بعد اعتقال سائح تسلل إليهم.. من هم «السينتينليز» آخر قبيلة معزولة في العالم؟

بعد اعتقال سائح تسلل إليهم.. من هم «السينتينليز» آخر قبيلة معزولة في العالم؟
خاص سائح أمريكي مغامرة خطيرة وغير قانونية، إذ أبحر بمفرده إلى جزيرة نائية للغاية، وترك هناك علبة من مشروب غازي وثمرة جوز هند هدية لسكانها، وهم قبيلة سنتينليز التي تُعتبر من أكثر المجتمعات البشرية عزلة وخطورة في العالم، حتى ألقت السلطات القبض عليه.
الشاب الأمريكي ميخايلو فيكتوروفيتش بولياكوف، البالغ من العمر 24 عامًا، أجرى زيارة غير مصرح بها إلى هذه الجزيرة المحظورة يوم السبت الماضي، مستخدمًا قاربًا مؤقتًا لعبور مضيق بحري يبلغ طوله حوالي 25 ميلًا بحريًا، وذلك وفقًا لما ذكرته الشرطة الهندية، وقد جرى القبض على هذا الشاب الأمريكي، الذي يُقال إنه من أصول أوكرانية من جهة الأب، من قبل البحرية الهندية لدى عودته من الجزيرة.
ما هي قبيلة السينتينليز؟
وتُعد جزيرة نورث سنتينل موطنًا لقبيلة سنتينليز، وهي قبيلة يعتقد أنها تعيش على نمط حياة يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وقد أظهرت رفضًا قاطعًا لأي شكل من أشكال التواصل مع العالم الخارجي، عُرفت هذه القبيلة بإطلاق السهام على المروحيات التي تحلق بالقرب من الجزيرة، كما قتلت في السابق أفرادًا حاولوا الاقتراب من شواطئها، بحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية.
وجزيرة نورث سنتينل تخضع لحظر الوصول منذ عام 1996، وتقوم سفن البحرية الهندية بدوريات منتظمة في منطقة محظورة تمتد لخمسة أميال بحرية حول الجزيرة لمنع أي عمليات هبوط غير مصرح بها، وبسبب هذه العزلة يعتقد العلماء أن أفراد القبيلة يفتقرون إلى المناعة ضد الأمراض الحديثة، ما يجعل أي تواصل معهم يشكل خطرًا على حياتهم.
والسنتينيليون هم أكثر الشعوب الأصلية عزلةً في العالم، يعيشون على جزيرتهم الصغيرة المُغطاة بالأشجار، والتي تُسمى نورث سينتينيل، والتي تُقارب مساحتها مساحة مانهاتن، وهي جزء من سلسلة جزر تُؤوي أيضًا شعبًا آخر منعزلًا، وهو شعب شومبن، يُواصلون مقاومة أي اتصال مع الغرباء، مُهاجمين أي شخص يقترب منهم.
ويصطاد سكان سنتينليز ويجمعون الثمار في الغابات المطيرة، ويصطادون السمك في المياه الساحلية، وعلى عكس شعب جاراوا المجاور، يصنعون قواربهم - وهي زوارق ضيقة جدًا ذات أذرع، لا تُستخدم هذه القوارب إلا في المياه الضحلة، إذ تُوجَّه وتُدفع بعمود يشبه القارب الشراعي، فهم شعب بدوي يعتمد على الصيد والجمع، ويُعتقد أن سكان سنتينليز يعيشون في ثلاث مجموعات، ويُقدر عددهم الإجمالي بحوالي 150 نسمة.
وشعب سنتينل لديهم نوعان مختلفان من المنازل: أكواخ جماعية كبيرة مزودة بعدة مواقد لعدد من العائلات، وملاجئ مؤقتة بدون جوانب، والتي يمكن رؤيتها أحيانًا على الشاطئ، وتتسع لوحدة عائلية واحدة، ترتدي النساء خيوطًا من الألياف مربوطة حول خصورهن وأعناقهن ورؤوسهن، ويرتدي الرجال أيضًا قلادات وعصابات رأس، ولكن بأحزمة خصر أكثر سمكًا، ويحملون الرماح والأقواس والسهام.
محاولات اتصال مستحيلة
لهذه الأسباب، اتخذت الحكومة الهندية إجراءات حاسمة لحماية قبيلة سنتينليز ونمط حياتها الفريد، فمنذ عام 1956، فرضت حظرًا صارمًا على أي اقتراب من جزيرة نورث سنتينل، وأعلنتها منطقة محمية بشكل خاص، كما جرى تحديد منطقة حظر بحري تمتد لثلاثة أميال بحرية حول شواطئ الجزيرة، يُمنع على أي شخص تجاوزها، ولضمان تطبيق هذه القوانين، تقوم البحرية الهندية بتسيير دوريات منتظمة في المنطقة المحظورة لمنع أي محاولات اختراق، بالإضافة إلى ذلك، يُحظر تمامًا التقاط الصور الفوتوغرافية أو إجراء أي شكل من أشكال التفاعل المباشر مع سكان الجزيرة الأصليين.
تجدر الإشارة إلى أن محاولة السائح الأمريكي الأخيرة ليست الأولى من نوعها لاختراق عزلة جزيرة نورث سنتينل، ففي عام 2018، لقي المبشر الأمريكي جون تشاو مصيرًا مأساويًا عندما قُتل على يد أفراد القبيلة بعد أن حاول الوصول إليهم بهدف نشر تعاليم دينية، وتُعرف قبيلة سنتينليز بعنادها الشديد وعدائها الواضح تجاه أي غرباء يقتربون من حدودهم، إذ يعتمدون على استخدام السهام والرماح للدفاع عن أراضيهم وردع أي محاولات للتوغل في مناطقهم الساحلية.