإشارة إلى ما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز من رسوم كاريكاتورية ساخرة من سياسات الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن تساؤلات من قبيل «وماذا بعد؟» باتت تُطرح بجدية، في ظل مخاوف من عودة التضخم، أو حتى الدخول في نفق الركود التضخمي، الذي وصفه بأنه «أكثر خطورة وتعقيدًا».


مواضيع متعلقة