هل يمكن رؤية ليلة القدر بالعين؟.. دار الإفتاء توضح

هل يمكن رؤية ليلة القدر بالعين؟.. دار الإفتاء توضح
تُعد ليلة القدر من أعظم الليالي في الإسلام؛ إذ اختصها الله بفضل عظيم وجعلها خيرا من ألف شهر، وذكرها في كتابه الكريم بأنها ليلة تنزل فيها الملائكة والروح، وسلامٌ حتى مطلع الفجر، ومع قرب انتهاء العشر الأواخر من رمضان، يتساءل الكثيرون: هل يمكن رؤية ليلة القدر بالعين المجردة؟، وما العلامات التي تدل عليها؟، وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء.
علامات ليلة القدر وحكمة إخفائها
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن رؤية ليلة القدر بالعين من الأمور التي اختلف فيها العلماء، فبينما أكد البعض أن لها علامات مادية يمكن ملاحظتها، رأى آخرون أن إدراكها يكون بالشعور الروحي، والقرب من الله أكثر من كونها رؤية بصرية.
وأكدت الدار، في فتوى صادرة عن الدكتور نصر فريد واصل، أن الله تعالى أخفى ليلة القدر في رمضان لحكمة عظيمة، وهي دفع المسلمين إلى الاجتهاد في العبادات خلال العشر الأواخر، خاصة في الليالي الوترية، أملا في موافقتها ونيل فضلها، كما أن هذا الإخفاء يتماشى مع سنن الله في إخفاء بعض الأمور، مثل موعد يوم القيامة وأجل الإنسان، ليكون دافعا لمزيد من العمل والطاعة.
علامات ليلة القدر
واستشهدت دار الإفتاء المصرية، بحديث النبي الذي يصف بعض علامات ليلة القدر، والتي يمكن أن يستدل بها المؤمن على وقوعها، ومن أبرزها:
1. اعتدال الطقس؛ إذ تكون الليلة لا حارة ولا باردة، بل يسودها جو لطيف.
2. السكينة والهدوء: يشعر المؤمن براحة نفسية وسكينة غير معتادة.
3. صفاء السماء: تكون السماء صافية بلا غيوم كثيفة أو عواصف.
4. شروق الشمس بلا شعاع: في صباح ليلة القدر، تظهر الشمس وكأنها قرص فضي بلا وهج قوي.
ونقلت «الإفتاء» عن الإمام القرطبي في «تفسيره»، أن الصحابي عبيد بن عمير قال إنه كان في البحر ليلة السابع والعشرين من رمضان، فأخذ من مائه فوجده عذبا سلسا، وهي علامة ذكرها بعض العلماء للدلالة على ليلة القدر.
هل يراها كل الناس؟
وأكدت دار الإفتاء، أن رؤية ليلة القدر ليست أمرا ماديا يمكن للجميع ملاحظته، بل قد يكرم الله بعض عباده برؤيتها، كما حدث مع بعض الصحابة الذين رأوا نورها أو سمعوا أصواتا ملائكية فيها، موضحا أن الغالبية العظمى يدركونها بالإحساس الروحي، وليس بالرؤية البصرية المباشرة.
وشددت على أن الأهم ليس رؤية ليلة القدر بالعين، وإنما إدراك فضلها والاجتهاد في العبادة خلالها، وقد أرشد النبي إلى الإكثار من الدعاء في هذه الليلة، خاصة الدعاء الذي علمه لعائشة رضي الله عنها: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني».