إشادات دولية: فلسطين تدعو الولايات المتحدة لدعم خطة إعمار غزة.. وأوروبا تعتبرها واقعية

إشادات دولية: فلسطين تدعو الولايات المتحدة لدعم خطة إعمار غزة.. وأوروبا تعتبرها واقعية
إشادات واسعة لاقتها الخطة المصرية الشاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، فضلاً عن الدعم على المستويين العربى والدولى والأممى، باعتبارها خطوة أساسية نحو إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار فى المنطقة، خصوصاً أنها تعكس رؤية طموحة لإعادة إعمار القطاع تتضمن مراحل متعددة تبدأ بالتعافى المبكر ورفع الأنقاض، وتمتد إلى تنفيذ مشروعات تنموية كبرى تشمل الإسكان والبنية التحتية والمرافق الاقتصادية، إذ رحب المجتمع الدولى، بما فى ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى، بالمبادرة المصرية، مشددين على أهمية وضع إطار سياسى وأمنى مستدام لضمان نجاح جهود إعادة الإعمار، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه يرحب ويؤيد بشدة إعادة إعمار قطاع غزة التى طُرحت خلال القمة العربية الطارئة.
وأشاد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن بالخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة بوجود الفلسطينيين على أرضهم ووطنهم دون تهجير، قائلاً: «نشيد بالخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة بوجود الفلسطينيين على أرضهم وندعو الرئيس الأمريكى إلى دعم الإعمار على هذا الأساس»، فيما رحبت الحكومة الفلسطينية بتبنى القمة العربية الطارئة خطة إعادة إعمار قطاع غزة، خلال جلسة الحكومة الفلسطينية الأسبوعية فى مدينة رام الله، وأشاد رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى بالقمة العربية التى عُقدت فى القاهرة وقدمت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، مع عقد مؤتمر دولى للمانحين، وإنشاء صندوق ائتمانى تحت إشراف دولى يتم توجيه مختلف التعهدات والمساهمات المالية إليه، لتمويل خطة التعافى المبكر، وإعادة الإعمار لقطاع غزة.
وأشاد العديد من القادة العرب بموقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، الذى يعود لسنوات طويلة منذ أكثر من 75 عاماً، مؤكدين دور مصر المحورى فى دعم الشعب الفلسطينى ورفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والبحث عن حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية لإحلال السلام فى المنطقة، إذ تقدَّم العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، خلال كلمته فى القمة العربية بالقاهرة، بالشكر للرئيس السيسى على استضافة القمة فى هذه المرحلة الصعبة التى تستدعى تكثيف التنسيق العربى وتوحيد الموقف.
وقال الرئيس العراقى عبداللطيف رشيد إنه يتقدم بالشكر والامتنان للرئيس السيسى والشعب المصرى على استضافة القمة العربية الطارئة بالقاهرة، وسط ظروف إنسانية وأمنية معقدة تمر بها المنطقة، تتمثل فى محاولة الإجهاز على القضية الفلسطينية والحق الأصيل للفلسطينيين فى أرضهم وحق العودة للاجئين.
وأعلن رئيس مجلس السيادة السودانى، عبدالفتاح البرهان، دعم السودان للمبادرة المصرية العربية التى تؤكد على إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، مؤكداً موقف بلاده الثابت فى دعم الشعب الفلسطينى.
وثمَّن وزير الخارجية السعودى، فيصل بن فرحان، الجهود المصرية لتعزيز التنسيق بشأن القضية الفلسطينية، فيما أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسى اليمنى، رشاد العليمى، دعم بلاده لمصر والأردن والخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة الشعب الفلسطينى.
من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن القمة العربية غير العادية قدمت بديلاً واضحاً وعملياً وواقعياً لمقترح إخراج الفلسطينيين، من خلال خطة أعدتها مصر بالتعاون مع فلسطين، وأصبحت بعد اعتمادها من القمة خطة عربية مؤيَّدة بالكامل من جميع الدول العربية والمجتمعات العربية والأمة العربية.
أوروبياً أكد رئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا أن الاتحاد الأوروبى مستعد لدعم خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، فيما رحبت 4 دول أوروبية بالخطة العربية الجامعة لإعادة إعمار غزة، التى اعتمدتها القمة العربية الطارئة فى القاهرة، وذلك فى بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، إذ أعلن الوزراء الأوروبيون عن ترحيبهم بالخطة العربية المعنية بمسار التعافى وإعمار القطاع الفلسطينى واعتبروها ذات مسار واقعى، وفقاً لوكالة «وفا» الفلسطينية.
ولفت البيان الأوروبى إلى أن الخطة العربية تعكس مساراً واقعياً لإعادة إعمار غزة، وتتعهد -إذا ما تم تنفيذها- بتحسن سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية التى يعيشها الفلسطينيون فى غزة، مطالباً بأن تستند جهود التعافى وإعادة إعمار غزة إلى إطار سياسى وأمنى متين مقبول لدى الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ويوفر السلام والأمن على المدى الطويل لكل الأطراف، مشيداً بالرسالة المهمة التى أرسلتها الدول العربية من خلال تطوير خطة التعافى وإعادة الإعمار بشكل مشترك، وشدد الوزراء فى بيانهم على التزام دولهم بالعمل مع الخطة العربية لإعادة الإعمار فى غزة، ومع الفلسطينيين وإسرائيل، من أجل معالجة مسائل الأمن والحكم فى القطاع، وفقاً للبيان.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأيرلندى سايمون هاريس إن هذه المبادرة توفر مساراً عملياً لإعادة إعمار غزة، مشدداً على ضرورة أن تستند إلى إطار يضمن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم، مؤكداً أن بلاده تعمل بشكل وثيق مع شركائها فى الاتحاد الأوروبى والمنطقة لدعم تنفيذ هذه المبادرة، لافتاً إلى أن التعاون الدولى ضرورى لضمان إعادة إعمار غزة، بفاعلية وتحقيق الاستقرار المستدام فى المنطقة.
وأكد الدكتور أحمد العنانى، خبير العلاقات الدولية، أن مصر تبذل جهوداً مكثفة من أجل وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والوصول لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، مستخدمة جميع الوسائل والأدوات السياسية والدبلوماسية لتحقيق ذلك، مؤكداً أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة هى خطة طموحة لاقت إشادات عالمية منذ الإعلان عنها بداية مارس 2025، وتتكون من ثلاث مراحل تتوقف على التزام إسرائيل بتنفيذ نقاط الاتفاق المتعلقة بجميع الأراضى الفلسطينية فى قطاع غزة.
وقال إن مصر تمتلك رؤية طموحة لإعادة الإعمار، تدرك أنها قد تستغرق من 3 إلى 5 سنوات، كما أن هناك بُعداً سياسياً مهماً يتعلق بكيفية إدارة القطاع فى المستقبل، لافتاً إلى أنها سعت لقطع الطريق على التعنت الإسرائيلى، وحاولت إيجاد حلول منذ الأيام الأولى للعدوان، سيما فيما يتعلق بالوضع السياسى داخل القطاع، وتضمنت الجهود المصرية اقتراح مرحلة انتقالية تتولى فيها مجموعة من التكنوقراط الفلسطينيين من أبناء القطاع إدارة الحكم المدنى، دون وجود حركة حماس، حتى لا تستخدم إسرائيل ذلك كذريعة لشن عدوان جديد، كما أن الخطة تشمل تدريب كوادر من أبناء غزة لتولى مهام التأمين، بهدف تقديم رؤية واضحة تضع حداً للذرائع الإسرائيلية وتحدد الإطارين السياسى والأمنى وفقاً للشرعية الدولية.