«حماس» توافق على مقترح جديد لوقف الحرب.. والاحتلال الإسرائيلي يبدأ عملية برية في رفح

«حماس» توافق على مقترح جديد لوقف الحرب.. والاحتلال الإسرائيلي يبدأ عملية برية في رفح
أكد خليل الحية، رئيس حركة «حماس» أن الحركة تسلمت من الوسطاء قبل يومين مقترحاً جديداً بشأن اتفاق وقف الحرب فى غزة، وتمت الموافقة عليه، ونأمل ألا يعطله الاحتلال، مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى مراحل متقدمة فى نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعى فى القطاع.
وكانت وكالة «أسوشيتد برس» قد نقلت أمس تفاصيل اقتراح عودة وقف إطلاق النار، الذى تضمن إفراج «حماس» عن خمسة محتجزين أحياء، منهم أمريكى إسرائيلى، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى القطاع، ووقف القتال لمدة أسبوع، بينما تقوم إسرائيل بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
واتهم «الحية» فى كلمة له مساء أمس الأول بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال، بأنه ظل يماطل ويتهرب من استحقاقات الاتفاق، لإنقاذ حكومته، مؤكداً أنه راوغ على مدار عام كامل وأجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق، مضيفاً أن الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق رغم انتهاكه مراراً من جانب الجيش الإسرائيلى، وتابع: «حركة حماس لن تلقى سلاحها ما دام الاحتلال مستمراً، وثبات الشعب الفلسطينى على أرضه رغم عظم المصاب صخرة تتحطم عليها كل مخططات الأعداء، وسلاح المقاومة خط أحمر»، وفى المقابل، أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن وحدة تنسيق العمل الحكومى اقترحت قبول حكم حركة حماس، وأوصت بتنفيذ فكرة الهدنة طويلة الأمد فى قطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إن إسرائيل قدمت اقتراحاً للوسطاء بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، مشيراً فى بيان إلى أن رئيس الوزراء أجرى مشاورات أمس عقب المقترح الذى تلقاه من الوسطاء، فيما قالت القناة 14 الإسرائيلية إن «تل أبيب تنتظر رد حماس عبر الوسطاء، مع الاقتراب من نقطة تحول قد تؤدى إلى صفقة أخرى أو بدلاً من ذلك ستؤدى إلى تصعيد عسكرى كبير فى قطاع غزة»، مضيفة: «نحن ندخل أسبوعاً مصيرياً قد يشهد انفراجة فى المحادثات، أو تصعيداً»، ونقلت «معاريف» عن مصادر مطلعة، أن «مقترح إسرائيل الذى سلمته للوسطاء ينص على الإفراج عن 11 محتجزاً حياً ونصف القتلى». ونقلت «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية أن «حكومة نتنياهو ستواصل التفاوض مع حماس تحت النار، والفجوات مع الحركة لا تزال كبيرة ولكن إسرائيل مستعدة للتفاوض لتضييقها»، وصرح مصدر آخر مشارك فى المفاوضات لـ«هآرتس» أن «حماس» وافقت على الإفراج عن 5 محتجزين أحياء على مدى 50 يوماً مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين، مشيراً إلى أن إسرائيل مصرة على خطة «ويتكوف»، لإطلاق 11 محتجزاً حياً فى اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق.
وأكد مصدر إسرائيلى أنه «من المتوقع أن يمارس الوسطاء ضغوطاً كبيرة على الطرفين فى محاولة لتحقيق اختراق فى مفاوضات الصفقة، وهناك إجماع على المقترحات المطروحة للإفراج عن الجندى عيدان ألكسندر الذى يحمل الجنسية الأمريكية»، موضحاً أن إطلاق سراح «عيدان ألكسندر» سيزيل الضغط الأمريكى عن «نتنياهو» ويفقد اهتمام «ترامب» بقضية المحتجزين.
وميدانياً، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى بدء تنفيذ عملية برية فى منطقة رفح، بهدف ما أسماه «توسيع المنطقة الأمنية جنوب غزة»، وقال متحدث باسم جيش الاحتلال: «بدأت قوات الجيش الإسرائيلى فى الساعات الأخيرة عملية برية فى منطقة حى الجنينة برفح، بهدف توسيع منطقة الحماية فى جنوب القطاع، وفى إطار العملية تم تدمير بنية تحتية لحماس»، وزعم كل من جيش الاحتلال والشاباك «العثور فى منطقة رفح الفلسطينية على أدلة مرتبطة بجثمان المحتجز مينى جودارد».
