التحرش، بمفهومه الواسع، تجربة مؤلمة يصعب على الأشخاص البالغين تخطيها نفسيًا بسهولة، فماذا عن الطفل الذي يتعرض للتحرش؟ ستكون تجربة مفزعة، ولا يمكن تجاوزها بسهولة، بل ستترك آثارًا نفسية عميقة إذا لم يتعامل معها الأهل بشكل صحيح وبحساسية شديدة، مع تقديم الدعم المناسب للطفل لمساعدته على التعافي والتغلب على الصدمة عبر بعض الخطوات النفسية.
وتظهر هذه المعاناة في شخصية نيللي، التي تؤدي دورها أمينة خليل في مسلسل لام شمسية، إذ تعكس الحالة النفسية المضطربة التي يمر بها يوسف بعد تعرضه لتجربة مؤلمة لم يكشف عن تفاصيلها بعد.
كيفية التعامل مع الطفل بعد تعرضه للتحرش
الاستماع إلى الطفل سيكون السبيل الأمثل من أجل العبور من تلك الأزمة بسلام، إلى جانب ذلك تصديق روايته والاستماع والانصات إليها بانتباه دون إصدار أحكام، وتأكد من أنه ليس مسؤولاً عما حدث، وذلك من أجل منح الطفل الأمان والحماية، تأكد من أنه بعيد عن أي شخص قد يسبب له الأذى، وفقًا لنصائح Child Mind Institute عبر موقعه الرسمي.
الأسرة تلعب دورًا مهما في تخطي الأزمة
عبر عن حبك ودعمك للطفل باستمرار، فيجب أن تذكره بأنه ليس وحده وأنك ستكون بجانبه واسمح للطفل بالتعبير عن مشاعره بحرية، سواء كانت غضباً، حزناً، خوفاً، أو حتى عند الشعور بالارتباك والتوتر، كما يمكن مساعدته على تطوير مهارات التأقلم الصحية، مثل التنفس العميق، الاسترخاء، وفي بعض الأحيان يمكن اللجوء إلى الفن، من خلال الرسم، قد يحتاج إلى وقت طويل للتعافي.
من الضروري استشارة أخصائي نفسي متخصص في علاج الأطفال الذين تعرضوا للتحرش، فيمكن أن يساعد الأخصائي الطفل على معالجة الصدمة وتطوير آليات التأقلم الصحية، وقد يكون العلاج الأسري مفيداً لمساعدة جميع أفراد الأسرة على التعامل مع الموقف ودعم الطفل.
من الضروري إبلاغ السلطات المختصة عن حادثة التحرش، فهذا يساعد على حماية الطفل ومنع حدوث حالات أخرى، وعليك أن تتأكد من أن الطفل يحصل على الدعم القانوني المناسب، إلى جانب ذلك شجع الطفل على المشاركة في الأنشطة التي يستمتع بها، مثل الرياضة، الفن، أو الموسيقى، من أجل بناء ثقته بنفسه من خلال التركيز على نقاط قوته وإنجازاته، وعلمه مهارات الدفاع عن النفس الأساسية، حتى يشعر بمزيد من الأمان.