وزير الأوقاف: نحتشد خلف الرئيس السيسي رفضا لتهجير الفلسطينيين

وزير الأوقاف: نحتشد خلف الرئيس السيسي رفضا لتهجير الفلسطينيين
أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، الاحتشاد خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي في رفض تهجير الفلسطينيين والإصرار على وقف إطلاق النار والضغط لإدخال المساعدات لأهالي غزة، مشددا على أنّ مصر تدير أمورها بنبل وشرف وأخلاق وميزان، فهي ليست من دعاة الحرب بل من حماة المبدأ، قائلا: «سيدي الرئيس نحن جميعا خلفك ولست وحدك، وأنت معبر عن إرادتنا كلنا، وسندنا فيها هو إذن الله للحق أن يعود لأهله، وأنه محفوظ لأهله».
وشدد على غيرة المصريين على وطنهم وحمايته وبناءه وتعميره لأنه وطن عظيم أذن الله له بالحضارة والعمق والتاريخ والبقاء والاستمرارية والتجاوز لكل الشدائد عبر الزمن، بحسب قوله، فهي أرض ظلت تعطي وتكرم وتجود ولا تبخل حتى وهي تعتصر نفسها.
وخلال كلمته في احتفال الوزارة بليلة القدر، بحضور الرئيس السيسي، في مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تقدم الأزهري بالتهنئة إلى الرئيس والمصريين وإلى الإنسانية كلها بمناسبة ليلة القدر، داعيا المولى جل جلاله أن يعيد هذه الأيام المباركة بكل الخير واليمن والسرور، كما بادر مبكرا بتهنئة الرئيس والمصريين بقرب حلول عيد الفطر المبارك.
وتأمل وزير الأوقاف في كلمته، أمام البيان الإلهي الوارد في قوله سبحانه: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، منطلقا منه للحديث عن «الإذن الإلهي»، مؤكدا أنّه «لا يتصدر أحد في دين الله باشتهاء نفسه بل بإذن من الأكبر، وجرى هذا في الأعراف العلمية في الجامعات، أنّ الدارس لا يتصدر ويباشر حتى يجاز من جامعته أو مدرسته إيذانا بتخرجه وصلاحيته، فإذا صدر نفسه بنفسه كان معتديا وممارسا للمهنة من غير ترخيص، وقد قال الإمام مالك يوما ما: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون شيخا من شيوخي أني أهل لذلك. وقال: (وما أفتيت حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك، ولو نهياني انتهيت). وهذا المعنى يغلق باب فكر الإرهاب والتطرف ويقتلعه من جذوره».
وأضاف وزير الأوقاف: «هذا الإلحاح من القرآن على شهود معنى الإذن الإلهي في كل شيء، هو الذي يغرس في النفوس حقيقة معنى التوحيد، وشهود يد الحق وتصرف الحق في كل شيء، وهو المعنى العميق الذي يحدث الاتزان النفسي أمام عالم الأحداث الهادر المتلاطم المنهمر يوميا، وبه تحصن نفوس أهلنا وأبنائنا من كل معاني اليأس والحيرة والشك والإحباط والتردد».
وتابع: «سرى هذا المعنى عميقا في وجداننا، فلا نتكلم بكلمة إلا ونحن نقول: (إن شاء الله)، أو (بإذن الله)، أو (علامة الإذن التيسير)، والإذن الإلهي ليس أمرا لحظيا ولا وقتيا ولا متعجلا، بل سنة إلهية سارية وغالبة وقاهرة تجرف أمامها البشر والوقائع والأحداث، وهو لا تلحظه إلا على امتداد الزمن وتعاقب الأجيال فقبل ألف سنة مثلا سقطت القدس في يد قوات غاشمة محتلة سنة 1099م، وظلت تحت يدهم ثمانيا وثمانين سنة شهدت فيها حينئذ المجازر المروعة، والقتل والتخريب والهدم والفتك والحصار والتجويع، وكم من أجيال ولدت وماتت خلال تلك السنوات التسعين، وهي تظن أن هذا نهاية المطاف، وأن المحتل قد أحكم سيطرته وانتهى الأمر وأنه قد وقعت نهاية التاريخ أو انكسر هنا التاريخ، ثم ماذا كان لقد كان الإذن الإلهي، لتلك الأرض أن تعود لأهلها، وكان هذا على يد جيش مصر العظيم في موقعة حطين بقيادة صلاح الدين سنة 583 هـ الموافق 1187م».
وشدد الأزهري: «نغار على وطننا ونحميه ونبنيه ونعمره ونرفع رأسه، ونملأ مساجدنا ومنابرنا بهذه الروح، لأنه وطن عظيم أذن الله له بالحضارة والعمق والتاريخ والبقاء والاستمرارية والتجاوز لكل الشدائد عبر الزمن، أليست أرض هذا الوطن العظيم هي التي ظلت تعطي وتكرم وتجود ولا تبخل حتى وهي تعتصر نفسها في السنوات السبع الشداد أيام سيدنا يوسف الصديق، فيأتي إخوته من الشام يأخذون الزاد من مصر، وهي في أشد أزماتها حينئذ، ويبقى اسمها وهي في ذلك الحال (خزائن الأرض)، ويقال في حقها وهي في ذلك الحال: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)».
وتابع وزير الأوقاف: «الإذن الإلهي هو الذي يجعلنا ندير أمورنا بنبل وشرف وأخلاق وميزان فلسنا دعاة حرب، بل نحن حماة مبدأ، وبهذا المبدأ نطفئ نيران الحروب، وهو الذي جعلنا نقول يوما ما إن تهجير أشقائنا الفلسطينيين من أرضهم ظلم لا نشارك فيه، بل نرفضه ونرى ما أحدثه غيرنا من تدمير ونسف و تخريب وعدوان وقتل فنواجهه بالإمداد والإغاثة والإعمار وينادي البعض بتهجير أهلنا من أرضهم ليعمر الأرض كما يقول، فنواجه ذلك بخططنا لإعماره دون تهجير أهله وأهلنا».
واستفاض وزير الأوقاف: «إنه قدرنا ودورنا وواجبنا، ونحن نقوم به بكل أمانة وشرف والسند لنا هو ذلك الإذن الإلهي الذي نتقوى به ونصمد به ونعتصم به، وندير أمورنا بهديه. ولهذا نقول للعالم كله، نعم نحن نحتشد خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما يقول: نرفض تهجير أشقائنا الفلسطينيين، ونصر على وقف إطلاق النار، ونضغط بكل ما نملك لإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، ونطرح خططنا للتعمير هناك دون تهجير أهلنا، ونصر على حل الدولتين، ونرى أنه لا حل إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هذه إرادتنا جميعا كمصريين، ومعنا ملياران من المسلمين ومعنا الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية».