أكثر من مليون لاجئ ونازح سوري يعودون إلى بلادهم منذ بداية 2025

أكثر من مليون لاجئ ونازح سوري يعودون إلى بلادهم منذ بداية 2025
عاد أكثر من مليون لاجئ ونازح سوري إلى بلادهم منذ مطلع العام الجاري، في رقم قياسي غير مسبوق منذ عام 2011، وذلك في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال منسق الأمم المتحدة الدائم والمساعدات الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى: «نتوقع أن يصل عدد العائدين من اللاجئين والنازحين خلال هذا العام إلى نحو 3.5 ملايين شخص».
حماية اللاجئين السوريين في دول الاتحاد الأوروبي
من جهتها، أكدت لجنة شؤون اللاجئين في الاتحاد الأوروبي التزامها بحماية اللاجئين السوريين في دول الاتحاد، وطالبت اللجنة بوضع إطار عمل مشترك يسمح للسوريين الذين يتمتعون بالحماية الدولية بالقيام بزيارات مؤقتة إلى بلادهم، دون أن يؤدي ذلك إلى فقدان وضعهم القانوني، بحسب موقع للمفوضية الأوروبية.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، في وقت سابق، إن المفوضية لا تشجع على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكدًا أنه من السابق لأوانه إلغاء ضمانات الحماية للاجئين في دول اللجوء.
وحث جراندي الدول المستضيفة للاجئين السوريين بأن تدعهم يعودون إلى ديارهم دون خوف من فقدان وضعهم القانوني، وإمكانية حصولهم على حقوقهم، ودعمهم في دول اللجوء، مؤكدًا أن ذلك سيساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن العودة الدائمة،
وشهدت ألمانيا في الفترة من 2011 حتى 2016، أحد أكبر حالة نزوح في أوروبا، حيث إنها استقبلت حوالي مليون سوري وذلك حين قررت حكومة، أنجيلا ميركل، عدم إغلاق حدود ألمانيا أمام اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا، إذ كانت الأجواء في ذلك الوقت تشير إلى أن ألمانيا ستتمكن من التعامل مع الوضع، إذ استقبلت أوروبا وألمانيا على وجه الخصوص، إلى جانب السويد، العديد من اللاجئين السوريين على أراضيها
فبعد ساعات من خبر سقوط نظام الأسد، وتولي المعارضة السورية مقاليد الحكم في سوريا، وجد اللاجئون السوريون أنفسهم أمام واقع جديد يثير تساؤلات حول مصير اللاجئين السوريين في أوروبا، وتزايد القلق بشكل خاص بعد أن قامت عدة دول في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا، بتجميد دراسة الطلبات الجديدة للجوء التي قدمها المواطنون السوريون في مختلف دول الاتحاد مع إعلانهم عن خطط واضحة لترحيل السوريين، سواء عودة طوعية أو قسرية، في مؤشر على تغيير جذري في التعامل مع الملف السوري، بحسب «يورو نيوز».
الحكومة الألمانية: توفر نفقات سفر بقيمة 200 يورو
وأكدت الحكومة الألمانية، أنه ستوفر نفقات سفر بقيمة 200 يورو، بالإضافة إلى تقديمها لألف يورو لكل بالغ يرغب في مغادرة ألمانيا، إذ تأتي هذه التصريحات في ظل إعلان برلين رسميا فتح سفارتها في سوريا، حسبما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الألمانية تزامنا مع زيارة الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى دمشق الأمر الذي يدل على خطط واضحة لترحيل السوريين من أوروبا.
ولم تتوقف المحادثات غير المعلنة بين وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، والإدارة السورية، لإعادة بعض اللاجئين السوريين إلى سوريا، لأن الحكومة الألمانية تخطط لمفاوضات، تتعلق بشكل أساسي بـ974 ألف لاجئ سوري يعيشون في ألمانيا، حيث تعتقد الحكومية الألمانية، خاصة كبار المسؤولين في وزارة الداخلية، بأن السوريين السنّة قد يفقدون وضعهم القانوني في ألمانيا، على المدى المتوسط، إذ لا يُنظر إلى الرئيس المؤقت، المنتمي للطائفة السنية، على أنه يشكل تهديدًا لهم، بحسب تقرير لصحيفة «بيلد» الألمانية.
وكانت نانسي فيزر، قد أعلنت أن بعض السوريين الذين نزحوا إلى ألمانيا، يتعين عليهم العودة إلى وطنهم، إذ يقوم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بمراجعة وإلغاء منح الحماية بسبب استقرار الوضع في سوريا، بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين والدوليين، الأمر الذي يتعارض مع تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي أكدت خلال مؤتمر صحفي، مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، في دمشق على ضرورة ضبط الجماعات المتطرفة داخل صفوفهم ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، في إشارة إلى أحداث الساحل السوري.
وأوضحت التقارير أن مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية شهدت أحداثا مؤلمة، راح ضحيتها المئات من السوريين، بينهم نساء وأطفال، وطالب الصليب الأحمر في سوريا بوصول «آمن» للمسعفين إلى مناطق الاشتباكات، بحسب قناة «القاهرة الإخبارية».
وتأتي خطوة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، على أنها ليس مجرد خطوة روتينية، بل إجراء قانوني يحمل تداعيات مباشرة على مئات الآلاف من السوريين في أوروبا، لأن خطة الأوروبيين تهدف إلى إعادة السوريين الى وطنهم بأسرع وقت ممكن بغض النظر عن الوضع الحالي، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، لذلك يجب توفير عملية سياسية شاملة لضمان مستقبل سلمي لسوريا، بحسب صحيفة «بيلد» الألمانية.
ومؤخرا، تحول ملف محاربة الهجرة إلى نهج في كثير من دول الغرب، إذ بات عنوانًا رئيسيًا في كثير من برامج المرشحين والأحزاب في أوروبا، خاصة بعد اندلاع حرب أوكرانيا، وتهافت دول أوروبا على فتح أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين وتقديم مساعدات مهولة لهم، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب».
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنه يوجد حاليا 6.2 ملايين لاجئ سوري، أي ما يقرب من ثلث سكان سوريا خارج بلادهم، إذ تشير الدراسات إلى أن السوريين الذين وصلوا قبل عقد من الزمن إلى ألمانيا هم في الغالب من الشباب، ويميلون إلى أن يكونوا ذوي مستويات تعليمية عالية ونسب توظيف جيدة، ولديهم معدلات توظيف أعلى.
ويعمل العديد من السوريين في مجال الرعاية الصحية، ويشمل ذلك 5 آلاف طبيب، ومن غير المحتمل أن يكونوا راغبين في مغادرة ألمانيا إذا كان الوضع في سوريا غير مستقر، كما أن العديد منهم حصلوا على الجنسية الألمانية، ما يعني أنهم تعلموا اللغة الألمانية ويعيلون أنفسهم ماليًا.