واستُشهد فلسطينيون، وأُصيب آخرون، أمس الأحد، فى قصف الاحتلال أنحاء متفرقة فى قطاع غزة، تزامناً مع اليوم الأول لعيد الفطر المبارك، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، باستشهاد 4 فلسطينيين فى قصف الاحتلال خيمة تؤوى نازحين فى قيزان أبورشوان جنوبى مدينة خان يونس، وسُجل استشهاد أسرة كاملة منهم نساء وأطفال، بعد صلاة العيد، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلى خيمة تؤوى نازحين فى منطقة المحررات غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة.
كما استُشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة «مقبل» فى جباليا شمال القطاع، فيما أُصيب عدد آخر، فى قصف طائرة مسيّرة تجمعاً فى منطقة خربة العدس شمالى رفح الفلسطينية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، ووفقاً لمصادر طبية فلسطينية، ارتفعت حصيلة شهداء العدوان على قطاع غزة إلى 50277 شهيداً، والإصابات إلى 114095، منذ 7 أكتوبر 2023.
وفى الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ63، ولليوم الـ50 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية مكثفة، وانتشار واسع للآليات والمدرعات وفرق المشاة، إضافة إلى نصب الحواجز الطيارة، وشن حملات دهم واعتقال، واقتحمت قوات الاحتلال أمس الجهة الجنوبية من مدينة طوباس، إذ أفادت مصادر محلية، بأن عدداً من الدوريات ترافقها جرافة عسكرية، اقتحمت حى الدير فى المدينة، تزامناً مع تحليق طيران الاستطلاع فى أجواء المحافظة، كما اقتحمت قرية الرشايدة شرق بيت لحم، وداهمت ساحة مسجد هارون الرشيد، أثناء أداء المواطنين صلاة العيد، وحطمت عدداً من المركبات، وقمعت أهالى مخيم جنين فى أثناء محاولتهم زيارة مقبرة الشهداء فى المخيم، بعد صلاة العيد.
وقالت مصادر لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن قوات الاحتلال ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الأهالى الذين كانوا موجودين لزيارة قبور الشهداء فى المخيم، ما أدى لإصابة البعض بحالات اختناق، منهم الصحفية نور الفارس، ما استدعى نقلها لمستشفى ابن سينا، لتلقى العلاج، وسلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فى تقرير لها أمس الضوء على الوضع الراهن فى الضفة الغربية، حيث تكافح منظمات الإغاثة لتوفير احتياجات آلاف النازحين بعدما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى نزوح 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية التى استمرت لأشهر، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين فى شمال الضفة الغربية، وهى أزمة تقول السلطات المحلية إنه لا توجد أى بوادر لانحسارها، حيث تكافح منظمات الإغاثة، المُقيدة بالقيود الإسرائيلية وصعوبات التمويل، للاستجابة،
وتابعت أن العملية العسكرية أدت إلى النزوح القسرى لأكثر من 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين والمجتمعات المحيطة بها فى جنين وطولكرم، ومنذ ذلك الحين، هدمت القوات الإسرائيلية مئات المنازل والوحدات السكنية أو ألحقت بها أضراراً بالغة، وفقاً للأمم المتحدة والسلطات المحلية ومقاطع فيديو وشهادات السكان.
وفى مدينة القدس المحتلة، أدى آلاف المصلين، أمس، صلاة عيد الفطر فى الحرم الإبراهيمى الشريف، فى ظل التشديدات وعراقيل الاحتلال المفروضة على الحرم، ومحيطه، وقال مدير أوقاف الخليل جمال أبوعرام، إن قوات الاحتلال عززت من انتشارها فى محيط الحرم، وعلى بواباته الرئيسية، والحواجز المنتشرة فى محيطه، وقامت بالتدقيق فى بطاقات المواطنين، وأخضعت عدداً منهم للتفتيش الجسدى.
يذكر أن قوات الاحتلال رفضت فتح المسجد الإبراهيمى بكافة أروقته وساحاته وأقسامه، بمناسبة عيد الفطر، وهى المرة السادسة منذ بداية شهر رمضان التى ترفض فيها فتحه كاملاً أمام المصلين.