الرهافة قتلت مؤمن الصاوي.. عبد الرحيم كمال يوضح المصطلح المثير للجدل

الرهافة قتلت مؤمن الصاوي.. عبد الرحيم كمال يوضح المصطلح المثير للجدل

الرهافة قتلت مؤمن الصاوي.. عبد الرحيم كمال يوضح المصطلح المثير للجدل

أثار أحد المشتبه فيهم خلال التحقيقات معه في جريمة قتل الشاب مؤمن الصاوي بقهوة المحطة، مصطلح ربما يكون غريبا أو يسمعه البعض للوهلة الأولى وهو «الرهافة»، التي اعتبرها سببا رئيسا في مقتل مؤمن، إذ أبدى المؤلف الشاب محمد نجم، أحد زبائن قهوة المحطة، الذي التقى مؤمن في بعض الأوقات، تصوره لكيفية وقوع الجريمة، مرجعا السبب من وجهة نظره لما يعرف بـ«الرفاهة»، مشيرا إلى أنه التقى مؤمن الصاوي وهو محبط وحزين يبكي من همومه.

ما هو مطلح الرفاهة المتسبب في قتل مؤمن؟

أوضح الكاتب عبد الرحيم كمال، مؤلف مسلسل قهوة المحطة في مقال له، منشور بصحيفة الأهرام العام الماضي، مصطلح الرهافة الذي يعاني منه الشباب في المسلسل، ويعاني منه الكثيرون في المجتمع بشكل عام، قائلاً: «الرهافة والتعامل بين البشر وفق درجة عالية من التهذيب والرقي ومراعاة اللياقة والمشاعر والأدب هو الطريقة المثلى في التعامل بين بني البشر، وهي تُميز شخصا عن آخر منذ بدء الخليقة، فالحكاية الأولى بين ابني آدم تقول بوضوح، إن أحدهما تميز بالرهافة والرقة والأدب، بينما كان الآخر غليظ القلب لا يتحكم في غضبه حتى قتل القاسي المرهف».

وأضاف الكاتب عبد الرحيم كمال، أن «التواصل السريع الذي أحدثته التكنولوجيا كان على حساب الرهافة بالدرجة الأولى، وصار هو القانون السائد»، طارحا سؤال: كيف تستطيع أن تجعل طفلك الصغير مرهف الحس وهو يشاهد يوميا مشاهد القتل والدمار؟ بأي منطق ستقنعه بأن رقة المشاعر والسلوك المهذب هو الاختيار الأكثر صحة، وهو يرى بعينيه أن القسوة وفرض القوة هي التى تحكم العالم؟.

كمال: يجب أن تسود الرهافة

أضاف الكاتب أنه في غياب الرهافة يتبدل كل شيء، المفاهيم والقيم والأخلاق، وتحل محلها أشياء أخرى، أشياء أكثر غلظة وقسوة وارتباكا أيضا، فالرهافة ليست مرادفا للضعف، لكنها ربما تكون مرادفا لقوة الضمير الإنساني، ويصبح الأمر فى النهاية عبئا كبيرا على الأب والأم والمدرس والفنان والشيخ والقس، وكل من هو منوط بغرس قيم حقيقية داخل عقل ووجدان الجيل الجديد، مردفًا القابض على رهافته وضميره الحى تلك الأيام كالقابض على الجمر.

وشدد «عبد الرحيم»، على أن نكون أقرب لعقول وضمائر الجيل الجديد أكثر من تليفوناتهم المحمولة، إنقاذًا له من الغضب اليومى ودفعه نحو الرهافة، «مدوا أيديكم لهؤلاء الغرقى فى بحر الظلم والقبح والمشاعر الجافة واجعلوهم يسمعون منكم أنتم في جلسات عائلية كلاما مُهذبا بصوت خفيض»، مضيفا «علينا أن نقاوم ارتباكنا من جنون العالم بالطمأنينة النابعة من قيم أصيلة سكنت وجداننا وأرواحنا، فارتباك أصحاب القيم هو هزيمة كاملة، وهنا يبرز دور المقاومة الحقيقية الواجبة، مقاومة القبح بالجمال، والكذب بالصدق، والعنف بالتحكم الواعى، والقسوة بالرهافة».


مواضيع متعلقة